أخبار اليمن

شاهد .. كيف استطاع محاور طارق عفاش الايقاع به في مزالق الاقرار بهذه الاعترافات الخطيرة (فيديو)

الاول برس – متابعة خاصة:

استطاع منفذ مقابلة مصورة مع طارق عفاش، قائد ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” الممولة من الامارات في الساحل الغربي؛ الايقاع به في مزالق اعترافات وتناقضات عدة، جعلت المراقبين يصفون طارق بأنه “مثل تلميذ خائب لقن ما يقول ولم يحفظه جيدا وتحدث دون ان يعرف ماذا يقول”.

ورصد مراقبون تناقضات عدة لطارق في المقابلة التي اجرها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية وبثها الجمعة، منها وصفه المؤتمر الشعبي بأنه بيتنا الكبير والحزب الرائد والكبير، وفي الوقت نفسه اعلانه عن وفاته بقوله: “قيادات المؤتمر الشعبي في الداخل واقعة تحت ضغط الحوثيين ومهمشة سياسيا وليس بيدها شيء، كما أن تلك الأخرى التي في الخارج منقسمة إلى عدة تيارات”.

كما رصد المراقبون قول طارق عفاش في اللقاء أن “المكتب السياسي (التابع لقواته) ليس بديلا لحزب المؤتمر الشعبي العام”. وفي الوقت نفسه دعوته قواعد المؤتمر الشعبي للانضمام إلى مكتبه واحتفاء اعلامه باخبار مباركة قيادات المؤتمر في مديريات الساحل الغربي المحررة تأسيس “المكتب السياسي” لقواته الممولة من الامارات.

ولفت مراقبون إلى حالة الانفصام التي يعيشها طارق عفاش، بوصفه الاحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية بأنها شاخت وباتت قديمة، وعاجزة عن تقديم أي شي، للبلاد وفي مواجهة الحوثيين، وفي الوقت نفسه دعوته جميع القوى السياسية الوطنية إلى الانضمام إلى مكتبه السياسي والعمل معه، في مواجهة الانقلاب الحوثي.

منوهين بأن طارق تحدث عن المكونات السياسية للشرعية بقوله: “الأدوات القديمة لم تستطع مواجهة الحوثيين منذ دخولهم صنعاء، رغم الدعم الكبير من قبل التحالف العربي، وفشلت في إدارة الصراع معهم خلال ست سنوات من الحرب”. مضيفا: “المجتمع اليمني بحاجة أدوات جديدة، لمواجهة الانقلاب الحوثي، ونرحب بالقوى الوطنية الراغبة بالانضمام لمكتبنا”.

وأشار المراقبون إلى تناقض طارق عفاش حيال الشرعية اليمنية التي يمثلها الرئيس هادي. وفي حين قال في سياق حديثه عن اتفاق السويد بشأن الحديد وتابع: “القوات المشتركة التزمت بالاتفاق، لأنه اتفاق دولي ووقعته الشرعية، التي تمثل كل اليمنيين، وأي خرق من جانبا لن يكون مقبولا من جانب الأمم المتحدة وأيضا من جانب التحالف والشرعية”.

لكنه في الوقت ذاته، عاد ليفصح عن حقيقة موقفه من الشرعية ومن ورائه الامارات، وأنه لا يعترف بشرعية الرئيس هادي، عبر مهاجمته لها ووصفها بالفاشلة والعاجزة، في حديثه عن “الضغوط الامريكية بسبب طول امد الحرب وعدم تمكن الشرعية من الحسم حربا أو سلما”، ورؤيته للحل في اليمن، ودعوته إلى “تشكيل مجلس رئاسة تنبثق عنه حكومة تكنوقراط لفترة انتقالية”.

وتوقف مراقبون عند حديث طارق عن المشاركة في معارك الدفاع عن مارب. وقوله أنه “عرض ارسال قوات للمشاركة في الدفاع عن مارب وقوبل عرضنا بالرفض وردت الشرعية بأن الوضع لا يحتاج وأنها في غنى عن أي قوات تأتي”. في وقت “رد على دعوات اسناد الجيش في مارب بارسال قافلة بسكويت ابوولد وماري وعصائر، وذهبت لمجاميع مسلحة قبلية تابعة لقيادات المؤتمر الموالية للامارات”.

لافتين إلى اقرار طارق بصورة غير مباشرة بأنه وضع شروطا لمشاركته في معارك مارب، بوصفه دولة تفاوض دولة لا عسكريا يفترض به انه يتبع السلطة الشرعية للدولة ممثلة بوزارة دفاعها، حين قال: “عرضنا إرسال وحدات عسكرية لدعم الجيش الوطني في مأرب والانتشار في محاور معينة، لكن الرد لم يكن إيجابياً”. مؤكدا بذلك ان له اهداف خاصة تتجاوز المشاركة في الدفاع عن مارب.

