رسميا .. الحكومة تدافع عن التحالف وتعبر عن مخاوفها من توجهات ادارة بايدن تجاه حرب اليمن والاعتراف بالحوثيين
الاول برس – متابعة خاصة:
عبرت الحكومة اليمنية المعترف بها، رسميا، عن مخاوفها من توجهات الادارة الامريكية الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن تجاه اليمن والحرب المتواصلة منذ 6 سنوات، وجماعة الحوثي والعقوبات الامريكية المفروضة عليها، بموجب تصنيفها منظمة امريكية، من ادارة الرئيس السابق ترامب.
وحذر وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، من مؤشرات تشير إلى اتجاه ادارة بايدن نحو الغاء قرار تصنيف الحوثيين والعقوبات المفروضة عليهم. معتبرا أن قيام الإدارة الأمريكية الجديدة بإلغاء تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية قد يرسل رسائل خاطئة يسيء الحوثيون تفسيرها.
الوزير أحمد عوض أعلن هذا، لـمجلة “نيوزويك” الأمريكية في تقرير نشر الجمعة، قائلا: إن إلغاء هذا التصنيف سيرسل رسائل خاطئة قد يسيء الحوثيون تفسيرها على أنها إفلات من العقاب على جرائمهم الإرهابية. ويؤدي في النهاية إلى توسيع نفوذ إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة”.
مضيفا: إنه وبصفته وزيرا للخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا “يؤكد من جديد أن هذا التصنيف (الامريكي لجماعة الحوثي) يأتي في الوقت المناسب للضغط على الحوثيين من أجل دفع عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة بعد أكثر من عامين من الجمود”. حسب تعبيره.
وزير الخارجية أحمد بن مبارك، رد على تحذيرات الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والصليب الاحمر والمجموعة الدولية للاغاثة بشأن تداعيات التصنيف على الوضع الانساني، بقوله: إن “الحوثيين كانوا يستخدمون أساليب الابتزاز لمنع المساعدات الغذائية الهامة وغيرها من المساعدات الإنسانية”.
مضيفا: “بينما تنضم الحكومة اليمنية إلى الإدارة الأمريكية في إبراز أهمية تجنب أي عواقب إنسانية غير مقصودة من هذا التصنيف، فإنها تحذر من أن إلغاء هذا التصنيف سيرسل رسائل خاطئة، قد يسيء الحوثيون تفسيرها، ويؤدي إلى توسيع نفوذ ايران المزعزع لاستقرار المنطقة”.
لكن الوزير احمد بن مبارك اتفق مع طرح عدد من ابرز اعضاء مجلسي النواب والشيوخ الامريكيين بأن هذا التصنيف للحوثيين يؤجج الحرب ويعقد جهود احلال السلام في اليمن، وقال في حديثه للمجلة الامريكية، الجمعة: “إذا لم يتم احتواء الحرب في اليمن فإنه يهدد بالانتشار عبر الحدود”.
ودافع عن السعودية والامارات حيال اتهام الخارجية الامريكية لهما بالتسبب في معاناة اليمنيين، وقال: “المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تلعبان دورًا مهمًا وحيويًا ضمن تحالف إعادة الشرعية في اليمن لمواجهة الدور التخريبي الذي تلعبه مليشيا الحوثي المدعومة من إيران”.
معربا في ختام حديثه لمجلة “نيوزويك” الأمريكية في تقرير نشر الجمعة، عن ثقته في أن “إدارة بايدن ستقدر التهديد، كما فعل الرئيس السابق باراك أوباما، الذي كان يشغل بايدن فيها منصب نائب الرئيس عندما عرضت الولايات المتحدة دعمها لأول مرة لحرب التحالف بقيادة السعودية في اليمن”.
ويأتي حديث احمد بن مبارك، عقب إعلان وزير الخارجية الأمريكي الجديد أنتوني بلينكن، الاربعاء، أن وزارة الخارجية “تنظر بشكل عاجل ومستفيض” في قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب تصنيف حركة الحوثي منظمة إرهابية. معتبرا أن “القرار يعرقل جهود السلام في اليمن وقد يؤثر على الاوضاع الانسانية المتفاقمة”.
كما يعد حديث وزير الخارجية احمد بن مبارك، ردا على قرار إدارة الرئيس جو بايدن تجميد مؤقت لمبيعات الاسلحة الامريكية للسعودية والامارات، اللتين تقودان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، على خلفية تصاعد الضحايا المدنيين في مختلف محافظات اليمن، طوال 6 سنوات، جراء قصف طيران التحالف.
يأتي قرار الرئيس الامريكي جو بايدن، الاربعاء، تدشينا لتنفيذ تعهداته في حملته الانتخابية بشأن السعودية والامارات والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وعملياته العسكرية المتواصلة منذ 6 سنوات، وآثارها بحق المدنيين اليمنيين. وتعهده بوقف الدعم الامريكي للتحالف و”المزيد من المحاسبة للسعودية”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، لوسائل الاعلام، الجمعة، إنه “تمّ تجميد صفقات الأسلحة للإمارات والسعودية حتى تلبية متطلباتنا، ومنها إنهاء الحرب على اليمن”. في تأكيد لما نقلته صحف امريكية عن مسؤولين في الادارة الامريكية، أن “قرار التجميد يشمل صفقات طائرة اف 35 وقنابل ذكية”.
