أخبار اليمن

طارق يكرر سيناريو “الانتقالي” و”الحوثيين” بانشاء مكتب سياسي لمليشياته ويصدر البيان الاول بهذه المطالب الجريئة

الاول برس – متابعة خاصة:

كرر طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” الممولة من الامارات في الساحل الغربي، سيناريو “الانتقالي الجنوبي” و”الحوثيين” حرفيا، بإشهار مكتب سياسي لقواته، وإصدار أول بيان ملغم بمطالب جريئة ومفاجآت صادمة لطالما حذر منها مراقبون.

وأعلن طارق رسميا، نفسه وقواته، طرفا مستقلا، سياسيا وعسكريا، في المعادلة والصراع في اليمن، وندا للشرعية اليمنية، عبر اشهار مكتب سياسي تابع لقواته، على غرار ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” ومليشياته، و”المجلس السياسي الاعلى” للحوثيين ومليشياتها.

هذا ما كشفه طارق عفاش في حفل اشهار ما سمي “المكتب السياسي للمقاومة الوطنية”، الخميس بمدينة المخا، قائلا: “نحن نطلق اليوم مشروعنا السياسي هذا إيمانا بالشرعية الدستورية وبالدستور اليمني، ومن حقنا أن نكون جزءاً سياسياً في هذا الوطن ضمن الشرعية”.

مضيفا: “نحن لسنا بديلا لأحد ولسنا ضد الشرعية، ولكننا نريد أن نكون جزءاً من الشرعية، جزءاً فاعلاً في مواجهة العدوان الحوثي في معركتنا الكبيرة لاستعادة جمهوريتنا واستعادة مؤسساتنا”. مردفا: “أكرر أننا لسنا بديلا لأحد لكننا امتداد”. في اشارة للندية مع الشرعية.

طارق، جاهر باستثمار الدماء لجني مكاسب سياسية شخصية، بقوله: “نحن هنا اليوم مجتمعون في هذه القاعة بفضل الدماء الزكية التي تدفع يومياً في مختلف الجبهات”. وأردف: نحن امتداد لثورة لثورة الثاني من ديسمبر التي قادها الزعيم (علي عفاش) ورفيقه الأمين وضحوا بدمائهم”.

مضيفا: “نحن امتداد لهذا التوجه وملتزمون بكل وصايا الزعيم ومن أهمها المصالحة الوطنية، لذلك نحن نمد أيدينا لمختلف القوى السياسية وللشرعية، وندعو الجميع لمصالحة وطنية واصطفاف وطني حقيقي لمواجهة المشروع الكهنوتي المدعوم إيرانيا”. قاصدا الحوثيين الذين وقع معهم اتفاق تهدئة.

ولفت بإشارة عبارة لدماء آلاف من الوية العمالقة والمقاومة التهامية التي تسلق عليها ليبسط نفوذه على مدن الساحل الغربي المحررة، بقوله: “من خلالكم، نشكر كل المقاتلين من أبطال العمالقة إخوتنا وأحرار تهامة، ونشكر أبناء تهامة كلهم الذين كانوا الحاضنة والراعية لنا منذ وصولنا”.

لكنه لم يخف دوافعه حين قال: “من أهم الأسباب التي دعتنا لتبني العمل السياسي والمكتب السياسي مع إخوتنا القادة في القوات المشتركة وشخصيات سياسية، تجارب سابقة من ضمنها ما حصل في اتفاق ستوكهولم”. واردف: للأسف لم نجد من يمثلنا وقتها في الحوار أثناء الجلوس في السويد”.

متهما الشرعية بقيادة الرئيس هادي، بأنها فرطت بتحرير الحديدة، بزعمه: “نحن كنا على أبواب الحديدة كما تعلمون ولولا اتفاق ستوكهولم لكان كامل تراب تهامة محرراً اليوم لكان الناس ينعمون في الحديدة وفي باجل وفي زبيد وفي الضحي وفي كل مناطق تهامة حتى حرض”.

وأضاف: “لم يكن موضوع الحديدة ضمن البنود المطروحة كان الموضوع الجانب الاقتصادي والبنك المركزي حصار تعز فتح المطار والميناء والأسرى، أما موضوع الحديدة لم يكن، تركوا كل شيء ووقعوا اتفاق عدم دخول القوات للحديدة وسلام على أساس ترعاه الأمم المتحدة”.

داعيا قوات العمالقة والمقاومة التهامية للانضمام والانخراط في لوائه السياسي، بعد فشله في تفكيك ألويتها ودمجها بالقوة مع قواته وتحت قيادته، بقوله: “نتمنى أن يكون هذا المكون السياسي يمثلنا، والباب مفتوحا للجميع ليس محصوراً في مجموعة معينة أو في قوات معينة، بل مفتوحا للجميع”.

