فاجعة وشيكة .. سكان العاصمة على موعد مع ايام عصيبة جدا تتهدد صغارهم وكبارهم بالوفاة قسرا (وثيقة)
الاول برس – متابعة خاصة:
اعلنت مؤسسة حكومية عن فاجعة وشيكة ستحل على ملايين المواطنين في العاصمة، خلال الساعات المقبلة، مبدية اعتذارها سلفا، عن عجزها وتعذر منعها وقوع الامر باعتباره خارجا عن يدها.
وقالت المؤسسة العامة للكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن، في تنويه رسمي، اليوم الخميس: “تنوه المؤسسة العامة لكهرباء عدن عن بدء الخروج التدريجي لعدد من محطات التوليد بسبب نفاد وقود الديزل”.
مضيفة، حسب ما نقل المكتب الاعلامي للمؤسسة: “وتناشد قيادة كهرباء عدن جميع الجهات المعنية بضرورة الإسراع بتزويد محطات الكهرباء، قبل خروج ما تبقى من محطات جراء نفاد الوقود”.
وتابعت مؤسسة الكهرباء في عدن، مخاطبة ملايين المواطنيين في العاصمة المؤقتة، قائلة: “وتعبر المؤسسة العامة لكهرباء عدن عن بالغ أسفها للمواطنين بسبب ارتفاع ساعات الانقطاعات جراء نفاد الوقود”.
يأتي هذا عقب تحذير أطلقته مؤسسة الكهرباء في عدن، من توقف أكثر من 80% من القدرة التوليدية للكهرباء بشكل كامل خلال الساعات القادمة بسبب “قرب نفاد وقود محطات الكهرباء نتيجة تأخر وصول الدفعة الرابعة من منحة النفط السعودية”.
وقالت مؤسسة كهرباء عدن في بيان ليل الثلاثاء: إن الوقود المتبقي من مادة الديزل بخزانات مصافي عدن يكاد يكفي لمدة لا تتجاوز يومين فقط، مما سيؤدي إلى زيادة ساعات انقطاع الكهرباء ودخول المدينة المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد بظلام دامس”.
بيان مؤسسة الكهرباء حذر من أن “نفاد الوقود يهدد بتوقف كافة محطات التوليد العاملة بمادة الديزل والتي تشكل أكثر من 80% من توليد كهرباء عدن” بالتزامن مع اشتداد حرارة الصيف اللاهبة، وما يترتب على ذلك من تداعيات.
في هذه الاثناء، عبر عدد من اهالي عدن، عن سخطهم العارم على تزايد ساعات انقطاع الكهرباء. وقالوا لوكالة “رويترز”: إن ساعات الانقطاع وصلت، أمس (الاثنين)، إلى خمس ساعات”. مبدين غضبهم لاستمرار تردي الأوضاع المعيشية والخدمات العامة.
وقال المواطنون في حديثهم لوكالة الانباء البريطانية، إن “تردي الخدمات العامة وبخاصة قطاع الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف إلى أكثر من 40 درجة مئوية لا يطاق وليس مبررا بعد مرور أكثر من ست سنوات من تحرير عدن من حركة الحوثي”.
المواطنون في العاصمة المؤقتة عدن اشاروا إلى أن تزايد ساعات انقطاع التيار الكهربائي “يتسبب علاوة على المعاناة مع ارتفاع درجة الحرارة، في وفيات الاطفال الرضع وكبار السن والمرضى في غرف العناية المركزة في المستشفيات، وتوقف اعمال النظافة وتبعا انتشار الاوبئة”.
وأعلنت السعودية، في مارس الماضي عن “تقديم منحة مشتقات نفطية لليمن تبلغ 351 ألفا و304 أطنان من المازوت، و909 آلاف و591 طناً من الديزل”. موضحة أن المنحة تبلغ قيمتها 422 مليون دولار ومخصصة لتشغيل أكثر من 80 محطة كهرباء في المحافظات المحررة”.
لكن منحة المشتقات النفطية التي خصص فريق لإدارتها من البرنامج السعودي لإعادة اعمار اليمن، لم تصل كاملة ووصلت منها دفعات في الأشهر الثلاثة الماضية إلى محافظات عدن وحضرموت والمهرة، في ظل وضع السعودية عددا من الشروط لاستمرار تدفع دفع المنحة.
واشترطت السلطات السعودية لإستمرار المنحة النفطية “قيام الحكومة اليمنية بإصلاحات هيكلية وتمويلية في القطاع المتعثر”، واشراف فريق ادارة المنحة على تحصيل ايرادات مؤسسة الكهرباء، وغيرها من الشروط التي اعتبرها مراقبون “انتهاكا لصلاحيات الحكومية واختصصاتها السيادية”.
يشار إلى أن متخصصين في قطاع الكهرباء والطاقة اتفقوا في أن “منحة المشتقات النفطية السعودية لن تحل مشكلة الكهرباء التي تعاني من ترد مزمن في وضعيتها بسبب الحرب والفساد الاداري والمالي”. ورأوا ان الحل “يكمن في انهاء الفساد المالي والاداري والغاء عقود شراء الطاقة، وكسر احتكار استيراد المشتقات النفطية”.