مراقبون ينتقدون “تعتيم” ناطق الجيش على “خيانات” مارب وأطرافها (تفاصيل)
مراقبون ينتقدون “تعتيم” ناطق الجيش على “خيانات” مارب وأطرافها (تفاصيل)
الاول برس – خاص:
استغرب مراقبون ما سموه “التعتيم” في تصريحات الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد الركن عبده مجلي، بشأن الخيانات في مارب وأطرافها، وتحاشيه بيان الحقيقة بشأن معارك مديريات مدغل ومجزر وصرواح وما يتعلق بمعسكر ماس.
وقال مراقبون: إن “التعتيم التي تفرضه بعض القيادات العسكرية على مسرح العمليات العسكرية وما تعرض له الجيش الوطني من خيانات قيادات وخذلان من التحالف سيكون كارثيا وصادما لأنصار الشرعية، بعد اختراقات الحوثيين الاخيرة في مارب”.
مضيفين: “كنا نتوقع أن تتضمن تصريحات الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد الركن عبده مجلي تفاصيل ومكاشفة حقيقية للخذلان الكبير الذي تعرض له الجيش الوطني في محافظة مأرب على غرار ما حدث في محافظة الجوف سابقا”.
المراقبون طالبوا بـ “التحقيق الرسمي في الاختراقات الحوثية التي شهدتها جبهات القتال في محافظة مأرب وكشف حقيقة خذلان الإسناد والدعم المباشر من تحالف دعم الشرعية للجيش الوطني، وأطراف الخيانات التي مكنت تلك الاختراقات”.
وأكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد الركن عبده مجلي، في تصريح صحافي “تحقيق قوات الجيش انتصارات وتقدمات ميدانية استراتيجية، عقب معارك تكبدت خلالها مليشيا الحوثي الانقلابية المتمردة، خسائر كبيرة، في مختلف الجبهات القتالية”.
العميد مجلي قال في تصريح لـ “سبتمبر نت” السبت: إن الجيش الوطني حقق انتصارات على الحوثيين خصوصا في جبهات محافظات الضالع وصنعاء، والبيضاء، والجوف، و مأرب”. وفصل ما يخص الضالع وصنعاء وتكتم على ماسواهما.
وأكد ضمنيا ما تناقلته وسائل اعلام على نطاق واسع بشأن اختراقات الحوثيين في مارب، بقوله: إن “قوات الجيش استخدمت العمليات العسكرية الهجومية والدفاعية والأساليب التكتيكية من المناورة والمفاجأة والهجوم المباغت والكمائن والالتفاف والتطويق”.
وفي مقابل انباء سقوط معسكر ماس الاستراتيجي وعدد من الجبهات في مارب بأيدي مليشيا الحوثي الانقلابية اكتفى ناطق القوات المسلحة العميد الركن عبده مجلي بالقول إن “المليشيا الحوثية مستمرة في نشر الأكاذيب والانتصارات الوهمية والحرب النفسية”.
وتساءل مراقبون: “من المستفيد من اصدار بيان دون المتوقع تحاشا ذكر ما حدث في المعارك التي شهدتها جبهات الجدعان ومدغل ومعسكر ماس والتي شهدت اختراقات جديدة لمليشيا الحوثي، أكدتها مصادر عسكرية ميدانية ومحلية متطابقة”.
مصادر عسكرية ميدانية كانت أكدت أن “زحوفات كثيفة وانتحارية للحوثيين استطاعت اختراق منطقة الجدعان بعد يوم واحد من اختراقهم منطقة السحيل في مديرية رغوان ومنطقة الجفرة في جبهة مجزر، رغم ما تكبدوه من خسائر مادية وبشرية فادحة”.
ونوهت بـ “خيانات وراء هذه الاختراقات الحوثية في مارب”. وقالت: إن “تقدم مليشيا الحوثي يؤكد لنا وبما لا يدع مجالا للشك اختراق الجيش الوطني من قبل اجندة خارجية وقيادات هاشمية موالية للحوثيين والامارات، تتآمر على مارب والجيش الوطني”.
واتهمت المصادر العسكرية الميدانية في مارب التحالف ولا سيما الإمارات بـ “تنفيذ أجندة خارجية عبر وكلاء لها في قيادة وزارة الدفاع لتقديم الجيش الوطني كبش فداء لتلك الأجندة والتي يرعاها وكلاء ابوظبي” في إشارة إلى قيادات محسوبة على النظام السابق.
موضحة أن “الجيش الوطني لم يعد اليوم يثق في رئيس هيئة الأركان العامة الفريق صغير بن عزيز الذي فشل منذ توليه قيادة العمليات المشتركة وبعدها رئاسة هيئة الأركان العامة من تحقيق أي تقدم يذكر للجيش، بقدر الانتكاسات في نهم والجوف ومارب”.
ولم تخل المصادر العسكرية في المنطقة الثالثة، مسؤولية تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية في هذه الاختراقات المتسارعة للحوثيين في جبهات مارب وتمكنهم من محاصرة واقتحام معسكر ماس غربي مدينة مارب، وسط اخفاق الاسناد الجوي للجيش.
مؤكدة أن “الجيش الوطني تعرض لخذلان من التحالف، أكان على صعيد احجامه عن احتواء بعض القبائل الساخطة على تجاهل مطالبها أو على صعيد الاسناد الجوي لطيران التحالف، واخفاقه في كبح زحوفات الحوثيين وتعزيزاتهم من اكثر من محافظة”.
ونوهت بما سمته “الصمت غير المفهوم من الرئيس عبدربه منصور هادي ونائب الرئيس الفريق علي محسن صالح تجاه هذه المؤامرة على الشرعية في مارب التي بات ضباط وصف وجنود الجيش الوطني يدركونها اليوم، ويواجهون تداعياتها بمزيد من التضحيات”.
وحذرت المصادر العسكرية الميدانية في مارب من “تبعات خطيرة لاستمرار هذا التقاعس من جانب التحالف والتآمر من جانب وكلاء الامارات في قيادة الجيش، دون وضع حد عاجل، يعيد الامور إلى نصابها قبل انفراط العقد وفوات الآوان” حسب تعبيرها.