عاجل .. السعودية تعلن مبادرة جديدة وتتبنى مقترحا سويديا لوقف المعارك في مارب والحوثيون يعلقون عليها
الاول برس – متابعة خاصة:
عرضت السعودية، الثلاثاء، مبادرة جديدة خاصة بمارب، وتبنت مقترحاً سويدياً لاتفاق يقضي بوقف فوري للمعارك العنيفة الدائرة في مارب وكبح هجمات الحوثيين وزحوفاتهم الانتحارية المتواصلة باتجاه مدينة مارب من محاور عدة.
ونشرت صحيفة ”الشرق الاوسط” المملوكة للحكومة السعودية، تصريحا للسفير السويدي لدى اليمن، بيتر سيمنبي، يتحدث فيه عن إمكانية تطبيق اتفاق في مارب مشابه لاتفاق السويد بشأن الحديدة، الموقع منتصف ديسمبر 2018م.
السفير السويدي سيمنبي دافع عن “اتفاق ستوكهولم” بشأن الحديدة، الذي رعت بلاده مفاوضاته بين الحكومة الشرعية والتحالف وجماعة الحوثي وتوقيعه، واوقف المعارك في الحديدة. مشيرا إلى أنه “حال دون كارثة انسانية في المدينة”.
وتضمن اتفاق السويد وقف المعارك واعادة انتشار القوات خارج مدينة الحديدة وموانئها، وتدفق السلع والمساعدات الاغاثية والوقود لميناء الحديدة، وايداع ايرادات موانئ الحديدة لحساب مرتبات الموظفين. لكنه لم ينفذ كاملا ويواجه خروقا مستمرة.
في المقابل، سارعت جماعة الحوثي إلى الإعلان عن موقفها الرسمي من المقترح السويدي. مشيرة إلى إنها “بصدد دراسة الرؤى المقدمة لإحلال السلام في اليمن خلال الساعات المقبلة”. حسبما أعلن قيادي بارز يعد الرجل الثالث في الجماعة.
وقال القيادي البارز وعضو ما يسمى “المجلس السياسي الاعلى” للحوثيين في صنعاء، محمد علي الحوثي، في تغريدة له على موقع “تويتر” الاربعاء: “ندرس عرض رؤية الحل من عدمها خلال الثمانية والأربعين ساعة القادمة ان شاء الله تعالى”.
تزامن العرض السعودي مع مفاوضات ترعاها سلطنة عمان بين السعودية والحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، ويشرف عليها المبعوثان الاممي والامريكي إلى اليمن، بهدف التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار في اليمن ومعالجة الوضع الانساني واستئناف مشاورات السلام.
وأسفرت المشاورات غير المباشرة، عن اعلان السعودية، مبادرة لوقف الحرب في اليمن، بنتها على اربعة بنود رئيسة، اعتبرها مراقبون تصب في صالح جماعة الحوثي، وتستجيب لضغوط امريكية واممية.
تتلخص بنود المبادرة السعودية الجديدة لوقف الحرب مع الحوثيين، التي اعلنها وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان بن عبد الله، الاثنين (22 مارس الجاري) في الاتي:
1) وقف إطلاق النار الشامل في جميع أنحاء البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة -فقط- في حالة وافق الحوثيين عليها وليست بشكل احادي.
2) عائدات الضرائب من السفن النفطية ومشتقاتها تودع في حساب مشترك للبنك المركزي اليمني فرع الحديدة بُغية دفع مرتبات موظفي الدولة.
3) إعادة فتح مطار صنعاء الدولي لعدد -وليس كل- من الرحلات المباشرة الاقليمية والدولية.
4) بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، برعاية الامم المتحدة، وفق المرجعيات الثلاث.
في المقابل، علقت جماعة الحوثي على المبادرة السعودية المعلنة، أن “لا جديد فيها” وبأنها “ليست جادة”، و”لا تقود إلى النجاح”. وسردت مجموعة تحفظات، وشروط لاعتبارها مبادرة جادة لوقف الحرب، والقبول بها.
وقال ناطق الجماعة ورئيس وفدها المفاوض، محمد عبدالسلام: “المبادرات تحت النار والحصار غير جادة، وهي هروب إلى الأمام من استحقاق العدوان (التحالف العربي)”. واعتبر أن لا جديد في المبادرة.
مضيفا في حديث لقناة “المسيرة” الناطقة باسم جماعة الحوثي: “على الجانب السعودي أن يعلن إنهاء العدوان (الحرب) ورفع الحصار بشكل كامل، أما طرح أفكار تم نقاشها لأكثر من عام فلا جديد في ذلك”.
وتابع: “تقديم السعودية لنفسها بأنها ليست طرفا في العدوان تسطيح مبالغ فيه وغير دقيق ولا يؤدي إلى نجاح على الإطلاق، العالم يدرك أن السعودية تشن حربا على اليمن وطائراتها وبوارجها والبوارج الأمريكية والبريطانية تحاصر اليمن”.
مردفا: “السعودية لا تحتاج تقديم مبادرات للاطراف وكانها ليس من بيدها قرار الحرب والحصار بل هي من تشن العدوان وهي من اعلنته منذ اول ليلة في واشنطن ولها ناطق عسكري يعلن عن تنفيذ قواتها عمليات عسكرية مباشرة جوية وبرية وبحرية”.
ناطق جماعة الحوثي ورئيس وفدها المفاوض، والمقيم في مسقط، أعلن ثبات موقف جماعته، قائلا: “نؤكد على موقفنا الثابت برفع الحصار ووقف الحصار وأي مبادرة لا تلتفت إلى الجانب الإنساني فهي غير جادة”.
مضيفا في التعليق على المبادرة السعودية لوقف اطلاق النار في اليمن: “إدخال السفن المحتجزة منذ أكثر من عام لا تحتاج مبادرة ولا شروط مسبقة والمقايضة بالملف الإنساني لصالح ملف عسكري أو سياسي جريمة أخلاقية”.
وتابع: “لماذا لا تسمح السعودية بدخول 14 سفينة وقود إلى ميناء الحديدة وتقايض بالملف الإنساني لصالح الملف العسكري؟”. مردفا: “يعمد تحالف العدوان إلى لي ذراع الشعب اليمني من خلال تشديد الحصار في محاولة للضغط علينا للقبول بمطالب لم يتمكنوا من إنجازها عسكريا وسياسيا”.
القيادي الحوثي، محمد عبدالسلام، علق على هدف وقف الحرب بقوله: “نؤكد رغبتنا وجديتنا في السلام ليس من اليوم بل من اليوم الاول للعدوان وكذلك انفتاحنا على اي مبادرات جدية تضمن وقفا شاملا ودائما للحرب وعدم عسكرة القضايا الانسانية وذلك بفصل الجوانب الانسانية عن القضايا العسكرية والسياسية”.
وأضاف: “الحرب على اليمن فرضت عليه، ولسنا طرفا في حصار اليمنيين حتى نفاوض عليه، ولو توقف العدوان والحصار من هذه اللحظة لتوقفنا، لكن مقايضة الملف الإنساني بالملف العسكري والسياسي مرفوض. ليس مطلوبا منا القبول برفع الحصار ووقف العدوان لأن موقفنا دفاعي وسيستمر كذلك”.
لكن ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام، اختتم تصريحه بالقول: “نؤكد على حرصنا على السلام في اليمن ونطالب بسرعة فتح المطارات والموانئ كحق انساني لا علاقة له باي قضايا اخرى وكذلك وقف الاعتداء على اليمن ومن ثم الذهاب للعملية السياسية في اجواء مهيأة تسمح بذلك”.
ويرى مراقبون إلى أن المبادرة السعودية، تأتي استجابة لضغوط ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن، الساعية لانهاء الحرب في اليمن، وضغوط الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، وضغوط هجمات الحوثيين على القواعد العسكرية والمطارات والمنشآت النفطية السعودية.