أخبار اليمن

البنك المركزي يعلن خروج الوضع عن السيطرة وخبراء يشخصون مآلات انهيار العملة (تفاصيل)

البنك المركزي يعلن خروج الوضع عن السيطرة وخبراء يشخصون مآلات انهيار العملة (تفاصيل)

 

 

الاول برس – متابعة خاصة:

 

توقع خبراء اقتصاديون ومصرفيون من استمرار انهيار الريال بشكل متسارع خلال الأيام القادمة، محذرين من تعجيل انهيار العملة الوطنية بوقوع مجاعة شاملة تعم جميع المناطق اليمنية، وداعين الحكومة إلى تدخلات عاجلة.

 

وسجل الريال اليمني تراجعا تاريخياً أمام الدولار في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، الأمر الذي انعكس سريعاً على الأسواق التي قفزت أسعار مختلف السلع فيها، بينما يعاني أكثر من 70% من السكان من الفقر.

 

تجاوز سعر الدولار 802 ريال خلال تعاملات، اليوم، فيما وصل سعر الريال السعودي 210 ريال، لتبلغ خسائره نحو 34% من قيمته منذ مطلع العام الجاري، فيما يتوقع محللون أن يواصل الانهيار ليبلغ 1000 ريال للدولار الواحد خلال سبتمبر/أيلول.

 

وتسبب التهاوي الجديد للعملة في حالة من الهلع بالأسواق ولدى المواطنين، مع مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة، نتيجة الشلل في مؤسسات الحكومة، على خلفية الصراع مع المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال والمدعوم من دولة الإمارات.

 

يأتي ذلك في ظل تمكن جماعة الحوثي من السيطرة على أسعار الصرف للعملات الأجنبية مقابل الريال اليمني رغم بعض الارتفاع لكنه أحسن حالا من المناطق الواقعة تحت سيطرة الشرعية والتي شهدت انهيار كبير لاسعار فارق الصرف للعملات الأجنبية مقابل الريال اليمني .

 

وقال الخبير المصرفي، نشوان سلام، “إن البنك المركزي اليمني في عدن لم يعد بمقدوره ضبط السوق المصرفية وإدارة السياسة النقدية، بعد أن فقد ما كان متوفراً من إيرادات محلية من ضرائب وجمارك، والتي استولى عليها حلفاء الإمارات في عدن، ممثلين في المجلس الانتقالي الجنوبي وإعلانهم الإدارة الذاتية، التي تضمنت أهم بنودها وضع يدهم على الإيرادات العامة في حسابات جديدة خاصة في البنك الأهلي الحكومي في عدن”.

 

وأضاف سلام في تصريح نقلته صحيفة “العربي الجديد” أن هناك عمليات نهب للأموال الحكومية، بهدف تجفيف الخزينة العامة للبنك المركزي، وإضعاف دوره في ظل ما يعانيه من فقدان للاحتياطي من الدولار.

 

ويأتي انهيار العملة وسط تحذيرات من أزمة معيشية واسعة تجتاح معظم فئات اليمن، مع تفاقم الجوع الذي يضرب ثلثي السكان، الذين أصبحوا عاجزين عن توفير احتياجاتهم المعيشية نتيجة فقدانهم معظم مصادر دخلهم.

 

وتقدر تقارير ودراسات اقتصادية يمنية نسبة الاقتصاد الخفي في اليمن بنحو 90% من الناتج المحلي الإجمالي، وتستند هذه التقديرات إلى تدني نسبة تحصيل الموارد العامة، وبسط السلطات الموازية سيطرتها ونفوذها على مختلف الموارد العامة كالضرائب والجمارك، مع توقف تصدير أهم مرتكزات الاقتصاد اليمني مثل المشتقات النفطية.

 

وقال الخبير في معهد الدراسات والأبحاث المصرفية اليمني، فهد درهم، إن سعر الصرف تتحكم به شركات ومحال الصرافة، بينما عجز البنك المركزي في عدن عن القيام بأي دور، لأنه سيصطدم بالفئة التي تدير السوق المصرفية، وأصبح الدولار بيدها، وسعر صرف الريال هي من تحدده.

 

وحذر خبراء من ترك اليمن يصارع منفرداً مشاكله المالية والاقتصادية، مع تفاقم كبير للوضع المعيشي بعد خمس سنوات حرب وصراع وأزمات متفاقمة. ومن المتوقع أن تنخفض مدفوعات رواتب القطاع العام بسبب محدودية الإيرادات الحكومية.

 

وحذر برنامج الأغذية العالمي، مطلع أغسطس، من أن يؤدي النقص المتوقع في العملات الأجنبية في اليمن إلى مزيد من انخفاض قيمة الريال، وانعكاسات ذلك في تعطل واردات الأغذية ومدفوعات الرواتب، والضغط التصاعدي على أسعار الغذاء والوقود.

 

تهديد بالاستقالة

 

بدوره، دعا المهندس محسن علي عمر باصرة، نائب رئيس مجلس النواب، قيادة الشرعية، بسرعة اتخاذ موقف حازم، واجراءات حاسمة وكفيلة بعودة العملة المحلية إلى وضعها الطبيعي بعد تدهورها.

 

وطالب باصرة الجميع، باستشعار المسؤولية، وتقديم كل واحد ما بوسعه لحل مشكلة تدهور العملة” مهددًا “بتقديم استقالته من منصبه في البرلمان، وحل المجلس والهيئات الحالية له”.

 

واستدرك باصرة قائلا: “ندرك أن موارد الدولة ضعيفة، وكثير منها معطلة، نتيجة لآثار الحرب التي فرضها الانتقالي الجنوبي، وأسباب أخرى”.

 

وقال: “الجميع ظل صامتاً، أمام هذا الوضع، الذي لا يليق بسلطات الدولة، بالرغم من أن الكل يدرك ويتابع، ما أحل من تدهور سريع ومريب للعملة الوطنية أمام العملات الأجنبية”.

 

وأشار إلى “أن غالبية المواطنين، باتوا يدعون علينا بالصوت العالي ويقولون (حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير)، لأنهم لم يسمعوا ولم يشاهدوا أي خطوات عملية مننا كسلطات في كبح جماح هذا التدهور للعملة”.

زر الذهاب إلى الأعلى