أخبار اليمن

ورد الان .. تجمع الاصلاح ينفرد بأجرأ تعليق على تصريحات المبعوث الامريكي وتعقيب الخارجية الامريكية

الاول برس – خاص:

انتقد حزب التجمع اليمني للإصلاح سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه اليمن، في سياق تعليقه على بيان تعقيب وزارة الخارجية الامريكية على تصريحات مبعوثها الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ بشأن مليشيا الحوثي واعتراف واشنطن بها طرفا شرعيا وسلطة امر واقع.

جاء ذلك على لسان رئيس التجمع اليمني للإصلاح في محافظة مأرب الشيخ مبخوت بن عبود الشريف، بانتقاده تصريحات المبعوث الامريكي الخاص الى اليمن تيم ليندركينغ. متهما الولايات المتحدة الامريكية بتأخير حسم الحرب في اليمن، ودعمها مليشيا الحوثي.

وقال الشيخ مبخوت الشريف في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التدوين العالمي المصغر “تويتر”، السبت: “المبعوث الامريكي الخاص الى اليمن أكتشف أن الحوثيين يسيطرون على أرض وبشر وهذه حقيقة لأن حليفهم إيران وهو حليف صادق ومخلص مع اتباعه”.

مضيفا في انتقاد سياسة الولايات المتحدة الامريكية مع حلفائها في المنطقة بقيادة المملكة العربية السعودية: “أنتم يا مستر ليندركينغ تقفون مع حلفائكم إلى نصف الطريق في أكثر من مكان ثم تفركون بهم فتأتي النتائج كما ترى بحق فقدتم مصداقيتكم في العالم”.

وأعلنت الولايات المتحدة الامريكية، مساء الخميس، على لسان مبعوثها الخاص تيموثي ليندركينغ، اعترافها بالحوثيين طرفا سياسيا له مشروعيته؛ وطالبت المجتمع الدولي بممارسة المزيد من الضغط على الحوثيين لوقف عملياتهم الهجومية على مدينة مارب.

جاء ذلك في تصريحات للمبعوث الامريكي الى اليمن، ليندركينغ، خلال ندوة عبر الانترنت نظمها المجلس الوطني للعلاقات الامريكية العربية، الخميس، قال فيها: إن “الولايات المتحدة تعترف بالحوثيين طرفا شرعيا في اليمن وأنهم مجموعة حققت مكاسب كبيرة”.

مضيفا: “أعتقد أن الانخراط المستمر معهم من عُمان والسعودية والولايات المتحدة وغيرها يشكل مسألة مهمة. تحدثت في مناسبات عدة عن شرعية الحوثيين، وأكدت أن واشنطن تعترف بهم طرفا شرعيا، بسبب تحقيقهم مكاسب كبيرة على الارض وفرضهم ذلك امرا واقعا”.

وتابع المبعوث الامريكي تيموثي ليندر كينغ: “لا يمكن لأحد إبعادهم أو إخراجهم من الصراع عبر التمنّي فقط، لذلك دعونا نتعامل مع الحقائق الموجودة على الأرض”. داعيا الحوثيين إلى “دعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى حل سياسي للصراع”.

مشيرا إلى أن “الحوثيين لا يتحملون وحدهم مسؤولية العنف والتحالف أيضاً يتحمل جزءا منها”. داعيا المجتمع الدولي إلى ممارسة مزيد من الضغط على الحوثيين لإيقاف العمليات الهجومية في مأرب. واعتبر “وقف اطلاق النار شرطا رئيسا لمعالجة الازمة الانسانية”.

وتحدث ليندركينغ عن أن الانخراط في اتفاق الرياض المبرم بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمجلس الإنتقالي الجنوبي “أمر مشجع ويمكن أن يساهم في عودة الحكومة إلى عدن”. في اشارة لضرورة الاسراع باستكمال تنفيذ الملحقين الامني والعسكري للاتفاق.

كما حذر المبعوث الامريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ خلال النقاش في ندوة عبر الإنترنت نظمه المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية، من توقف برامج المساعدات في اليمن قريبا. مطالبا المجتمع الدولي زيادة مساهماته في تمويل هذه البرامج.

وفجرت تصريحات المبعوث الامريكي تيم ليندر كينغ، جدلا واسعا، فوصفها مستشار الرئيس هادي، عبدالملك المخلافي “محاولة لجذب الحوثيين للسلام”، بينما اعتبرها البعض “اذعانا امريكيا لشروط الحوثي في مقابل حلحلة أزمة الملف النووي الايراني”.

لكن مراقبين وسياسيين أخرين اعتبروها “اقرار امريكيا بالطرف الاقوى في اليمن”. وهو ما اكد عليه ضمنيا بيان توضيحي للخارجية الامريكية، قائلا: أن الولايات المتحدة الامريكية تعترف بالحكومة اليمنية بوصفها الشرعية الوحيدة، وتعتبر الحوثيين أمرا واقعا.

وأشارت وزارة الخارجية الامريكية في بيانها الذي نشرته، الجمعة، على حسابها الرسمي بموقع التدوين العالمي المصغر “تويتر” إلى “بعض التقارير الإعلامية الخاطئة حول التصريحات الأخيرة للمبعوث الأمريكي الخاص لليمن، بشأن الحوثيين والصراع في اليمن”.

مؤكدة إن “الولايات المتحدة، مثل بقية المجتمع الدولي، تعترف بحكومة اليمن، وهي الحكومة الشرعية الوحيدة المعترف بها دولياً في اليمن”. لكنها نوهت بأنه “لا يمكن إبعاد الحوثيين من الصراع عبر التمني فقط، ويجب التعامل مع الحقائق على الأرض”.

وقالت: إن “الحوثيين يسيطرون على الناس والأراضي في اليمن، ولا يمكن لأحد إبعادهم أو إخراجهم من الصراع بالتمني، كما أوضح تيموثي ليندركينغ”. وأستدركت قائلة: إن “الحوثيين بحاجة لأن يكونوا جزءا لا يتجزأ من أي عملية سلام في اليمن”.

لكن وزارة الخارجية الامريكية، أبدت في بيانها الذي نشرته بسلسلة تغريدات على حسابها، الجمعة، أنه “مع ذلك ما زالت واشنطن تشعر بالقلق إزاء تركيز الحوثيين على شن الحرب وتفاقم معاناة المواطنين اليمنيين أكثر من كونهم جزءا من حل الصراع”.

وعقب البيان التوضيحي، خرج المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، سامويل ويربرغ، الجمعة، بتصريحات متلفزة، قال فيها: إن “موقف الولايات المتحدة لم يتغير من الصراع في اليمن، وإنها تعترف بالحكومة اليمنية حكومة شرعية وحيدة”.

مضيفا في حديث لقناة “الجزيرة”: إن “المبعوث الامريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، لم يخطئ وكان يتحدث عن الحقائق على الارض، فالحوثيون موجودون على الأرض منذ سنوات، ولا يمكن ان نتجاهل ان الحوثيين يسيطرون على مناطق مختلفة هناك”.

وتابع: “لا يمكن أن نتجاهل ان الحوثيين يسيطرون على مناطق في اليمن. ولا مفر من التفاوض من أجل حل النزاع هناك”. مؤكدا أن وقف الحرب اولوية لواشنطن، بقوله: “أهداف الولايات المتحدة لم تتغير في اليمن وأولها وقف اطلاق النار الشامل والدائم”.

مشددا على أنه “لا يمكن الوصول إلى حل سلمي للازمة اليمنية بدون وقف اطلاق النار”. ولم يفت المتحدث الاقليمي للخارجية الامريكية، سامويل ويربرغ، أن يشير في الوقت نفسه إلى أن “ايران لديها قائمة طويلة من الانشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة”.

وتعليقا على تصريحات المبعوث الأميركي، اعتبرت الحكومة اليمنية أنها لا ترى أي تغير في الموقف الأميركي تجاه اليمن. لكنها حذرت من “شرعنة المليشيا”. بينما اعتبرت جماعة الحوثي انها لا تنتظر اعترافا امريكيا، ولا تسعى لنيل رضا أمريكا أو اعترافها.

تأتي التصريحات الامريكية، عقب ايام على فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات مالية على جماعة الحوثي اليمنية، وذلك بعيد اتهام الخارجية الأميركية الجماعة بتعطيل وقف إطلاق النار في اليمن. ورفض مقترح امريكي وصفه بانه “معقول وعادل لوقف اطلاق النار”.

يشار إلى أن الاسابيع القليلة الماضية، شهدت حراكا دبلوماسيا مكثفا بين الرياض ومسقط وصنعاء، سعيا لإرساء وقف لإطلاق النار في اليمن. لكن المساعي لم تسفر عن تقدم ملموس، أمام اصرار الحوثيون على وقف التحالف عملياته في اليمن وفتح المطارات والموانئ، أولا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى