ورد الان .. “الانتقالي” يهدد التحالف بالطرد ويلوح باستهداف مصالح السعودية وامريكا وفرنسا (تفاصيل)
الاول برس – متابعة خاصة:
هدد ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للامارات، التحالف العربي بطرده من جنوب اليمن، ملوحا باستخدام أهم وأخطر اوراق الضغط التي يملكها -حاليا- واستهداف مصالح السعودية والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا، ضمن رده على التحذير الامريكي البريطاني الفرنسي من تدخل دولي حاسم لوقف جنونه وتقويضه امن واستقرار اليمن ووحدته.
وبخلاف الرد الرسمي للمجلس على الرسائل الامريكية البريطانية الفرنسية المنددة بتصعيده السياسي والعسكري في جنوب اليمن، والمطالبة له بالتوقف فورا عن التصعيد والانخراط في مفاوضات استكمال تنفيذ اتفاق الرياض كاملة؛ عمد لتعميم تهديدات عبر سياسيي المجلس وناشطيه البارزين والوسائل الاعلامية الموالية له.
جاء ذلك في تغريدات ومنشورات نارية لعدد من ابرز سياسيي المجلس الانتقالي وناشطيه، ومنهم المحلل السياسي, محمد حبتور, الذي عمد لتكرار ما كان صرح به رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في لقاء مع قناة سكاي نيوز” الاماراتية، عن كونه عامل امن وسلامة الملاحة الاقليمية والدولية عبر مضيق باب المندب.
وقال المحلل السياسي التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي، محمد حبتور، في حديثة لقناة “الغد المشرق” الممولة من الامارات: إن استعادة -ما سماه “الدولة الجنوبية” هو الطريقة الوحيدة المتاحة أمام هذه الدول لاسيما الدول الإقليمية او الدول العربية، لضمان تأمين مصالح الدول وخطوط الملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب.
مضيفا في حديثه لبرنامج “”زووم سياسي”” على القناة الاماراتية “الغد المشرق” بقوله: ”أصبحوا اليوم يعلمون أهمية استعادة هذه الأرض وهذه الجغرافيا لتامين مصالح الدول وخطوط الملاحة الدولية ولا يعقل باب حال من الأحوال ان تترك الدول هذه المناطق الحساسة في قبضة مليشيات إرهابية سواء كانت إخوانية أو حوثية” حد زعمه.
وتابع: “كل الدول تعلم أهمية إبقاء هذه الأرض مؤمنة ولم يطهرها من الإرهاب والجماعات الإرهابية إلا القوات الجنوبية سواء كان في أبين او عدن، سواء النخبة الشبوانية والحضرمية وهذا ما اثبت وحدث بالوقائع والشواهد “. في اشارة للجيش الوطني، الذي يصر الخطاب الاعلامي والسياسي الاماراتي على وصمه بـ “المليشيا الاخوانية”.
من جانبه، تساءل القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، وضاح بن عطية، خلال منشور له على حساباته في التواصل الإجتماعي “تويتر” و”فيس بوك”، قائلاً :” هل تعرفون لماذا تتعامل أمريكا وفرنسا مع علي محسن الأحمر في حضرموت وشبوة، وفي الوقت ذاته يعتبرون المظاهرات الشعبية في شبوة ووادي حضرموت تصعيد ؟!”.
زاعما في سياق الاجابة على تساؤله:” لانه إذا تعاملت أمريكا وفرنسا مع الجنوبيين فإن أتباع علي محسن (الارهابيون) سيفجرون أنابيب النفط والغاز“؟!. بخلاف الوقائع المثبتة لتنفيذ مليشيات الانتقالي الجنوبي الممولة من الامارات هجمات متلاحقة على انابيب النفط والغاز في شبوة وحضرموت. حسب اعلانات مسؤولي اجهزة الامن.
وتابع القيادي في المجلس الانتقالي، وضاح بن عطية، ملوحا ضمنيا باستهداف المصالح الاجنبية وفي مقدمها الامريكية في جنوب اليمن قائلا: “إذا أراد الجنوبيون إخضاع أمريكا وغيرها فما عليهم إلا تعطيل كل مصالحهم في الجنوب “. مردفا في التصريح بالتهديد للولايات المتحدة وفرنسا: إن “العالم لا يفهم لغة الحق بل يفهم حق القوة”.
داعيا من سماهم “شعب الجنوب” إلى “الالتفاف خلف قيادة الإنتقالي والضغط عليها حتى تطهير كل شبر من الأرض الجنوبية ومن يقف أمامنا علينا مقاومته بدون خوف فنحن على حق وحقا على الحق أن ينصر الحق”. وفق تعبيره، في تأييد تصريح مماثل لرئيس المجلس عيدروس الزبيدي، توعد فيه باجتياح شبوة وحضرموت والمهرة.
وفجرت تصريحات مرئية للقيادي في المجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا الدكتور سليم النهدي ردا على التحذير الامريكي والبريطاني والفرنسي للانتقالي، قال فيها “إن خيار التحالف مع الحوثيين أقرب لنا من السعودية”، موجة انتقادات واسعة من النخب السعودية والخليجية، اعتبرتها “تكشف النوايا الخبيثة للمجلس الانتقالي واهدافه ومن يدعمه”.
القيادي الانتقالي، سليم النهدي قال في مقطع فيديو له: إن المجلس الانتقالي ليس من مصلحته انتصار التحالف العربي بقيادة السعودية ولا انتصار الشرعية على مليشيا الحوثي وانتهاء الحرب. منتقدا مشاركة الوية العمالقة الجنوبية في معارك تحرير محافظة البيضاء من الحوثيين. وقال:“لو خيرونا بالتفاهمات بين السعودية والحوثيين لاخترنا الحوثيين”.
وجاءت الردود على تصريحات النهدي التي جاءت ردا على تحذير امريكي للانتقالي بموقف دولي رادع ضد تصعيده في المحافظات الجنوبية وسعيه لفصل جنوب اليمن الذي اعتبرته واشنطن تهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة؛ هجومية ولاذعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، بوصفه كيانا يضمر نوايا واهداف خبيثة تبعا لجهة دعمه، في اشارة للامارات.
الاكاديمي السعودي الدكتور خالد ال عميل السبيعي، قال بأن تصريحات النهدي “تكشف بالضبط الأهداف الخبيثة للإنتقالي واهداف من يدعمه”. مضيفا في تغريدة بموقع “تويتر” الجمعة: “ويؤكد التقارير التي تقول ان الإنتقالي يُهرب الأسلحة للحوثة وان اهدافهما واحده”. بينما اكتفى الإعلامي السعودي ممدوح الرفيدي بالقول: “تصريحات النهدي والانتقالي وصلت:.
من جانبه، علق السياسي السعودي البارز سليمان العقيلي بتغريدة في حسابه بموقع “تويتر” على تصريحات القيادي في الانتقالي سليم النهدي، قائلا: “وماتخفى صدورهم وصدور داعميهم اكبر”. بينما كان استاذ القانون الدولي في جامعة الكويت د. فايز النشوان أكثر صراحة في تسمية الاجندة التي يسعى الانتقالي إلى تنفيذها، وجهة دعمها وتمويلها.
وقال استاذ القانون الدولي في جامعة الكويت د. فايز النشوان في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” الجمعة: إن “المجلس الإنتقالي الذي بفتعل التصعيد بمحافظات اليمن الجنوبية ويهدد وحدة الأراضي اليمنية بتوجيهات مباشرة من دولة الامارات وهو أمر مرفوض عربياً ودولياً و”أمريكياً”. مردفا: “لن يقبل أحد بتقسيم اليمن مهما كان”.
عبرت تصريحات النخب الخليجية اللاذعة ضد المجلس الانتقالي عن شريحة واسعة في منطقة الخليج العربي تعتبر الانتقالي خطرا يهدد أمن اليمن والخليج والجزيرة العربية. في حين اعتبر مراقبون أن “تصعيد سياسيي الانتقالي وناشطيه ضد السعودية، يأتي بايعاز اماراتي، بالنظر إلى الخلافات التي تصاعدت بين ابوظبي والرياض، في الآونة الأخيرة”.
