أخبار اليمن

ورد للتو .. التحالف يغادر اليمن عقب اعلان امريكي وقفا فوريا للعمليات العسكرية وتحذيرات من تداعيات كارثية

الاول برس – متابعة خاصة:

بدأ التحالف العربي بقيادة السعودية الاستعداد لمغادرة اليمن عقب اعلان امريكي بوقف الدعم اللوجستي للتحالف والبدء في رعاية تسوية عاجلة لوقف الحرب في اليمن والانخراط في مصالحة، وسط تحذيرات من سيناريو كارثي لتداعيات مغادرة التحالف اليمن.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، في حملته الانتخابية إنه سيتخذ موقفا أكثر حزما بشأن الحرب التي وصفها بـ”المدمرة” في اليمن، ومع أيامه الأولى في البيت الأبيض، توقع البعض أن ينتهي النزاع المستمر منذ سبعة أعوام، لكن محللين وخبراء يعتقدون غير ذلك.

الكاتب والباحث السياسي اليمني، عبد الناصر المودع، قال في حديث لموقع “الحرة”: “الوضع في غاية التعقيد؛ ليس هناك أي أرضية للسلام، كما أن الحل العسكري غير ممكن، ولن يسمح العالم الخارجي بأي معارك كبيرة”.

ومنذ 2014، يشهد اليمن حربا بين الحوثيين المدعومين من إيران وبين قوات الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، بدأت مع شن الحوثيين هجوما سيطروا على إثره على العاصمة صنعاء. لكن الصراع تصاعد منذ مارس 2015م مع تدخل التحالف بقيادة السعودية في اليمن.

يتفق أستاذ علم الاجتماع السياسي، عبد الباقي شمسان، مع ما قاله المودع بشأن “الوضع المعقد”. مستبعدا نهاية قريبة للحرب، بسبب استمرار “الصراع الإقليمي على الأراضي اليمنية، وأطماع البلدان الكبرى في موقعها الاستراتيجي الذي يشهد عبور حاملات النفط وطرق التجارة الدولية في البحر”.

ويعتقد شمسان أن الحرب لم تبدأ بعد، وأن “اليمن لن يستقر على المستوى القريب أو المتوسط”، حسب قوله. مضيفا: “حتى وإن تم الضغط لإيجاد تسوية بضغط دولي فإن الحقل السياسي والاجتماعي سينفجر من حين لآخر ولن تخضع جميع الجماعات لسلطة مركزية”.

يرى شمسان أن اليمن قريب من النموذج الصومالي. متوقعا أن يصبح “على الشاكلة الصومالية أو أن تنشأ به مجموعة من الدويلات غير الموحدة”، قائلا: إن “جميع الأطراف المحلية والإقليمية اتفقت على إنهاء السلطة الشرعية”. منوها بأن حرب اليمن “حرب بالوكالة بين امريكا عبر حليفتها السعودية وايران”.

وقال عبد الناصر المودع: “التحالف الذي تشكل عام 2015 انتهى عمليا، ولم يعد هناك سوى السعودية”. في اشارة إلى انسحاب قطر ثم المغرب والكويت ومؤخرا الامارات، عقب انتشار تقرير في يوليو 2019م، عن انسحابها من اليمن و”خفض قواتها” ضمن خطة “اعادة انتشار” لاسباب “استراتيجية وتكتيكية”.

حينها قال مسؤول اماراتي: إن أبوظبي تعمل على الانتقال من “استراتيجية القوة العسكرية” إلى خطة “السلام أولا” في هذا البلد. بينما رأى معهد واشنطن للدراسات أن “الحرب أنهكت الإمارات عسكريا وسياسيا وماديا، وأنها “وضعت السعودية في عزلة في مواجهة الحوثيين”.

ويرى المودع أن “الحوثيين حتى الآن هم الطرف الأكثر استفادة من الحرب؛ في وقت يسيطرون فيه على معظم المناطق السكانية باليمن، قائلا: “أصبحوا فعليا الطرف الرئيس في الدولة، ولديهم مؤسسات”. في اشارة إلى منازعة قوى الامارات الشرعية السلطات في المحافظات المحررة.

في هذا يشير المودع إلى أن “يتلاشى الوجود الفعلي للحكومة التي يعترف بها العالم واعتمادها في بقائها على الدعم السعودي”. معتبرا أن “الحرب في اليمن استنزفت السعودية اقتصاديا وسياسيا حتى أصبحت خياراتها محدودة”.