مضيفا: “أيدينا مفتوحة لمن هو يتفق معنا في أهدافنا في المقاومة الوطنية أن يكون ضمن هذا المكون أو ضمن هذا التيار، ومن يريد سنتحالف معه ضمن الهدف السامي الذي هو استعادة الجمهورية مع مختلف القوى السياسية، سنتحاور معهم سنبني تحالفات قبلية عسكرية لمواجهة الصلف الحوثي”.

وتابع صبغ مكتبه بدوافع وطنية ودينية مذهبية، قائلا: “المعركة ليست معركة عسكرية فقط فنحن بحاجة إلى السياسي والاقتصادي والجانب الاجتماعي والجانب القبلي والجانب التوعوي والجانب الديني للحفاظ على هويتنا اليمنية وعقيدتنا الصحيحة، للدفاع عن مكتسبات ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر و22 مايو”.

كما علق على المبادرة السعودية لوقف الحرب وإحلال السلام في اليمن، بتحفظ علني، لخصه بقوله: “بالأمس القريب قدمت المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الخارجية وهي من يقود التحالف العربي مبادرة سلام، نحن مع أي سلام عادل وشامل يحقق الأمن والاستقرار يحفظ دماء اليمنيين ويعيد لهم كرامتهم”.

مضيفا إلى شروط قبوله بوقف الحرب، بأنه مع أي مبادرة سلام تعيده وافراد اسرة الرئيس السابق علي صالح عفاش وقيادات نظامه إلى السلطة ومكاسبهم فيها، بقوله: “مع سلام يعيد النازحين أمثالنا وآخرين إلى مساكنهم آمنين مطمئنين لهم حق أن يختاروا من يحكمهم، عبر صناديق الاقتراع نحن مع صناديق الاقتراع”.

وأكدت مضامين كلمة طارق عفاش، ما كشفته في وقت سابق، مصادر سياسية مقربة منه، من أن “انشاء قائد المقاومة الوطنية حراس الجمهورية، عضو قيادة القوات المشتركة، العميد طارق عفاش المكتب السياسي يأتي ضمن ترتيب وتوسيع دائرة العمل السياسي” للعمل رسميا مع قوى خارجية، ما يكشف طبيعة الدور المرسوم له.

المصادر سياسية المقربة من طارق، قالت، الاربعاء: إن “المكتب السياسي للمقاومة الوطنية حراس الجمهورية، المزمع الإعلان عن اشهاره سيمثل الواجهة التي يتم التواصل عبرها مع المجتمع الدولي والتحالف العربي والقوى الاقليمية والدولية الفاعلة في الملف اليمني”. حسب تعبيرها في اشارة للامارات وحليفها الكيان الاسرائيلي.

ورأى مراقبون إن طارق عفاش يعلن بإنشاء هذا المكتب السياسي لقواته الممولة من الامارات في الساحل الغربي، عن الهدف الحقيقي الذي من اجله قام بالتخلص من عمه، الرئيس السابق، علي صالح عفاش، والذي لقي مصرعه في العاصمة صنعاء، بمواجهات مع الحوثيين، إثر اعلانه الانتفاضة عليهم مطلع ديسمبر 2017م.

موضحين إنه “لم يكن طارق عفاش، في يوم من الايام، بمعركة لمواجهة الحوثيين وانما تخلص من العقبة التي كانت امامه (علي صالح عفاش) ليصبح زعيما سياسيا كبيرا، كما يطمح، وتعبر تغريداته بين الحين والاخر، عنه، بما تحويه من توهم الزعامة”. وهو ما عكسه استخدامه في كلمته الفاظ زعماء أمثال جمال عبدالناصر وصدام حسين.

واكد مراقبون وسياسيون إن “هذا المخطط من صنع الامن القومي، الذي كان عمار عفاش، شقيق طارق، وكيلا لجهازه في صنعاء، وقد دعم تنفيذ المخطط حتى الان نفوذ عمار وطارق في المافيا العالمية لتنفيذ الاجندة الخارجية وتمكينهم من مراكز حساسة في سلطة عفاش”.

مشيرين إلى أن “طارق عفاش يحرص على تواجد قواته وتمركزها فقط في المواقع الحساسة مثل الساحل الغربي وميناء عدن، حنيش، زقر، ميون، ويتجنب التواجد في المواقع التي ليس فيها مطامع خارجية مثل صرواح رغم تصاعد المعارك فيها مع الحوثيين الذين يدعي مواجهتهم دفاعا عن الجمهورية”.

يذكر أن طارق عفاش، يقود منذ فراره من صنعاء إلى شبوة ومنها إلى عدن مطلع العام 2018م، قوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” والتي مولت الامارات انشاءها وتسليحها في الساحل الغربي لليمن، وتتعهد بدفع موازنتها، لتنفيذ اجندة اطماعها وحليفها الكيان الاسرائيلي، في البحر الاحمر وباب المندب.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى