ورد الان .. قرار عاجل وحاسم للملك سلمان بشأن حرب اليمن بعد انقلاب امريكا على السعودية
الاول برس – متابعة خاصة:
قابل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، اعلان الخارجية الامريكية للرئيس جو بايدن، وقف الدعم الامريكي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، بإعلان هام وحاسم بشأن الحرب في اليمن، المتواصلة منذ 6 سنوات.
وأكد مجلس الوزراء السعودي عقب اجتماعه برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، أن “الرياض تدفع باتجاه تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتدعم الحلول السياسية في كل من اليمن وسوريا وليبيا، ووقف الحرب”.
معربا عن “إدانة المملكة بشدة لاستمرار جماعة الحوثي في اليمن بخرق اتفاق ستوكهولم ومواصلة اتخاذ محافظة الحديدة منصة للأعمال العدائية والعمليات الإرهابية بإطلاق الصواريخ البالستية والطائرات دون طيار المفخخة، وكذلك إطلاق هجمات القوارب المفخخة والمسيرة عن بعد، ما يمثل تهديدا حقيقيا للأمن الإقليمي والدولي، وتقويضا للجهود السياسية”.
وشدد المجلس في بيان الخميس، على “ضرورة التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفقا للقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية، وأهمية استئناف المفاوضات بين الجانبين لتحقيق السلام في المنطقة”.
يأتي هذا بعد اعلان وزير الخارجية الأمريكي في ادارة الرئيس جو بايدن، انتوني بلينكن، الأربعاء: أن إدارة الرئيس بايدن ستوقف دعمها للحملة العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن”.
وقال بلينكن في جلسة استماع أمام الكونغرس للمصادقة على ترشيحه لهذا المنصب: “سنعمل على ذلك (وقف الدعم) على المدى القصير حالما يصبح الرئيس المنتخب رئيسا.. رأينا كيف أصبح اليمن مكانا لأسواء أزمة إنسانية في العالم”.
وزير الخارجية الامريكي، أنتوني بلينكن، قال خلال جلسة مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه في المنصب الثلاثاء: “سنقترح إعادة النظر فورا بقرار مايك بومبيو تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية لضمان عدم إعاقة وصول المساعدات الإنسانية”.
وأضاف الوزير الجديد للخارجية الامريكية، بلينكن، خلال جلسة المصادقة على تعيينه: “أوضح الرئيس المنتخب أننا سننهي دعمنا للحملة العسكرية السعودية في اليمن”. مردفا: “سنفعل ذلك بسرعة كبيرة”.
الوزير بلينكن شدد في حديثه عن اليمن على أنه “في الوقت الذي يتحمل فيه الحوثيون مسؤولية الأزمة الإنسانية في اليمن الأسوأ في العالم، فإن التحالف الذي تقوده السعودية ساهم بشكل كبير في هذا الوضع”.
وبحسب شبكة “أيه بي سي نيوز” فإن وزير الخارجية بلينكن الذي سيتولى منصبه اليوم الاربعاء، أكد أن “تصنيف الحركة لا يحقق شيئًا عمليًا بشكل خاص في تعزيز جهود السلام، بينما يزيد من صعوبة تقديم المساعدة”.
الوزير بلينكن أعلن في جلسة الاستماع، الثلاثاء، إن ادارة الرئيس بايدين مستعدة لعودة الولايات المتحدة الامريكية إلى اتفاق الملف النووي الايراني وقال: “إذا كانت طهران مستعدة للالتزام بالاتفاق فنحن مستعدون للعودة إليه”.
من جانبها، تعهدت وزيرة الخزانة الامريكية المرشحة من الرئيس بايدن، جانيت يلين، بإعادة النظر في العقوبات المفروضة على جماعة الحوثي بموجب تصنيف وزير الخارجية الامريكية في ادارة ترامب لها منظمة ارهابية اجنبية.
وقالت الوزيرة يلين خلال جلسة مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيينها، الثلاثاء: “سأكلف نائبي وولي أدييمو بإجراء تحليل شامل لسياسة العقوبات الأمريكية لضمان استخدامها للأغراض الاستراتيجية وبالطريقة المناسبة”.
مضيفة: “العقوبات تعتبر أداة حساسة لضمان الأمن السيبراني ومحاربة مختلف الأخطار”. وأردفت: “سأباشر إعادة النظر في سياسة العقوبات فور موافقة الكونغرس على تعييني وزيرة للخزانة في إدارة الرئيس جو بايدن”.
وأكدت لأعضاء مجلس الكونجرس، عزمها العمل مع المشرعين على إعادة النظر في سياسة العقوبات. وقالت الوزيرة جانيت يلين: “سنقوم بتحليل نشاط وزارة الخزانة في فرض العقوبات، وإعادة النظر في سياساتها على هذا الصعيد”.
وفق تقرير لوكالة “بلومبرغ”، فإنه “من المقرر تحليل عمل قسم وزارة الخزانة المختص بقضايا محاربة الإرهاب، إضافة إلى إعادة النظر في برامج العقوبات بحد ذاتها”. في إشارة إلى مجمل العقوبات المفروضة على دول واشخاص.
وفرضت إدارة ترامب عقوبات على أفراد وكيانات من روسيا وفنزويلا وإيران والصين وكوريا الشمالية واليمن والعراق وغيرها، من طرف واحد. الامر الذي يشكك فريق الرئيس بايدن في فاعليته، حسب تقارير لوسائل إعلام امريكية.
إلى ذلك، كان مستشار الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن لشؤون الامن القومي، استبق بدء سريان قرار وزير خارجية ترامب بتصنيف الحوثيين منظمة ارهابية، بإطلاق تصريح ينتقد قرار خارجية ترامب تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية.
وقال مرشح الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لمنصب مستشار الأمن القومي، جايك سوليفان، في تغريدة بموقع “تويتر” الاثنين: إن “قرار ادارة ترامب ضد الحوثيين سيعيق الحل السلمي والدبلوماسية الحاسمة في انهاء الحرب”.
مضيفا: إن “قادة الحوثيين بحاجة إلى أن يخضعوا للمساءلة، لكن تحديد المنظمة بأكملها، (كمنظمة إرهابية) لن يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة للشعب اليمني وسيعرقل الدبلوماسية الحاسمة لإنهاء الحرب”. وهو طرح النواب الديمقراطيين وعدد من الجمهوريين.
ويواجه قرار وزير الخارجية في إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، منذ اخطار الكونجرس بتصنيف الحوثيين منظمة ارهابية، معارضة واسعة في اوساط اعضاء مجلسي النواب والشيوخ الامريكيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
لقي الاعلان الامريكي ترحيبا واسعا من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وكذلك التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والإمارات. في حين وجد معارضة واسعة من الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ومجموعة الاغاثة الدولية.
يعلل المعارضون للتصنيف، معارضتهم بما يسمونه “التداعيات السلبية”. مشيرين إلى أن “التصنيف سيقوض الجهود الاممية لوقف الحرب في اليمن واحلال السلام، وسيفاقم الأزمة الانسانية الأسوأ في العالم حسب تقارير الامم المتحدة، لكثافة السكان الاكبر في مناطق سيطرة الحوثيين”.
وقال وكيل أمين الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك: “ما هو التأثير الإنساني المحتمل؟ الجواب هو مجاعة واسعة النطاق على نطاق لم نشهده منذ ما يقرب من 40 عاما”. معتبرا أن “إعفاءات السماح لوكالات الإغاثة بتسليم الإمدادات، لن تكون كافية لتجنب المجاعة”. داعيا إلى إلغاء القرار.
كما اكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي جريجوري دبليو ميكس و25 نائبا في رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تطالب بتوضيح حيثيات هذا القرار. أن “هذه الخطوة لإدارة ترامب ستجعل بلا شك أكبر أزمة إنسانية في العالم، أسوأ بكثير، وستدفع آلاف اليمنيين نحو خطر أكبر”.
وللعام السادس على التوالي، تقود السعودية تحالفا عسكريا يدعم قوات الجيش الوطني في مواجهة مسلحي الحوثي المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014. وسط تفاقم الاوضاع المعيشية حد التسبب في “أزمة انسانية حادة هي الاسوأ في العام” وفقا للأمم المتحدة.