وأشاروا إلى أن طارق عفاش أعلن عبر وسائل اعلامه رفض دعوات توحيد الصفوف من قيادة محافظة مارب وقيادات الجيش في مارب، وقال بأن المطلوب “توحيد المعركة لا توحيد الصفوف” معبرا عبر وسائل اعلامه عن انه لا يعترف بالجيش الوطني بوصفه “مليشيا اخوانية” كما تزعم الامارات ووسائل إعلامه، التي لا تنفك تتشفى بالجيش وشهدائه وتحتفي باختراقات الحوثيين في جبهات مارب.

معتبرين أن اكبر شاهد على تناقض طارق عفاش في هذا السياق، تجاهله دعوة رسمية وعلنية وجهتها قيادة محافظة ومحور تعز في اجتماع للجنة الاشرافية العليا لدعم واسناد الجيش الوطني في معارك تحرير تعز، إلى “قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية للمشاركة في معارك تحرير تعز في الجبهتين الغربية والجنوبية”. التي لا تبعد عن معسكرات قواته في المخا سوى بضعة كيلومترات”.

كما رصد مراقبون تناقضات طارق بشأن ميناء المخا وعلاقته بالسلطة المحلية لمحافظة تعز، وكيف أنه وصفها بأنها “علاقة جيدة” وأقر بأنها “السلطة الشرعية” لكنه في الوقت نفسه صرح بأنه لن يخضع لها بزعم أنها “تفرض تيارا سياسيا بعينه”. وزعمه أن ميناء المخا متوقف عن العمل منذ 2015م لأنه تعرض للقصف من جانب مليشيا الحوثي، وقبل ذلك من قبل طيران التحالف، أثناء سيطرة الحوثيين عليه”.

وفي الوقت نفسه قوله “لا يوجود أي مانع لدى القوات المشتركة لتشغيل ميناء المخا”. مشترطا ما سماه “اعادة تأهيل الميناء وتوفير نفقات التشغيل وتنفيذ عملية تعميق للميناء ليتمكن من استقبال شحنات تجارية” حد زعمه، واقراره في الوقت نفسه ان الميناء يستقبل سفنا عسكريا اماراتية في سياق حديثه عن أن “ميناء المخا عسكري”. في اشارة إلى أنه يخضع للتحالف وقواته ولا يخضع لسلطة محلية ادارية.

وسخر مراقبون من حديث طارق عن أن قواته “لا تتدخل او تعيق عمل السلطات المحلية لمديريات الساحل الغربي المحررة بل تقدم قواته خدمات للسلطة المحلية” في وقت يعلم الجميع انه يمارس سلطات حاكم عسكري مطلق لمدن الساحل الغربي المحررة ويتدخل في تعيين واقالة من يريد من مسؤولي السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية وادارات الامن في مديريات الساحل الغربي المحررة.

على أن ابرز ما جسد تناقض طارق عفاش في مقابلته مع مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية حديثه عن تنفيذ قواته مشاريع خدمية كبرى لمصلحة المواطنين ذاكرا منها في مجالات المياه والكهرباء. في حين تؤكد تقارير المنظمات الانسانية تدني مقومات العيش في مدن الساحل والخدمات الاساسية متمثلة في مياه الشرب النظيفة وشبكة الصرف الصحي وخدمة الكهرباء وخدمات الصحة.

كما أبرز مراقبون تعاظم التناقض في مقابلة طارق على نحو صارخ يؤكد حالة الانفصام التي يعيشها، عند حديثه عن أسباب الحرب في اليمن والتدخل الخارجي من جانب التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، ومشاركة الامارات العربية المتحدة. منوهين بأن طارق في هذه الجزئية يناقض نفسه 180 درجة بين تصريحاته قبل ديسمبر 2017م وبعده.

منوهين إلى أن طارق الذي ظل حتى ديسمبر 2017م وعمه الرئيس السابق علي عفاش شركاء مع الحوثيين في الانقلاب على الشرعية واجتياح العاصمة صنعاء، وحليفا عسكريا مع الحوثيين يدرب القناصة في ما سماه “معسكر الشهيد الملصي”، لمواجهة ماظل يسمية “العدوان السعودي الاماراتي البربري الهمجي المجرم على اليمن واليمنيين”، عاد ليناقض نفسه في اللقاء.

وفي هذا السياق، أشاروا إلى اجابة طارق عفاش في المقابلة مع مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، عن طبيعة علاقته مع دولة الإمارات العربية المتحدة، بقوله: إنها “علاقة شراكة لتحرير اليمن واستعادة الدولة اليمنية”، وتأكيده “التزام الإمارات بهذه الأهداف الرئيسية”. في وقت تدعم الامارات علنا سياسيا وماليا وعسكريا واعلاميا انقلابه و”الانتقالي الجنوبي” على الدولة اليمنية.

لافتين إلى أن طارق الذي لديه تصريحات تلفزيونية عدة يردد فيها مبررات الحوثيين للانقلاب على الشرعية وأنها “سعت لتفكيك مؤسسات الدولة والجيش والامن واوجدت حالة انفلات امني وانهيار خدمي واداري واقتصادي ومكنت التنظيمات الارهابية من اسقاط محافظات، وسعت لتمرير مخطط تقسيم اليمن إلى كنتونات متناحرة (الاقاليم)، ..الخ”، عاد ليردد مبررات التحالف للتدخل.

ورصدوا في هذا السياق، قول طارق في المقابلة: إن “إيران هي من صنعت الحرب، وهي من دفعت الحوثيين لاستعداء الجيران (المملكة العربية السعودية) وتصفية الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح”. وحديثه عن “وجود خبراء إيرانيين داخل العاصمة اليمنية صنعاء”. وقوله بعد انكاره لسنوات أن “إيران هي التي تسلح الحوثيين وهي التي تدربهم وتمولهم وهي التي تغذي حتى فكرهم”.

كذلك حديث طارق عن باب المندب وتهديدات الملاحة الدولية، وبعد أن ظل يردد أن “تحالف العدوان يسعى لاحتلال مضيق باب المندب” عاد ليتحدث في المقابلة عن “تهديدات الحوثيين وايران للبحر الأحمر ومضيق باب المندب”، قائلا: “إن التهديدات كثيرة، سواء من الحوثيين أو من إيران، وفي حال تمكنت طهران من تشكيل تهديد في مضيق باب المندب فإنها ستلوي ذراع الاقتصاد العالمي”.

إلى ذلك، كان طارق عفاش، صرح في بيان اشهار “المكتب السياسي” لمليشياته، باستعداده للسلام مع الحوثيين بقوله: “بالامس اعلنت السعودية عن مبادرة للسلام ونحن نرحب بأي مبادرة تحقق سلاما يضمن عودة النازحين مثلنا إلى صنعاء” في اشارة إلى العودة إلى السلطة ومكاسبها وحصص اسرة عفاش في ثروات البلاد ومقدراته.

ورأى مراقبون سياسيون إن طارق عفاش يعلن بإنشاء مكتبه السياسي لمليشياته، عن الهدف الحقيقي الذي من اجله قام بالتخلص من عمه، الرئيس السابق، علي صالح عفاش، والذي لقي مصرعه بمواجهات مع الحوثيين، إثر اعلانه الانتفاضة عليهم مطلع ديسمبر 2017م، بعد الاختلاف على تقاسم السلطة والثروة، في محافظات ومناطق الانقلاب.

موضحين إنه “لم يكن طارق عفاش، في يوم من الايام، بمعركة لمواجهة الحوثيين وانما تخلص من العقبة التي كانت امامه (عفاش) ليصبح زعيما سياسيا كبيرا، كما يطمح، وتعبر تغريداته بين الحين والاخر، عنه، بما تحويه من توهم الزعامة واستعارة الفاظ زعماء عرب”. باعتبار أن ورقة علي صالح عفاش، قد حرقت على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.

وأكدوا إن “هذا المخطط من صنع الامن القومي، الذي كان عمار عفاش، شقيق طارق، وكيلا لجهازه في صنعاء، وقد دعم تنفيذ المخطط حتى الان نفوذ عمار وطارق في المافيا العالمية لتنفيذ الاجندة الخارجية وتمكينهم من مراكز حساسة في سلطة عفاش، ثم بعد الحرب تركز مليشيا طارق فقط في المواقع الحساسة المرتبطة بمصالح واطماع دولية.

مشيرين إلى أن “طارق عفاش حرص منذ تأسيس مليشياته بدعم اماراتي مباشر، على التمركز فقط في المواقع الاستراتيجية ذات العلاقة بالمصالح الدولية، مثل الساحل الغربي وميناء عدن، حنيش، زقر، ميون، ويتجنب التواجد في المواقع التي ليس فيها مطامع خارجية مثل صرواح رغم تصاعد المعارك فيها مع الحوثيين الذين يدعي مواجهتهم دفاعا عن الجمهورية”.

يذكر أن طارق عفاش، يقود منذ فراره من العاصمة صنعاء في اعقاب انفضاض الشراكة في الانقلاب مع الحوثيين، إلى شبوة ومنها إلى عدن مطلع العام 2018م، قوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” والتي مولت الامارات انشاءها وتسليحها في الساحل الغربي لليمن، وتتعهد بدفع موازنتها، لتنفيذ اجندة اطماعها وحليفها الكيان الاسرائيلي، في البحر الاحمر وباب المندب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى