الاسعار الان .. انعاش هائل للريال اليمني في عدن امام الدولار والسعودي يقلص الفارق مع صنعاء
الاول برس – متابعة خاصة:
شهد الريال اليمني انعاشا سياسيا هائلا امام العملات الاجنبية في العاصمة المؤقتة عدن وعدد من المحافظات المحررة، على نحو غير متوقع، بدأ معه فارق سعر الصرف مع صنعاء يتلاشى كليا.
وسجل الريال اليمني، حتى ساعة متأخرة من يوم الاثنين، تعافيا ملحوظا أمام الدولار الأمريكي والريال السعودي محققا مكاسب كبيرة في كل من صنعاء وعدن، وسط تطلعات بتراجع مواز لاسعار السلع.
مصادر مصرفية في العاصمة المؤقتة عدن، اكدت أن الريال اليمني استعاد عافيته في المدينة وعدد من المحافظات المحررة بعد موجة من الانهيار التاريخي والأزمات العاصفة في الأسابيع الماضية.
وقالت: إن سعر الريال اليمني شهد تحسنا كبيرا ليسجل الدولار 650 ريالاً يمنيًا للشراء، بعدما كان سجل انهيارا متسارعا في الأسابيع الماضية، وتخطى للمرة الاولى حاجز الـ 920 ريالا للدولار الواحد”.
مضيفة: “كما تراجع الريال السعودي أمام نظيره اليمني اليوم الإثنين في عدن ليصل إلى 170 ريالاً للبيع، و 165 ريالاً للبيع”. مبدية في الوقت نفسه مخاوف من انتكاسة “في حال لم يدعم الانعاش اقتصاديا”.
وفي المقابل، اكدت مصادر مصرفية في العاصمة صنعاء أن “الريال اليمني سجل تراجعاً أمام الدولار الأمريكي ليبلغ 585 ريالاً يمنيًا للشراء، و 588 ريالاً للبيع، والسعودي 155 ريالا للشراء و156 ريالا للبيع”.
يأتي هذا بعد يوم على كشف مصدر اقتصادي في الرئاسة اليمينة عن سبب تعافي الريال اليمني بشكل مفاجئ خلال اليومين الماضيين في العاصمة المؤقتة عدن والمناطق المحررة، وارتباطه بالانفراج السياسي.
وقال المصدر الرئاسي: إن “سبب التعافي الذي طرأ على العملة هو التزام الرياض وأبو ظبي للرئيس هادي بإطلاق الوديعة من الدفعة 39 التي التزمت بها السعودية، بالتزامن مع تشكيل الحكومة الجديدة”.
موضحا أن “هذا الالتزام من جانب السعودية والامارات ترافق مع تشكيل الحكومة الجديدة مناصفة بين الشرعية والانتقالي وأداء اليمين الدستورية، ما ساهم في نزع قدر كبير من المخاوف في السوق المحلية”.
من جانبهم حذر خبراء اقتصاديون من أن “التعافي النسبي للريال اليمني ليس مستداما وإنما تعافي موجه ناجم عن نشاط سياسي وليس اقتصادي لأنه تزامن مع إعلان الحكومة الجديدة لامتصاص سخط الشارع”.
وحذر الخبراء الاقتصاديون والمصرفيون “تراجع مخيف لسعر الريال اليمني في الأيام القادمة لاسيما مع بقاء المجلس الانتقالي الجنوبي مسيطرا على عدن وغياب تواجد الدولة في المناطق المحررة وتوقف الصادرات”.
منبهين من أن “استمرار التوتر الامني والعسكري، وتشتت موارد الدولة وتعطل المنشآت الاقتصادية السياسية، وازدواجية السياسة المالية بين مركزي صنعاء وعدن، وحال الانفلات الاداري، ستؤدي لانهيار اقتصادي كبير”.
وتراجعت قيمة الريال اليمني 300% منذ بدء الحرب المتواصلة بعد ثباتها لسنوات عدة عند سقف 215 ريالا للدولار الامريكي. لكن انهيار الريال تضاعف منذ بدء العام الجاري ليفقد 26 % من قيمته، حسب تقارير اقتصادية.
أدى هذه الانهيار المتسارع وبصورة اكبر في المحافظات المحررة منذ مطلع العام الجاري، إلى تفاقم الوضع الاقتصادي المتعثر وارتفاع أسعار السلع وتزايد أعداد المعتمدين بشكل كلي على المساعدات الغذائية والمواد الإغاثية.
وفشلت المعالجات المحدودة التي نفذها البنك المركزي اليمني بعدن في كبح تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، حيث عاود الريال مسلسل انهياره بعد أيام من التعافي النسبي، وسط مخاوف من انخفاض أكبر خلال الأسابيع القادمة.
يشار إلى أن اسعار السلع والخدمات الاساسية شهدت خلال الاسبوعين الماضيين ارتفاعا كبيرا، تجاوز 180% جراء الانهيار المتسارع لقيمة العملة اليمنية، متسببا بارتفاع قيمة كيس الدقيق (50 كجم) إلى 25 ألف ريال.