عاجل .. محافظ مارب يعقد مؤتمرا صحافيا لأول مرة ويكشف مجريات المعارك وأسباب اختراقات المليشيا (فيديو)
الاول برس – خاص:
أعلن محافظ مارب، الشيخ اللواء سلطان علي العرادة، لأول مرة معلومات صادمة وخطيرة عن حقيقة الوضع العسكري والانساني في مارب، مؤكدا أنه “وضع صعب”، ومبينا أسباب اختراقات الحوثيين المتواصلة، وحقيقة المساعي الاممية لإبرام “اتفاق مارب” يشبه اتفاق السويد بشأن الحديدة.
وقال محافظ مأرب سلطان العرادة، الاثنين: إن مارب تواجه حربا فرضتها عليها جماعة الحوثيين المسلحة التي تشن هجومًا شاملًا على المدينة، مركز المحافظة، من ثلاثة محاور، وتتصدى للهجوم بكل استبسال قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والقبائل مسنودة بطيران التحالف السعودي.
مضيفا، في مؤتمر صحفي نظمه عبر تقنية “الفيديو كونفرانس”، برنامج “اليمن في الإعلام الدولي” التابع لمركز صنعاء للدراسات: إن الحوثيين يسعون للسيطرة على المحافظة منذ 2015، لكنهم لن يتمكنوا من ذلك بإذن الله، ولن يستطيعوا الاستيلاء على مارب بقوة السلاح” حسب قوله.
وأشار الشيخ العرادة، أن من بين أبرز أسباب اختراقات الحوثيين “توقفت الحرب في عدد من جبهات القتال، في مناطق متعددة، في الساحل الغربي،في الضالع، في البيضاء، في بعض مناطق الجوف، في صعدة، في تعز، ما اثر علينا، وجعل الضغط كبيرا على محافظة مارب من كل الاتجاهات”.
ذاكرا من بين الاسباب ايضا، تراجع دعم التحالف وانحصاره في الطيران، قائلا: “السعودية سحبت قواتها من مأرب، كما سحبت الإمارات منظومة الدفاع الجوية (الباتريوت)؛ ليستغل الحوثيون الوضع في قصف الجبهات بالصواريخ الباليستية والمدفعية”. مؤكدا “انعدام التكافؤ في ميدان المعركة”.
لكنه استدرك قائلا: إن “مقاتلات التحالف أحدثت فارقًا في المعارك، بعد أن أظهر الحوثيون تفوقًا من خلال الآليات الثقيلة والمدرعة. ولولا طيران التحالف لكان الأمر مختلفا”. في اشارة إلى رفض التحالف تسليح الجيش الوطني بالاسلحة المتوسطة والثقيلة، الموازية لما يملكه الحوثيون.
محافظ مارب الشيخ سلطان العرادة، نوه بدوافع تصعيد الحوثيين هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على القواعد العسكرية الجوية والمطارات السعودية، بقوله: إن جماعة الحوثيين تسعى بقوة لوقف عمليات التحالف الجوية بأي طريقة، بما يسمح لها بإعادة ترتيب قواتها والهجوم من جديد”.
متهما سفير إيران لدى الحوثيين في صنعاء، حسن إيرلو، بـ “المشاركة الفاعلة في الحرب كونه عسكري بارز” حسب قوله. لافتًا إلى أن “الحوثيين ليس لديهم الإمكانية في توظيف تقنيات الحرب في المعارك عبر إطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، وهذا يتولاه خبراء ايرانيون”.
وأشاد الشيخ سلطان العرادة بتضحيات قوات الجيش الوطني والقبائل، في مواجهة الحوثيين. وأكد أن قوات الجيش الوطني والقبائل قدمت آلاف الشهداء والجرحى، ومازالت تبذل المزيد من التضحيات الغالية، في معارك الدفاع عن الجمهورية والشرعية واستعادة مؤسسات الدولة.
كاشفا حجم تضحيات الجيش الوطني في المعركة المتواصلة مع الحوثيين: “حسب ما هو متوفر لدي فقد قدم الجيش قرابة 17 إلى 18 ألف شهيدا وما يربو على 40 ألفا إلى 50 الف ما بين جريح ومعاق”. وأردف: هذا خلال عام فقط، منذ بداية العام 2020م وحتى الان”.
وفقا للعرادة فإن “قبائل المحافظة والقبائل اليمنية التي اوت إلى مارب، شاركوا بفاعلية خلال المعارك”. موضحا أنه “تلقى وعدا بارسال كتيبة أو كتيبتين من القوات المشتركة في الساحل الغربي وهناك تواصل بينه وقيادتها”. في اشارة إلى طارق عفاش وابو زرعة المحرمي.
ورد على أهم الصعوبات التي تواجه الجيش الوطني أشار إلى مشكلة المرتبات. وقال: “تصرف المرتبات ولكن بشكل متقطع حقيقة، تتأخر كثيرا على الجيش اشهر، وتأتي. وهذا يؤثر تأثيرا سلبيا على اداء الجيش”. رافضا الحديث عن “صراعات سياسية في صفوف الجيش”.