وأثارت خطابات رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، الاخيرة، مخاوف وقلق المجتمع الدولي، عقب تهديده التحالف بقيادة السعودية بفرض خيار الانفصال بالقوة في حين لا يزال يعرقل عودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن، ويرفض الاستمرار في مفاوضات استكمال تنفيذ اتفاق الرياض وآليته المزمنة، وبخاصة الملحقين الامني والعسكري.
الولايات المتحدة الامريكية، أكدت على لسان القائمة بأعمال السفير الأميركي لدى اليمن، كاثي ويستلي، الخميس، أن الخطاب التصعيدي والإجراءات في محافظات اليمن الجنوبية يجب أن تتوقف. مضيفة في بيان مقتضب: «نحثّ الأطراف على العودة إلى الحوار الذي يركز على تنفيذ اتفاق الرياض ووضع مصلحة الشعب اليمني في المقام الأول».
وتابعت القائم باعمال السفير الامريكي، على حساب السفارة الرسمي بموقع «تويتر» محذرة المجلس الانتقالي الجنوبي، برد دولي يوقف تصعيده وينهي نفوذه ومعه الاجندة التي يسعى إلى تحقيقها جنوبي اليمن، بقولها: «أولئك الذي يقوضون أمن اليمن واستقراره ووحدته يخاطرون بالتعرض للرد الدولي ومضاعفة المعاناة في اليمن وإطالة أمدها».
من جانبه، عبر سفير المملكة المتحدة البريطانية لدى اليمن، مايكل آرون ، الجمعة ، عن “القلق البالغ من التصعيد الأخير في الجنوب الذي يخالف اتفاق الرياض الموقع بين الطرفين”. داعياً الى ضرورة “إنهاء الإجراءات الاستفزازية والعودة الفورية إلى طاولة المفاوضات في ظل الوساطة السعودية من اجل التنفيذ الكامل لاتفاق الرياض”.
بالتزامن، قال سفير جمهورية فرنسا لدى اليمن، جان ماري صفا، في تصريحات أدلى بها لصحيفة “الشرق الأوسط” الجمعة: إن بلاده قلقة من التطورات الأخيرة في جنوب اليمن. مضيفا: “يجب التطبيق الكامل والشامل لاتفاق الرياض وعودة الحكومة الشرعية الى عدن العاصمة المؤقتة بأسرع وقت ممكن لكي تخدم الشعب اليمني والمواطنين”.
وأكد السفير الفرنسي أيضا وجوب “وقف التصعيد في القرارات الاستفزازية والخطابات من كل الأطراف». وتابع: «فرنسا تدعم بقوة اتفاق الرياض نحو الحل السياسي الكامل والشامل تحت رعاية الأمم المتحدة، وتؤكد تمسكها بوحدة وسلامة أراضي اليمن». ما اعتبره مراقبون “صفعة دولية ثلاثية” قوية، تضاف إلى موقف السعودية الذي اعلنته ببيان.
في الاثناء، دعا ناشطون في المجلس الإنتقالي الجنوبي للخروج فيما أسموها ” مليونية ” بساحة العروض لرفض التصريحات الامريكية والبريطانية والفرنسية ضد المجلس وللمطالبة بطرد السعودية من عدن، لافتين إلى أن “السعودية صارت عدوة للجنوب ويجب ان يتم طردها من عدن”. حد تعبيرهم، المتزامن من تصريحات مماثلة لقياداتهم.
يشار إلى أن الامارات تبنت انشاء المجلس الانتقالي الجنوبي، سياسيا وماليا واعلاميا وعسكريا، ومولت انشاء تشكيلات عسكرية هائلة تابعة له، للانقلاب على الشرعية اليمنية وفرض انفصال الجنوب بدولة يحكمها المجلس، لخدمة مصالح واطماع ابوظبي في اليمن.