ورد الان .. الحوثي يحسم الجدل بشأن المبادرة السعودية لوقف الحرب في 6 كلمات تعلن موقفا جديدا للجماعة
الاول برس – متابعة خاصة:
حسمت جماعة الحوثي، رسميا، الجدل المثار بشأن اعلان المملكة العربية السعودية عن مبادرة لوقف الحرب في اليمن واحلال السلام، وأعلنت موقفا جديدا وحاسما، في هذا الشأن، لخصته في ست كلمات فقط.
وقال القيادي البارز في الجماعة، وعضو ما يسمى “المجلس السياسي الاعلى” للحوثيين في العاصمة صنعاء، محمد علي الحوثي، الأربعاء، أنهم لم يتسلموا بعد أي مبادرة سعودية لوقف اطلاق النار بصورة رسمية.
مضيفا في مقابلة مع وكالة أنباء دولية، مساء الاربعاء: “لم تسلم إلينا أي مبادرة رسمية من السعودية، وإنما تم ذلك من خلال إعلان في الإعلام فقط. فلو كان هناك جدية في الموضوع لتم إرسالها قبلا، والحديث حولها”.
وتابع في حديثه لوكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء: أن السعودية لم ترسل رسميا مبادرتها “للحديث عن مسألة ما ستعلن عنه المبادرة، حتى يكون هناك موافقة من الأطراف لو أرادت أن تكون هذه المبادرة هي مبادرة حقيقية”.
القيادي البارز محمد علي الحوثي، اعتبر أن اقدام السعودية على “طرحها (المبادرة) للإعلام دون أن نبلغ رسميا بها، يوحي بأن هناك عدم جدية من السعوديين في أن يتوقفوا هم عما يقومون به من عدوان على بلدنا”، وفق قوله.
وقال: “انتظار الرد من قِبلنا يكون بعد تسليمها بشكل رسمي. نحن مع إيقاف إطلاق النار وإيقاف العدوان وفك الحصار، ولكن ليس إعلاميا، نحن نريد أن تكون هناك مواقف عملية”. في اشارة لاشتراط الجماعة وقف الحرب اولا.
وأعلنت الرياض، الاثنين، عن مبادرة لوقف الحرب في اليمن على ضوء المشاورات غير المباشرة بين السعودية والحوثيين عبر الوسيط العماني، ولقاءات ورؤية المبعوثين الخاصين إلى اليمن، الاممي مارتن غريفيث والامريكي تيم ليندركينغ.
تتلخص بنود المبادرة السعودية الجديدة لوقف الحرب مع الحوثيين، التي اعلنها وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان بن عبد الله، الاثنين، في الاتي:
1) وقف إطلاق النار الشامل في جميع أنحاء البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة -فقط- في حالة وافق الحوثيين عليها وليست بشكل احادي.
2) عائدات الضرائب من السفن النفطية ومشتقاتها تودع في حساب مشترك للبنك المركزي اليمني فرع الحديدة بُغية دفع مرتبات موظفي الدولة.
3) إعادة فتح مطار صنعاء الدولي لعدد -وليس كل- من الرحلات المباشرة الاقليمية والدولية.
4) بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، برعاية الامم المتحدة، وفق المرجعيات الثلاث.
في المقابل، اعتبرت جماعة الحوثي في تعليقها على المبادرة المعلنة من السعودية أن “لا جديد فيها” وبأنها “ليست جادة”، و”لا تقود إلى النجاح”. وسردت مجموعة تحفظات، وشروط لاعتبارها مبادرة جادة لوقف الحرب، والقبول بها.
وقال ناطق الجماعة ورئيس وفدها المفاوض، محمد عبدالسلام: “المبادرات تحت النار والحصار غير جادة، وهي هروب إلى الأمام من استحقاق العدوان (التحالف العربي)”. واعتبر أن لا جديد في المبادرة.
مضيفا في حديث لقناة “المسيرة” الناطقة باسم جماعة الحوثي: “على الجانب السعودي أن يعلن إنهاء العدوان (الحرب) ورفع الحصار بشكل كامل، أما طرح أفكار تم نقاشها لأكثر من عام فلا جديد في ذلك”.
وتابع: “تقديم السعودية لنفسها بأنها ليست طرفا في العدوان تسطيح مبالغ فيه وغير دقيق ولا يؤدي إلى نجاح على الإطلاق، العالم يدرك أن السعودية تشن حربا على اليمن وطائراتها وبوارجها والبوارج الأمريكية والبريطانية تحاصر اليمن”.
مردفا: “السعودية لا تحتاج تقديم مبادرات للاطراف وكانها ليس من بيدها قرار الحرب والحصار بل هي من تشن العدوان وهي من اعلنته منذ اول ليلة في واشنطن ولها ناطق عسكري يعلن عن تنفيذ قواتها عمليات عسكرية مباشرة جوية وبرية وبحرية”.
ناطق جماعة الحوثي ورئيس وفدها المفاوض، والمقيم في مسقط، أعلن ثبات موقف جماعته، قائلا: “نؤكد على موقفنا الثابت برفع الحصار ووقف الحصار وأي مبادرة لا تلتفت إلى الجانب الإنساني فهي غير جادة”.
مضيفا في التعليق على المبادرة السعودية لوقف اطلاق النار في اليمن: “إدخال السفن المحتجزة منذ أكثر من عام لا تحتاج مبادرة ولا شروط مسبقة والمقايضة بالملف الإنساني لصالح ملف عسكري أو سياسي جريمة أخلاقية”.
وتابع: “لماذا لا تسمح السعودية بدخول 14 سفينة وقود إلى ميناء الحديدة وتقايض بالملف الإنساني لصالح الملف العسكري؟”. مردفا: “يعمد تحالف العدوان إلى لي ذراع الشعب اليمني من خلال تشديد الحصار في محاولة للضغط علينا للقبول بمطالب لم يتمكنوا من إنجازها عسكريا وسياسيا”.
القيادي الحوثي، محمد عبدالسلام، علق على هدف وقف الحرب بقوله: “نؤكد رغبتنا وجديتنا في السلام ليس من اليوم بل من اليوم الاول للعدوان وكذلك انفتاحنا على اي مبادرات جدية تضمن وقفا شاملا ودائما للحرب وعدم عسكرة القضايا الانسانية وذلك بفصل الجوانب الانسانية عن القضايا العسكرية والسياسية”.
وأضاف: “الحرب على اليمن فرضت عليه، ولسنا طرفا في حصار اليمنيين حتى نفاوض عليه، ولو توقف العدوان والحصار من هذه اللحظة لتوقفنا، لكن مقايضة الملف الإنساني بالملف العسكري والسياسي مرفوض. ليس مطلوبا منا القبول برفع الحصار ووقف العدوان لأن موقفنا دفاعي وسيستمر كذلك”.
لكن ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام، اختتم تصريحه بالقول: “نؤكد على حرصنا على السلام في اليمن ونطالب بسرعة فتح المطارات والموانئ كحق انساني لا علاقة له باي قضايا اخرى وكذلك وقف الاعتداء على اليمن ومن ثم الذهاب للعملية السياسية في اجواء مهيأة تسمح بذلك”.
ويرى مراقبون إلى أن المبادرة السعودية، تأتي استجابة لضغوط ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن، الساعية لانهاء الحرب في اليمن، وضغوط الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، وضغوط هجمات الحوثيين على القواعد العسكرية والمطارات والمنشآت النفطية السعودية.