لماذا لم يعد السفراء ورئيس البرلمان البركاني وقيادات المؤتمر الموالية للإمارات مع الحكومة ؟
الاول برس – متابعة خاصة:
تلف الشكوك والارتياب الغياب اللافت لسفراء الدول العشر وقيادات المؤتمر الشعبي العام الموالية للامارات في صفوف الشرعية من مطار عدن لحظة استهدافه بثلاثة صواريخ مساء الاربعاء، ما اثار جدلا واسعا في اوساط السياسيين والمراقبين والناشطين.
وتساءل مراقبون وسياسيون: “لماذا لم يحضر سفراء الدول العشر ورئيس مجلس نواب الشرعية الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الشيخ سلطان البركاني، على متن الطائرة التي تقل رئيس واعضاء الحكومة الجديدة، من الرياض، إلى عدن؟”.
مشيرين إلى أن “الشيخ البركاني من ابرز قيادات المؤتمر الشعبي في صفوف الشرعية، ومن اشهر قيادات المؤتمر المعروفة بالولاء المطلق للرئيس السابق علي صالح عفاش، ولنجله من بعده احمد علي وباقي افراد عائلة عفاش، الطامحة بالحكم”.
وبرز في تناولات المراقبين والسياسيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الاستهداف الارهابي لمطار عدن ورئيس واعضاء الحكومة الجديدة، التوقف عند “مغادرة شلال شايع الطائرة قبل الكل وخروجه من صالة الاستقبال قبل الجميع”.
منوهين إلى أن “شلال شايع، من ابرز قيادات الانتقالي الجنوبي المتحكمين بالملف الامني في العاصمة المؤقتة عدن، وظل يرفض تسليم ادارة امن عدن لخلفه حتى تعيينه قبل الاستهداف بيوم ملحقا عسكريا في السفارة اليمنية لدى الامارات”.
واعتبروا هذا المعطى الجلي “شاهدا كافيا على علم شلال وقيادات الانتقالي المسبق، بالاستهداف المبيت، خصوصا وأن مليشيا الانتقالي بقيادة أبو همام البعوة، نائب قائد ما يسمى الوية الدعم والاسناد التابعة للانتقالي والامارات، توعدت الحكومة”.
في السياق، تداول ناشطون على مواقع التواصل منشورا لأحد قيادات المؤتمر الشعبي الموالي لعائلة عفاش والامارات، فهد الشرفي، الثلاثاء، يتوعد فيه الشرعية، قائلا: “بكره سيكون لوزراء الاخونج يوم لن ينسوه في مطار عدن وسوف تذكروا كلامي”.
وكشفت مصادر في امن عدن أن المعطيات المثبتة حتى الان من ملابسات الاستهداف الارهابي لمطار عدن الدولي لدى وصول رئيس وأعضاء الحكومة الجديدة، الاربعاء، من العاصمة السعودية الرياض، تقود إلى هوية جهة الاستهداف والعقل المدبر له.
المصادر الامنية في عدن، قالت: “تم حتى الان التحقق من أن مصدر الصواريخ الثلاثة التي استهدفت مدرج وصالة استقبال مطار عدن الدولي، كان من محيط مديرية دار سعد، وتحديدا المدينة الخضراء، وهذا يقود لمعرفة هوية جهة الاستهداف والعقل المدبر له”.
مضيفة: “الاستهداف الارهابي برمته يحمل بصمات نظام الرئيس السابق علي عفاش، والمدينة الخضراء ما تزال وكر رجالاته، وعلى رأسهم القيادات العسكرية والامنية لنظام عفاش، الموالية للامارات، وفي مقدمهم، وكيل جهاز الامن القومي سابقا، العميد عمار عفاش”.
من جهتهم نوه سياسيون بأن “الامارات تدعم عودة النظام السابق لعفاش، وتمكين افراد عائلة الرئيس السابق علي صالح عفاش من السيطرة على الساحل الغربي والتوغل في المحافظات الشمالية، ويقف امام ذلك خصمان اثنان الاول الشرعية، والثاني الانتقالي في ظل يمن موحد”.
وأشار إلى أن “الانتقالي الجنوبي سبق أن أعلن تحالفه مع طارق عفاش وقواته المسماة حراس الجمهورية، لكن التحالف يقضي حسب اعلان هاني بن بريك، بدعم الانتقالي ضد الشرعية واستقلال الجنوب مقابل دعم عودة الاخوة المشردين من عائلة الرئيس السابق (آل عفاش) للشمال”.
لافتين إلى أن “الامارات لا تخفي عدائها للشرعية ممثلة بالرئيس هادي ولأكبر المكونات السياسية في الشرعية، ممثلا بالتجمع اليمني للاصلاح، وهي بإيعازها لعمار بهذا الاستهداف، حاولت ضرب عصفورين بحجر واحدة، افشال الحكومة باتجاه انفصال الجنوب وضرب الشرعية لصالح عائلة عفاش”.
في السياق، سارع “المجلس الانتقالي الجنوبي” إلى التغطية على الجهة الضالعة في الاستهداف الارهابي لمطار عدن لدى وصول طائرة رئيس وأعضاء الحكومة، عبر توجيه اتهامات لأطراف خارجية، تستبق نتائج تحقيق اللجنة الرئاسية وتتجاهل انكشاف خيوط رئيسية للجريمة تقود لمدبريها ومنفذيها.
واستبعد نائب رئيس “الانتقالي الجنوبي” هاني بن بريك، تورط جماعة الحوثي الانقلابية في الاستهداف. معززا نفي الحوثيين الذي نقلته قناة “الجزيرة” عن عضو المكتب السياسي للجماعة محمد ناصر البخيتي بأن “لا علاقة للجماعة أو صلة بالهجوم على مطار عدن الدولي”.
القيادي السلفي هاني ابن بريك، قال في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التدوين العالمي المصغر “توتير” نشرها عقب استهداف مطار عدن: “الحوثي عدو ظاهر، فمن يرفع شعار الموت لن يكون إلا عدوا للبشر دون شك، ولكن من العجلة رمي التهمة للحوثي”.
لكن نائب رئيس هيئة رئاسة “الانتقالي الجنوبي” هاني بن بريك الموالي للامارات، وجه اصابع الاتهام إلى من سماهم “رجال نظام قطر وتركيا”. وقال: الذين صرخوا ألما من اتفاق الرياض واعلان تشكيل الحكومة كثر، وهناك رجال نظام قطر وتركيا”.
وتتنافى هذه الاتهامات الساعية لخلط الاوراق، مع ما يتوالى انكشافه من حقائق وملابسات الاستهداف الارهابي لمطار عدن، واخر هذه الحقائق انكشافا مساء الاربعاء، أن الصواريخ التي سقطت بمطار عدن اطلقت من داخل عدن وليس من خارجها.
في هذا، كشفت مصادر محلية وامنية متطابقة عن مصدر صواريخ استهداف مطار عدن مساء الاربعاء، لدى وصول طائرة الحكومة الجديدة، وأكدت أنها من داخل العاصمة المؤقتة عدن وليست قادمة من خارج عدن أو من مطار تعز، كما اشيع.
ونقلت صحيفة “الايام” العدنية على موقعها الالكتروني، مساء الاربعاء، عن شهود عيان قولهم: إن “ثلاثة مقذوفات انطلقت من اتجاه مديرية دارسعد، وتحديدا المدينة الخضراء قبل ان تسقط في مطار عدن وتحدث الانفجارات الثلاثة الهائلة المتتابعة”.
الصحيفة، أكدت أنها استقت افادات شهود العيان، كل منهم على حدة، واتفقت أقوالهم في تحديد المصدر نفسه لإطلاق الصواريخ، وقالت: “كل شاهد من الذين تحدثنا اليهم حددوا ان انطلاق المقذوفات كان من المدينة الخضراء أو محيط دار سعد”.
وفي وقت سابق، أكد نائب مدير امن عدن العميد ابو بكر احمد جبر، في حديث متلفز لقناة “الغد المشرق” التي تبث من الامارات، أن “المقذوفات التي سقطت على مطار عدن الدولي مساء اليوم (الاربعاء) عبارة عن صواريخ كاتيوشا وليست باليستية”.
الامر الذي أكده خبراء عسكريون، افادوا بأن “السلاح الذي استهدف مطار عدن الدولي وتسبب في ثلاثة تفجيرات فور وصول الحكومة اليمنية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك كان سلاحا تقليديا، ومحدود المدى والقدرة التفجيرية”.
واشاروا في احاديث صحافية، تناقلتها وسائل إعلامية عدة، إلى أن “التحليلات الأولية لصور السلاح الذي تسبب في انفجارات عدن لم تكن صواريخ بالستية كما يزعم البعض بالقدر الذي كان بمثابة صواريخ كاتيوشا وقصف مدفعي، وتحديدا قذائف هاون”.
مدللين بقولهم إنه “في الانفجارات الناجمة عن الصواريخ الباليستية تظل اجزاء من الصاروخ الباليستي بعد الانفجار، وشاهدنا ذلك في عمليات استهداف مليشيا الحوثي لمنشآت شركة ارامكو السعودية، وهو ما لم يشاهد في انفجارات مطار عدن الدولي”.
وتعزز إفادات شهود العيان بتحديد مصدر المقذوفات الثلاثة (صواريخ الكاتيوشا) التي سقطت على مطار عدن من المدينة الخضراء في دار سعد، نفي جماعة الحوثي الانقلابية صلتها بالاستهداف ورفضها “الزج بها في صراعات فصائل التحالف” حد تعبيرها.
كما يعزز تأكيد مصدر الصواريخ واطلاقها من جهة المدينة الخضراء، الاتهامات الموجهة للامارات بالضلوع في الاستهداف، ولوكيل جهاز الامن القومي سابقا، عمار عفاش، بالتخطيط والاشراف على التنفيذ، ولهدف ضرب اسفين بين الشرعية و”الانتقالي”.
وتعرض مطار عدن الدولي، الاربعاء، لاستهداف ارهابي خلف ثلاثة انفجارات عنيفة، استهدفت صالة المطار ومدرج مطار عدن أثناء وصول الطائرة التي تقل الحكومة الجديدة القادمة من العاصمة السعودية الرياض، ملحقا خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وكشفت وزارة الداخلية عن حجم الخسائر التي خلفها الاستهداف الارهابي لمطار عدن بالتزامن مع وصول الحكومة. وقال وزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان: إن “الهجوم أسفر عن مقتل 22 شخصا وإصابة 50 آخرين من مستقبلي الحكومة الجديدة”.
يشار إلى أن محافظ عدن احمد لملس ومكتب وزارة الصحة في عدن، ووسائل إعلامية وبعثة الصليب الاحمر، أكدت أن بين ضحايا الاستهداف الارهابي لمطار عدن الدولي، مسؤولون، وصحفيون، وجنود في قوات التحالف، بينهم سعوديون وجلهم من القوات السودانية.