وفي نفس السياق، يعتقد شمسان أن الشعب اليمني والسعودية هما الخاسران من هذه الحرب: قائلا: “الشعب خسر دولته ووحدته وتدهورت أحواله المعيشية”. وتقول الأمم المتحدة إن اليمن يمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم.

أما السعودية فيرى شمسان أنها “ارتكبت خطأ استراتيجيا كبيرا في إدارتها للحرب في اليمن”. مشيرا إلى “الأسلحة المنتشرة بين سكان اليمن البالغ عددهم 28 مليونا”.

منوها بأن ” إيران أصبحت الآن لاعبا أساسيا لا يمكن تجاوزها في أي تفاوض أو حل سلمي في المنطقة برمتها، لابد من العودة لها سواء في اليمن أو العراق أو سوريا”.

ويقول شمسان: إن المنطقة العربية خسرت العاصمة الرابعة بعد العراق ولبنان وسوريا، في ظل تواضع أداء الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي.

تتعرض السعودية من وقت لآخر لهجمات بالطائرات المسيرة، وقع أكبرها في سبتمبر 2019 عندما استهداف الحوثيون منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو في مدينة جدة.

وأشار شمسان إلى إمكانية إعلان حركة عسكرية جديدة في اليمن، بدعم إيراني، لتهديد العمق السعودي. معتبرا أن إيران التي حققت أهدافها هي “الفائز الوحيد في هذه الحرب” في ظل الانقسام بين الشمال والجنوب، واعتماد الحوثيين كطرف رئيس في الأزمة.

ميدانيا، أصدرت جماعة غير معروفة حتى الآن وتطلق على نفسها اسم (ألوية الوعد الحق) بيانا، السبت الماضي، عبر منصة تليغرام للتراسل، أعلنت فيه مسؤوليتها عن هجوم استهدف العاصمة الرياض، لكن التحالف أحبطه.

في المقابل، نقلت صحيفة “هاآرتس” عن مصادر أن الولايات المتحدة ستنشر منظومة القبة الحديدة الإسرائيلية في قواعدها ببعض الدول الخليجية.

ومن المنتظر أن تبدأ الولايات المتحدة قريبا في نشر بطاريات القبة الحديدية للصواريخ الاعتراضية، بقواعدها في دول الخليج، إلى جانب بعض دول الشرق الأوسط وأوروبا، بعد موافقة إسرائيل على ذلك، حسبما ذكرت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية.

فيما يتعلق بحلول قريبة للأزمة في اليمن، في ظل تولي إدارة أميركية جديدة، قال المودع: “لن يكون من السهل على إدارة بايدن تنفيذ الوعود الانتخابية بشكل كامل فيما يتعلق بالحرب”.

وأضاف: “التوقف الكامل عن دعم السعودية، وإجبارها على وقف الحرب سيعد انتصارا لإيران، وهذا أمر ليس في صالح الولايات المتحدة، لأنه سيخل بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة، وهو أمر غير مقبول أميركيا”.

يتوقع المودع أن “تتوقف مؤقتا العمليات العسكرية في اليمن، وتحاول الأطراف المتنازعة عقد جولة جديدة من المفاوضات، تحت ضغط أميركي”. لكنه عاد ليقول: “من الصعب تخيل تحقيق السلام الذي يبقى بعيدا في اليمن، حتى لو أسفرت المفاوضات عن توقيع اتفاق، وهو أمر مستبعد أيضا”.

بينما حذر شمسان من اعتماد النموذج العراقي لحل الصراع في اليمن، قائلا: إذا قبلت السلطة الشرعية في اليمن بحل يقوم على تمثيل الجماعات وفقا لانتماءاتها العقائدية والجغرافية، وبالتالي تضمن تمثيل السنة والشيعة والشمال والجنوب، فإننا نوجد حلا توافقيا يعيد إنتاج القوى ولا يصهر الجماعات في هوية وطنية جامعة تقوم على المواطنة”.

وأضاف “هذا سيؤدي إلى ما يحدث في العراق اليوم”، وتابع “لم يستقر العراق حتى الآن ولا يزال يشهد تفجيرات وتنشط به جماعات متطرفة كداعش، كما أن السنة يشعرون بالإقصاء، في ظل هيمنة شيعية على القرار”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى