عاجل .. تدهور مفاجئ وخطير لصحة رئيس الوزراء وطائرة اسعاف تنقله للعلاج (صور)
الاول برس – خاص:
أكد مسؤولون يمنيون في الشرعية أن “تدهورا مفاجئا وخطيرا في صحة رئيس الوزراء استدعى الجمعة اسعافه ونقله بطائرة للعلاج في احد المستشفيات المتخصصة بحالته الصحية في جمهورية مصر العربية”.
موضحين أن “صحة رئيس الوزراء اليمني الأسبق محسن العيني تدهورت ما استدعى نقله بطائرة لتلقي العلاج في أحد مشافي القاهرة”. دون أي تفاصيل اضافية عن طبيعة المرض الذي الم به واستدعى اسعافه.
يعد محسن احمد حسن العيني المولود في قرية الحمامي بمديرية بني بهلول جنوبي العاصمة صنعاء عام 1932، من أشهر من شغلوا منصب رئيس وزراء في اليمن الجمهوري، حيث شغله خمس مرات في شمال اليمن.
اختير العيني عام 1947 ليكون أحد الطلبة اليمنيين الموفدين للدراسة في بيروت برفقه أخيه الأكبر علي أحمد العيني وكانا ضمن “بعثه الأربعين” الشهيرة، ثم أنتقل لإتمام تعليمه في القاهرة حيث تعرف على اكبر دعاة التغيير.
تعرف العيني في مصر على أثنين من كبار دعاة الإصلاح في اليمن خلال القرن الماضي وهما قادة اليمنيين الأحرار أحمد محمد النعمان ومحمد محمود الزبيري حيث انخرط بعدها في صفوف الأحرار منذ بدايه الخمسينات.
وألتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1952 ثم ابتعثه الإمام أحمد بن حميد الدين للدراسة في فرنسا حيث قضى بها عامي 1955 و1956 قبل أن تقطع المنحة الدراسية ويعود إلى القاهرة ويعكف على الكتابة والتأليف.
في العام 1957 أصدر كتابه “معارك ومؤامرات ضد قضية اليمن” الذي كان آنذاك بمثابة منشور تحريضي ضد نظام حكم الإمامة، وفي بداية العام 1958 إنضم لحزب البعث العربي الاشتراكي وشارك في ترتيبات المعارضة اليمنية للانقلاب على حكم الإمامة.
وبعد إعلان ثورة 26 سبتمبر 1962م وإقامة النظام الجمهوري في شمال اليمن عُين وزير للخارجية ثم مندوبا دائما لليمن لدى الأمم المتحدة، وألقى أول خطاب باسم الجمهورية العربية اليمنية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1962.
في إبريل 1963 قدم أوراق اعتماده للرئيس الأميركي جون كيندي كأول سفير لليمن لدى الولايات المتحدة، عاد بعد ذلك إلى اليمن في إبريل عام 1965 وعُين وزير للخارجية في حكومة النُعمان حيث كانت حرب اليمن على أشدها.
لكن حكومة النُعمان استقالت في يوليو عام 1965 وعاد العيني سفيرا لليمن في واشنطن قبل أن يستقيل احتجاجا على الأوضاع في اليمن وتنامي التدخلات المصرية والسعودية في شؤون اليمن وادارته بداية أكتوبر عام 1966 .
في نوفمبر عام 1967 عُين رئيسا للوزراء للمرة الأولى بعدما نجح ضباط الصاعقة والمظلات في تنفيذ انقلابا ضد المشير عبد الله السلال، لكن الصراع اندلع بين العسكريين وترك العيني الوزارة وعاد سفيرا لليمن لدى الأمم المتحدة ثم الاتحاد السوفيتي.
طَلب منه ثاني رئيس للجمهورية في شمال اليمن القاضي عبد الرحمن الإرياني تشكيل الحكومة في يوليو 1969 لكنه أعتذر بعد شهر قضاه في اليمن ثم عاد الإرياني وكلفه بتشكيل حكومته الثانية التي شكلها العيني في فبراير 1970.
وفي عهد حكومته الثانية أعلنت السعودية احتواء الثورة في اليمن، بابرام ما سمته “المصالحة الوطنية بين اليمنيين” في 23 مايو عام 1970، ليواجه العيني صراعا مع قيادات الجيش ومؤسسة القبيلة المحتواه سعوديا، ويستقيل وحكومته الثانية.
قدم العيني استقالة حكومته الثانية في 23 فبراير 1971. لكن القاضي الارياني الح عليه وكلفه بالاعمال بعد ستة أشهر فقط، ثم بتشكيل حكومة ثالثة منتصف سبتمبر عام 1971م، وتفاقمت الصراعات بين جناح السعودية والجناح الجمهوري، وافلست خزينة الدولة.
وفي 27 أكتوبر 1971 وقع عن شمال اليمن اتفاقية الوحدة مع جنوب اليمن، بعد حرب شطرية استمرت عدة أشهر بين الشطرين، إلا أن الضغوط تصاعدت ضد العيني بعد هذه الاتفاقية فقدم استقالة حكومته الثالثة في 30 ديسمبر 1972.
أنتقل العيني بعد ذلك سفيرا لليمن في لندن، وبعد الانقلاب الابيض على القاضي الارياني وسيطرة إبراهيم الحمدي على السلطة كُلف العيني بتشكيل حكومته الرابعة والأخيرة في 19 يونيو عام 1974 ودخل في صراع مع العسكر الذين أقالوه في 16 يناير 1975م.
وفي نوفمبر عام 1979 عُين العيني مرة أخرى في وظيفته الأولى مندوبا لليمن لدى الأمم المتحدة ثم سفيرا في عدة دول كان أخرها الولايات المتحدة التي بقي بها سفيرا لليمن طيلة ثلاثة عشر عاما بين كانت بين عامي 1984 و1997.
يعتبر العيني الصندوق الاسود” لأهم واخطر الاحداث التي شهدها اليمن في احلك الحقب التاريخية التي مر بها، بدءا من خلفيات التحضير لاسقاط نظام الامامة والدور الخارجي، مرورا بقيام الثورة والتدخل السعودي والمصري وانتهائه بافراغ الثورة من اهدافها وفرض السعودية هيمنتها.
وأصدر العيني مؤلفات سياسية وغير سياسية عدة، ابرزها كتاب شهير بعنوان “خمسون عاما في الرمال المتحركة .. قصتي مع بناء الدولة الحديثة في اليمن”، صدرت طبعته الاولى عام 1999م، وتوالت طبعاته، رغم أنه لم يكشف كل شيء عن ما عاصره من احداث.