مضيفا: “المماحكات الحزبية قد تكون موجودة خارج اليمن، في العواصم العربية، في الرياض وابوظبي ومصر وعمَّان وفي تركيا وغيرها، لكنها داخل اليمن وفي هذه المرحلة الحرجة ليست موجودة ولا ينبغي ان تكون موجودة، ومن يفكر بها مرضى نفسيون جديرون بالعلاج”.
كما رفض اتهامات الحوثيين بمشاركة تنظيم القاعدة في القتال مع الجيش. قائلا: “هناك مشاركة للقبائل تشارك مع الجيش لحظة بلحظة وفق رؤية وتخطيط الجيش وقياداته للمعارك. أما تنظيم القاعدة فلا، وهذه من ادعاءات الحوثي لاستعطاف المجتمع المحلي والدولي”.
وتحدث محافظ مأرب الشيخ سلطان العرادة عن الوضع الإنساني في مدينة مارب، وقال: إن “الحرب تسببت بنزوح أكثر من مليوني نازح يستقرون في مأرب، لتجد السلطات نفسها أمام تحديات صعبة، في الصحة والتعليم والمياه والكهرباء كون البنية التحتية محدودة”.
مجيبا على سؤال عن البديل للنازحين امام تقدم الحوثيين او اشتداد المعارك والقصف، بقوله: “لا يسع النازحين وسكان مارب، إلا كما قيل العدو من امامكم والبحر من خلفكم، اين يذهبون. ليس لهم إلا البقاء في مارب، مع انني مطمئن عليهم أنه لن ينالهم سوء ولا مكروه”.
وفي رده على دعم الحكومة، قال إن “الحكومة حقيقة حكومة كفاءات ورئيسها معروف بكفاءته ونزاهته وحرصه على ايجاد عمل للوطن وعلى أن يتجاوز كل الاخفاقات التي سبقت ومعه نخبه من الوزراء نعلق عليهم امال كبيرة” مشيرا إلى عراقيل وعقوبات كبيرة تعترضهم.
وأضاف في الاشارة إلى عرقلة الانتقالي الجنوبي: “لكن لا تزال هناك عراقيل امامهم كبيرة ومعوقات نسأل الله ان يكون في عونهم حتى يتجاوزوا هذه العراقيل والمعوقات الموجودة، ومن اهمها الامن والاستقرار في عدن. والتعاون بشكل سلسل لاعطاء الحكومة فرصتها لتؤدي دورها”.
أما بشأن فرص السلام، ومساعي المبعوث الاممي في هذا الاتجاه. قال: “المبعوث الاممي مارتن غريفيث زارنا إلى مارب ورأى بعينه، وارتبط بنا وكان يتصل بنا من وقت إلى اخر، ويتحدث عن مارب حديث جيد دائما بما لمسه من واقع في مارب ولا المس منه إلا الوقوف إلى جانبنا”.
مضيفا بشأن ما يتردد عن اتفاق بشأن مارب شبيه باتفاق السويد الخاص بالحديدة: “والله في اعتقادي ان الكل يبحث عن هذا. كل انسان يحرص على الانسانية، ويحرص على هذه الكتلة البشرية التي نزحت من مناطق سيطرة الحوثيين، على ايجاد سلام. فالسلام هو الامان وسلامة الدماء”.
وتابع: ونحن ايضا نحرص كثيرا على السلام، والمبعوث الاممي يعمل جاهدا، ويتحدث معي بشكل مباشر بهذا الكلام، ويتحدث مع القيادة السياسية والحكومة اليمنية، والمعنيين بهذا الشأن في الحكومة اليمنية، لكن كلما ذهب إلى الطرف الثاني وجد مواعيد وتسويف وكذب وافتراء وهذا الحاصل”.
مؤكدا “الاستعداد لتقديم كل التنازلات ليس للحوثيين ولكن من اجل الشعب اليمني واليمن، والحكومة تقدم دائما التنازلات، ولكن الطرف الآخر يرفض والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وصل لطريق مسدود مع جماعة الحوثيين، الذين ينبغي سؤالهم ماذا سيقدمون من تنازلات لأجل السلام”.
وتابع محافظ مارب الشيخ سلطان العرادة: “أعطوني طرفًا يؤمن بالسلام وأعدكم به”. ما اعتبره مراقبون رسالة إلى جماعة الحوثي، التي لا تنفك تردد دعواتها إلى وقف الحرب وحقن الدماء وتجنب الدمار واحلال السلام، وتشترط تقاسم ثروات مارب النفطية والغازية والكهربائية، ودفع رواتب الموظفين.
في هذا، قال العرادة: إن “إنتاج حقول صافر من الغاز المنزلي ما يزال مستمرًا كما هو منذ بداية الحرب”. مضيفًا: “نوزع الغاز على كل محافظات البلاد بما فيها الخاضعة لسيطرة الحوثيين بنفس الكمية والسعر الرسمي، لكن الحوثيين يزيدون الأسعار وتوظيفها لما يسمونه المجهود الحربي”.
واختتم محافظ مارب حديثه بعرض رأيه ورؤيته لفرصة السلام المتاحة، قائلا: “لا أظن أن يتم سلام في اليمن مالم يحصل اجماع دولي، وكما حصل اجماع على اتخاذ القرارات الاممية بشأن اليمن، أن يحصل اجماع على تنفيذها دون هوادة. دون ذلك باعتقادي لن يتم سلام في اليمن أبدا”.