ورد الان .. السعودية تطالب رسميا المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين للجلوس معها “ولقائنا” !
العربي نيوز – متابعة خاصة:
طالبت السعودية رسميا، المجتمع الدولي، بالضغط على الحوثيين للجلوس معها والموافقة على لقائنا والاجتماع على طاولة المفاوضات” حسبما اعلن سفير المملكة لدى لندن الامير خالد بن بندر بن سلطان آل سعود.
السفير السعودي في لندن اكد “فشل السعودية في اليمن بايجاد حل سلمي للصراع”. وأكد ان “المملكة جادة في مبادرتها لوقف اطلاق النار”. مطالبا المجتمع الدولي الضغط على جماعة الحوثي لـ “جلبهم إلى طاولة المفاوضات”.
وقال: إن “المملكة العربية السعودية أبدت موافقتها على فتح كامل لميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي في اليمن بشرط أن يلتزم الحوثيون بشروط اتفاقية ستوكهولم المتعلقة باستخدام الميناء، ووقف عدوانهم العسكري في المنطقة”.
جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة “تليغراف” البريطانية للأمير خالد بن بندر بن سلطان آل سعود سفير السعودية لدى المملكة المتحدة في لندن، تحدث فيه عن رغبة السعودية في مغادرة اليمن ومخاوفها من التبعات.
وقال رداً على مطالبة بلاده بالانسحاب الآن من اليمن: نحن بحاجة إلى أن نكون واقعيين بشأن ما سيحدث إذا غادرنا اليمن من جانب واحد، لن ينتهي الصراع، لكنه سيدخل فصلاً دمويًا جديدًا ولن تتدفق المساعدات”.
مضيفا: “اليمنيون شعب نشعر معه بعلاقات قرابة عميقة وقوية، وبالتالي فإن الثمن الذي يدفعه مؤلم من نواح كثيرة لأمتنا أيضًا. حتى الآن لم ننجح في إيجاد حل سلمي للشعب اليمني، ونشعر بهذا الفشل بشدة”.
وتابع: هذا صراع بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثي المتشددة التي تدعمها إيران. تدخلت المملكة لدعم الحكومة،.. منذ ذلك الحين، حاولنا مرارًا وتكرارًا جلب الحوثيين إلى طاولة المفاوضات”.
السفير السعودي لدى لندن أكد أن بلاده “جادة في تحقيق مبادرات السلام” التي أعلنتها لحل أزمة اليمن واقتراح آخر لوقف إطلاق النار في ظل ”تهديد حقيقي بالمجاعة في البلاد“. منوها بأن الحوثيون يرفضون لقاءهم.
وقال: “أطلقت المملكة هذا الأسبوع مبادرة أخرى لإحلال السلام، واقتراح آخر لوقف إطلاق النار. نحن جادون في المبادرة لأننا نعلم أن هناك تهديد حقيقي بالمجاعة في البلاد. لكن العالم يحتاج أيضًا إلى فهم العقبات التي يجب تجاوزها”.
مضيفا: “بينما نتفهم دوافع الإدارة الأمريكية في رفع التصنيف الإرهابي عن الحوثيين، إلا أن تأثير ذلك القرار كان عكس ما تتمناه أمريكا. يبدو أنه شجع الحوثيين على شن هجوم عسكري جديد آخر، ما أدى لسقوط المزيد من الضحايا المدنيين”.
وتابع: “كما أدى إلى موجة جديدة من الهجمات بواسطة الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية على مملكتنا،… وفي السنوات القليلة الماضية أطلق الحوثيون اكثر من 800 ضربة صاروخية وطائرات بلا طيار ضد السعودية”.
سفير السعودية لدى المملكة المتحدة في لندن، خالد بن بندر بن سلطان آل سعود، أشار إلى أن كل ذلك يوضح أنه “بدون الضغط الدولي المستمر على الحوثيين، لن يعودوا أبدًا بحسن نية إلى طاولة المفاوضات”.
وقال: “إن بلدي مصمم على إعادة الاستقرار والازدهار والأمن إلى اليمن، ولقد بذلنا جهودا متكررة وحازمة للقيام بذلك، بما في ذلك مبادرة وقف إطلاق النار الأخيرة. ومع ذلك، لم يُظهروا حتى الآن لا الإرادة ولا الرغبة في الالتقاء بنا حتى في جزء من طريق رحلة السلام“.
مشيرا إلى ما تقدمه المملكة من “تمويل للمشاريع الانسانية في اليمن بقيمة 3.4 مليار دولار وإيداع 2.2 مليار دولار في البنك المركزي اليمني لتمويل الإمدادات الغذائية، وتبرعها مؤخرا بمبلغ 422 مليون دولار من النفط للحكومة اليمنية للحفاظ على تشغيل محطات الطاقة”.
مختتما مقالته، بقوله: إن المملكة ”تستطيع تقديم المزيد مع الأمم المتحدة كجزء من المساعدات إلى المنطقة، إلا أنه شدد على أن ”العامل المحدد والحاسم في هذا الأمر هو رفض الحوثيين الخضوع لوقف إطلاق النار“. داعيا “المجتمع الدولي لممارسة الضغط على الحوثيين”.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية عن مبادرة جديدة لوقف الحرب في اليمن، بنتها على اربعة بنود رئيسة، اعتبرها مراقبون تصب في صالح جماعة الحوثي، وتستجيب لضغوط امريكية واممية.
جاءت المبادرة على ضوء المشاورات غير المباشرة بين السعودية والحوثيين عبر الوسيط العماني، ولقاءات ورؤية المبعوثين الخاصين إلى اليمن، الاممي مارتن غريفيث والامريكي تيم ليندركينغ.
وتتلخص بنود المبادرة السعودية الجديدة لوقف الحرب مع الحوثيين، التي اعلنها وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان بن عبد الله، الاثنين (22 مارس الجاري) في الاتي:
1) وقف إطلاق النار الشامل في جميع أنحاء البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة -فقط- في حالة وافق الحوثيين عليها وليست بشكل احادي.
2) عائدات الضرائب من السفن النفطية ومشتقاتها تودع في حساب مشترك للبنك المركزي اليمني فرع الحديدة بُغية دفع مرتبات موظفي الدولة.
3) إعادة فتح مطار صنعاء الدولي لعدد -وليس كل- من الرحلات المباشرة الاقليمية والدولية.
4) بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، برعاية الامم المتحدة، وفق المرجعيات الثلاث.
في المقابل، علقت جماعة الحوثي على المبادرة السعودية المعلنة، أن “لا جديد فيها” وبأنها “ليست جادة”، و”لا تقود إلى النجاح”. وسردت مجموعة تحفظات، وشروط لاعتبارها مبادرة جادة لوقف الحرب، والقبول بها.
وقال ناطق الجماعة ورئيس وفدها المفاوض، محمد عبدالسلام: “المبادرات تحت النار والحصار غير جادة، وهي هروب إلى الأمام من استحقاق العدوان (التحالف العربي)”. واعتبر أن لا جديد في المبادرة.
مضيفا في حديث لقناة “المسيرة” الناطقة باسم جماعة الحوثي: “على الجانب السعودي أن يعلن إنهاء العدوان (الحرب) ورفع الحصار بشكل كامل، أما طرح أفكار تم نقاشها لأكثر من عام فلا جديد في ذلك”.
وتابع: “تقديم السعودية لنفسها بأنها ليست طرفا في العدوان تسطيح مبالغ فيه وغير دقيق ولا يؤدي إلى نجاح على الإطلاق، العالم يدرك أن السعودية تشن حربا على اليمن وطائراتها وبوارجها والبوارج الأمريكية والبريطانية تحاصر اليمن”.
مردفا: “السعودية لا تحتاج تقديم مبادرات للاطراف وكانها ليس من بيدها قرار الحرب والحصار بل هي من تشن العدوان وهي من اعلنته منذ اول ليلة في واشنطن ولها ناطق عسكري يعلن عن تنفيذ قواتها عمليات عسكرية مباشرة جوية وبرية وبحرية”.
ناطق جماعة الحوثي ورئيس وفدها المفاوض، والمقيم في مسقط، أعلن ثبات موقف جماعته، قائلا: “نؤكد على موقفنا الثابت برفع الحصار ووقف الحصار وأي مبادرة لا تلتفت إلى الجانب الإنساني فهي غير جادة”.
مضيفا في التعليق على المبادرة السعودية لوقف اطلاق النار في اليمن: “إدخال السفن المحتجزة منذ أكثر من عام لا تحتاج مبادرة ولا شروط مسبقة والمقايضة بالملف الإنساني لصالح ملف عسكري أو سياسي جريمة أخلاقية”.
وتابع: “لماذا لا تسمح السعودية بدخول 14 سفينة وقود إلى ميناء الحديدة وتقايض بالملف الإنساني لصالح الملف العسكري؟”. مردفا: “يعمد تحالف العدوان إلى لي ذراع الشعب اليمني من خلال تشديد الحصار في محاولة للضغط علينا للقبول بمطالب لم يتمكنوا من إنجازها عسكريا وسياسيا”.
القيادي الحوثي، محمد عبدالسلام، علق على هدف وقف الحرب بقوله: “نؤكد رغبتنا وجديتنا في السلام ليس من اليوم بل من اليوم الاول للعدوان وكذلك انفتاحنا على اي مبادرات جدية تضمن وقفا شاملا ودائما للحرب وعدم عسكرة القضايا الانسانية وذلك بفصل الجوانب الانسانية عن القضايا العسكرية والسياسية”.
وأضاف: “الحرب على اليمن فرضت عليه، ولسنا طرفا في حصار اليمنيين حتى نفاوض عليه، ولو توقف العدوان والحصار من هذه اللحظة لتوقفنا، لكن مقايضة الملف الإنساني بالملف العسكري والسياسي مرفوض. ليس مطلوبا منا القبول برفع الحصار ووقف العدوان لأن موقفنا دفاعي وسيستمر كذلك”.
لكن ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام، اختتم تصريحه بالقول: “نؤكد على حرصنا على السلام في اليمن ونطالب بسرعة فتح المطارات والموانئ كحق انساني لا علاقة له باي قضايا اخرى وكذلك وقف الاعتداء على اليمن ومن ثم الذهاب للعملية السياسية في اجواء مهيأة تسمح بذلك”.
ويرى مراقبون إلى أن المبادرة السعودية، تأتي استجابة لضغوط ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن، الساعية لانهاء الحرب في اليمن، وضغوط الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، وضغوط هجمات الحوثيين على القواعد العسكرية والمطارات والمنشآت النفطية السعودية.