أخبار اليمن

ورد الان .. مسؤول رفيع في الامن القومي الامريكي يكشف معلومات صادمة بشأن قرار تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية

الاول برس – خاص:

كشف مسؤول امريكي رفيع في الامن القومي عن تجاهل وزير الخارجية مايك بومبيو الجهات الحكومية المختصة بالامن الداخلي والقومي ومكافحة الارهاب، في اعلان تصنيف جماعة الحوثي منظمة ارهابية اجنبية، وارسال اخطار بذلك لمجلس الكونجرس الامريكي، الاثنين.

وقال نائب مساعد وزيرة الخارجية لسياسة مكافحة الإرهاب في وزارة الأمن الداخلي، توماس س. واريك، لموقع المجلس الاطلسي، المتخصص في شؤون الامن القومي الامريكي: “تحتاج قوانين ما قبل 11 سبتمبر إلى الإصلاح في ضوء التغييرات التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر”.

مضيفا: “مثل تشكيل وزارة الأمن الداخلي الأمريكية (DHS) ، التي ليس لسكرتيرها دور قانوني في تحديد وزير الخارجية للمجموعات الحصول على تصنيف FTOs. كما أن المركز الوطني لمكافحة الإرهاب (NCTC) ليس له دور رسمي”. في تصنيف الجماعات الارهابية.

وتابع: “عادة ما يتم التشاور مع NCTC و DHS ، وهما القسمان الوزاريان الوحيدان المعتمدان رسميًا لحماية الولايات المتحدة من الهجمات الإرهابية ، من خلال العملية المشتركة بين الوكالات، لكن وزير الخارجية يتجاهل وجهات نظرهما”. حسب تأكيده بشأن إعلان بومبيو.

المسؤول الامريكي الامني توماس واريك، علق على تصنيف الحوثيين ارهابيين، بقوله: “يجب أيضًا مراجعة عواقب التصنيف و ما سيحدث. يجب أن تكون قواعد العواقب المتتالية نتيجة لقرارات سياسية متعمدة، وليس قوانين تعمل مثل مكانس الساحر المبتدئ الخارجة عن السيطرة”.

وقال في افادة منشورة على موقع المجلس الاطلسي، الاثنين الفائت: “إن تصنيف بومبيو للحوثيين كمنظمات إرهابية أجنبية بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية هو تذكير آخر بالحاجة إلى إصلاح قوانين ما قبل 11 سبتمبر التي تم بموجبها وضع مثل هذه التصنيفات”.

مضيفا: “كان الهدف الأصلي للكونغرس هو معاملة الحكومات التي ترعى الإرهاب بموجب مجموعة واحدة من القوانين والجماعات الإرهابية غير الحكومية بموجب مجموعة أخرى من القوانين. تختلف العقوبات والعقوبات والقيود”. منوها بأن “تصنيف الحرس الثوري الايراني كان أول مثال”.

وتابع: “تصنيف اليوم يتناسب مع النمط الأكثر طبيعية لأن الولايات المتحدة تعترف بحكومة الرئيس هادي المتمركزة في عدن كحكومة اليمن الشرعية، وليس الحوثيين، على الرغم من سيطرة الحوثيين على معظم شمال اليمن وهم في صراع مسلح ضد السعودية والامارات والولايات المتحدة”.

مردفا: “كان أحد أسباب تصنيف إدارة ترامب للحوثيين هو سلسلة العواقب المتتالية التي تنطبق على المنظمات الإرهابية الأجنبية وأولئك الذين يزودونهم بمستويات طفيفة من الدعم المادي”. مشيرا إلى أنه “قالت وزارة الخارجية إنها ستخفف من العواقب غير المقصودة لقانون الهجرة والجنسية”.

لكن نائب مساعد وزيرة الخارجية لسياسة مكافحة الإرهاب في وزارة الأمن الداخلي، توماس س. واريك، شدد في ختام حديثه لموقع المجلس الاطلسي، على انه “سيتعين على الممارسين القانونيين توخي الحذر حتى يتم فهم هذه الإجراءات بشكل كامل”. في اشارة للتداعيات الانسانية للتصنيف.

ويواجه إخطار وزير الخارجية في إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الكونجرس بتصنيف الحوثيين منظمة ارهابية، معارضة واسعة في اوساط اعضاء مجلسي النواب والشيوخ الامريكيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، داخل الكونجرس المعني باعتماد او رفض التصنيف في 19 يناير.

يعلل المعارضون للتصنيف، معارضتهم بما يسمونه “التداعيات السلبية للتصنيف”. مشيرين إلى أن “التصنيف سيقوض الجهود المبذولة لوقف الحرب في اليمن واحلال السلام، وسيفاقم الأزمة الانسانية الأسوأ في العالم حسب تقارير الامم المتحدة، لكثافة السكان الاكبر في مناطق سيطرة الحوثيين”.

وقال السيناتور النافذ في مجلس النواب الامريكي غريغوري ميكس: إن “تصنيف جماعة الحوثي منظمة ارهابية يمثل قصر نظر”. مضيفا: “تصنيف جماعة الحوثي منظمة ارهابية يعرض حياة الشعب اليمني للخطر ويجب التراجع السريع عنه” حسب ما نقلته عنه قناة “الجزيرة-عاجل”، الاثنين.

النائب غريغوري ميكس وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، تابع في تعليق صحافي: “لن يكون هناك أي حل مستدام في اليمن ما لم يشارك الحوثيون. من خلال تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، تدفع إدارة ترامب فقط الحل السياسي للصراع بعيدًا من متناول اليد”.

وقال السيناتور كريس مورفي، العضو البارز في الحزب الديمقراطي، إن “تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية هو حكم بالإعدام على آلاف اليمنيين”. مضيفا: “سيقطع ذلك المساعدات الإنسانية ويجعل محادثات السلام شبه مستحيلة ويعزز موقع إيران”. في اشارة لمصالح امريكية في التفاوض مع الحوثيين.

السيناتور مورفي أكد على حسابه بموقع التدوين العالمي المصغر “توتير” الاثنين، أن قرار تصنيف جماعة الحوثي منظمة ارهابية لن يمر في الكونجرس، ولن يقبل به الرئيس الامريكي المترشح عن الحزب الديمقراطي والمنتخب جو بايدن، قائلا: “على جو بايدن إلغاء هذه السياسة في يومه الأول”.

لكن معارضة قرار تصنيف الحوثيين، لا تقتصر على النواب الديمقراطيين بل يمتد إلى الجمهوريين ايضا. وقال السيناتور تود يونغ، وهو جمهوري، أنه لا يوافق على سياسة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بشأن اليمن، منتقدا اعلان الخارجية الامريكية عزمها إعلان الحوثيين ارهابيين.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب) عن السيناتور الجمهوري تود يونغ، قوله: إن تحرك بومبيو “سيزيد من زعزعة استقرار دولة مزقتها الحرب” ويمنع جماعات الإغاثة من تقديم المساعدات الحيوية. وتابع: “أتطلع إلى العمل مع الرئيس المنتخب بايدن وفريقه لإلغاء هذا القرار المضلل”.

في السياق، اطلقت المنظمات الإنسانية ومجموعة الاغاثة الدولية تحذيرات بأن “تصنيف جماعة الحوثيين منظمة إرهابية سيحول دون تعامل المنظمات الأممية والدولية مع سلطات الحوثيين، ويفرض عوائق أخرى مُتعلِّقة بتعسُّر التحويلات البنكية للمستفيدين من المشاريع التغذوية وشراء الغذاء والوقود”.

وحذرت مجموعة الإغاثة الدولية من أن “تصنيف الحوثيين جماعة ارهابية، سيؤدي إلى تفاقم الوضع السيء للعمل الإغاثي في اليمن، وسط مستويات صادمة من الجوع وبيئة مُرهقة تعمل فيها الكتل الإغاثية” حسب تعبيرها في بيان اصدرته في ديسمبر الماضي، عقب تلويح بومبيو بالتصنيف نهاية نوفمبر.

كذلك، منظمة “هيومن رايتس ووتش” الامريكية للحقوق والحريات، حذرت في تقرير لها قبل شهر من أن “تصنيف الحوثيين ضمن قائمة المنظمات الإرهابية قد يعرض العاملين في الحقل الإنساني للمساءلة القانونية بموجب العديد من القوانين الفدرالية بما فيها المُتعلِّقة بحظر تمويل الجماعات الإرهابية”.

وينحصر منفذ تدفق المساعدات الغذائية والدوائية لنحو 25 مليون يمني يقطنون محافظات سيطرة الحوثيين، بميناء الحديدة البحري ومطار صنعاء الدولي، الذي تسيطر عليه الجماعة، ما قد يُتيح المجال أمام خصوم الجماعة لاتهام المنظمات الانسانية العاملة في توريد المساعدات بتمويل جماعة ارهابية.

يشار إلى أن المجلس الاطلسي (atlantic council) متخصص بـ “العمل مع الحلفاء والشركاء في أوروبا والشرق الأوسط الأوسع لحماية مصالح الولايات المتحدة ، وبناء السلام والأمن ، وإطلاق العنان للإمكانات البشرية في منطقة الشرق الاوسط” حسب ما يرد في الموقع الالكتروني للمجلس.

زر الذهاب إلى الأعلى