وتزامن قرار تجميد مبيعات الاسلحة للتحالف، مع تسريبات دبلوماسية عن تبني ادارة الرئيس بايدن خطة لانهاء الحرب في اليمن وعقد مصالحة وطنية، وتشكيل مجلسين سياسي وعسكري، يضم مختلف اطراف الصراع في اليمن، لا يتضمنان الرئيس هادي ونائبه، ولمدة عامين يتبعها انتخابات عامة رئاسية وبرلمانية ومحلية.
حسب التسريبات الدبلوماسية، فإن الخطة الامريكية تستبعد الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، وتتضمن – حسب ما تداولته وسائل اعلام امريكية الاثنين – ترشيح الخطة الامريكية الجاري اعدادها بشأن اليمن نائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري رئيسا للمجلس السياسي والوزير الجنوبي صالح الجبواني نائبا.
في المقابل، اعتبرت جماعة الحوثي قرارات تجميد مبيعات الاسلحة لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والامارات، لا يكفي لانهاء معاناة اليمنيين، وطالبت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بقرار وقف فوري للحرب في اليمن ورفع قيود التحالف على المنافذ البرية والبحرية والجوية، وتعويضات عن أضرار الحرب.
وقال عضو ما يسمى “المجلس السياسي الاعلى” في صنعاء، محمد علي الحوثي، الخميس: إن تعليق بيع الاسلحة للتحالف لن يوقف الحرب على اليمن ولن ينهي المعاناة”. مضيفا على “تويتر”: إن التجميد “غير رادع ولا يعفي عن مسؤولية القتل والدمار والمجاعة والحصار والارهاب الامريكي السعودي الاماراتي” حد قوله.
في السياق، وجهت ادارة الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن، أول اتهام للتحالف بقيادة السعودية والامارات بالتسبب في معاناة اليمنيين. وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، في مؤتمر صحفي مساء الأربعاء: “نرى أن الحملة التي تشنها السعودية أدت، حسب تقديرات كثيرة، إلى وقوع أسوا أزمة إنسانية في العالم”.
وسبق أن اعلنت الامم المتحدة على لسان امينها العام ومديري منظماتها، أن الحرب المتواصلة في اليمن بين التحالف الداعم للحكومة اليمنية والحوثيين تسببت في “مجاعة في بعض المناطق، وبات 75% من اليمنيين (نحو 22 مليون شخص) بحاجة إلى المساعدات للبقاء احياء”.
كما أعلنت الامم المتحدة أن تداعيات الحرب في اليمن “خلفت أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم”، وأكد فريق خبراء الامم المتحدة تسبب غارات طيران التحالف في قتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين وتدمير البنية التحتية لليمن، وانهيار قطاعات الخدمات والنظام الصحي وانتشار الأوبئة والأمراض.
من جهتها، علقت وزارة الخزانة الامريكية العقوبات المالية التي كانت اعلنتها على جماعة الحوثي بموجب قرار الخارجية في ادارة ترامب تصنيفها منظمة ارهابية، في توجه يعزز مؤشرات تراجع ادارة الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن عن التصنيف.
وزارة الخزانة الأمريكية، أصدرت الإثنين، ترخيصاً يسمح بالمعاملات المالية التي تشمل جماعة أنصار الله (الحوثيين) لغاية 26 فبراير المقبل. عقب اعلان وزير الخارجية لادارة بايدن، الاحد، أن “واشنطن ستلقي نظرة على التصنيف وتبدأ مراجعته”.
واعتبر مراقبون قرار الخزانة الامريكية “بمثابة رسالة تطمين للشركات والبنوك التي لها معاملات تجارية ومالية مع اليمن وتعتمد بشكل أساسي على الواردات، وكانت عبرت عن مخاوفها من الأضرار التي ستطالها من قرار تصنيف الحوثيين”.
تتزامن الخطوات الامريكية، مع حملة دولية مناهضة للحرب في اليمن وقرار تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية، تتصدرها الامم المتحدة والصليب الاحمر ومجموعة الاغاثة الدولية والاتحاد الاوروبي بدعوى “تداعيات كارثية على الوضع الانساني لنحو 25 مليون”.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، صنفت الأسبوع الماضي وقبل يوم واحد من مغادرتها للبيت الأبيض، جماعة الحوثي في اليمن كمنظمة إرهابية أجنبية. ما اعتبر مكايدة سياسية لادارة بايدن وتقييدا لفرص تدخلها في تسوية الازمة اليمنية.
LIVE: Secretary of State Antony Blinken speaks after his first day at the State Department https://t.co/YbZzcOGJ3D
— Reuters Politics (@ReutersPolitics) January 27, 2021