أخبار اليمن

عاصمة البلاد المؤقتة في مرمى الحوثيين مجدداً !   

خاص : الأول برس

 

 

 

منعطف خطير جداً، ومسار أكثر تعقيداً ، هذا ما تبدو عليه الصورة اليوم،  في العاصمة المؤقتة عدن وجنوب اليمن بشكل عام،  فبعد أن تمكَّن الجيش الوطني والمقاومة وإسناد التحالف من هزيمة جماعة الحوثي ودحرها من مدينة عدن، طرأت متغيرات سياسية وعسكرية واقتصادية جمة، خاصة بعد السيطرة الاماراتية على المشهد الجنوبي، وتنامي ظواهر الإنفلات والفوضى التي حولت المدينة التي اتخذتها الحكومة الشرعية والرئيس عبدربه منصور هادي عاصمة مؤقتة للبلد،  وجعلت منها مستعمرة ، وسجن كبير لمناوئيها وخصومها،  والسكان بشكل عام.

اليوم وبعد الحديث والتصريحات الاماراتية بسحب قواتها من مدينة عدن، ودخول الطرف السعودي خط السيطرة على الأرض، برزت متغيرات جديدة قلبت موازين الحرب، بإستهداف جماعة الحوثي معسكر الجلاء في البريقة صباح اليوم الخميس.  لم يكن هذا الاستهداف الأول من نوعه،  لكنه طرح بتوقيته تساؤلات عديدة على صعيد المؤشرات التي تتجه بها مسارات الحرب التي خلقت من الكوارث أكثر مما أزالت. خاصة بعد اللقاء الاماراتي الايراني،  وتوقيع اتفاق بين الطرفين لتعزيز العلاقات وترسيخ أمن الحدود، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.

هُناك من يذهب بالقول أن «الإمارات تخلت عن المجلس الانتقالي، وما حدث من خلال عملية استهداف الحوثيين لمعسكر في عدن يعدُ اولى نتائج التفاهمات السرية التي نتجت من اجتماع الطرفي الاماراتي والايراني»، فيما يذهب أخرون الى «أن عملية تصفية ربما كانت وراء ما حدث في معسكر الجلاء بعدن، تم التغطية عليها بالتفجير الارهابي  في حي عمر المختار بالشيخ عثمان، لتضاف الى قائمة العمليات الاستخباراتية التي ضربت المشهد اليمني وخلطت فيه الأوراق». وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت تبنيها الهجوم على قاعدة الجلاء بواسطة صاروخ بالستي وطائرة مسيّرة، ما أسفر عن سقوط نحو 30 قتيلاً، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الثاني الذي استهدف مركزاً للشرطة في عدن بسيارة ملغومة، و ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أنه أسفر عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة 16 آخرين.

و قد هددت  الجماعة الحوثية على لسان عضو مكتبها السياسي  محمد البخيتي، قادة الحزام الامني الموالي للامارات بعد ساعات من استهداف معسكر الحزام الامني بالعاصمة عدن،  بأن «كل قادة الحزام الأمني في اليمن أصبحوا هدفا للهجمات المقبلة»، لافتاً الإنتباه الى أن « الصواريخ الباليستية سيكون لها الدور الأبرز مستقبلاً». فبعد ساعات من استهداف عدن، وجهت الجماعة الحوثية صواريخها صوب مدينة الدمام، حيث استهدفت موقع عسكري مهم في قلب المدينة  في العمق السعودي بصاروخ باليستي متطور بعيد المدى.

ماالدور الذي تلعبه أبوظبي هذه المرة؟

هُناك من يربط الأحداث ببعضها ويعتبر أن الامارات تسعى جاهدة  الى محو أثارها بتصفية الشخصيات التي ترى أنها ستدخلها مستنقع التساؤلات والادانات الدولية،  ودفن جرائمها،  خاصة بعد توسع النفوذ السعودي في عدن،  ومن جهة أخرى يرى متابعون أن الإمارات تسعى لإرباك الوضع وتحريك الرمال تحت اقدام السعودية في جنوب اليمن، فالامارات التي قامت ببيع حليفها اللدود هاني بن بريك لتفادي ملاحقتها جنائيا بعمليات اغتيالات قامت بها في الجنوب،  لا غريب اليوم أن تضحي بالقائد العسكري الأهم في حزامها الامني بعدن، « أبو اليمامة»، الذي يعد وفقاً للمعلومات مسؤول الاغتيالات والتفجيرات وتصفية المناوئين لأبوظبب في العاصمة المؤقتة عدن، لكن يبقى السؤال الأكثر الحاحاً وفقاً لمراقبون، بمن ستضحي الإمارات غداً ؟ ولأي طرف ؟..

زر الذهاب إلى الأعلى