أخبار اليمن

الأمم المتحدة: رفض الحكومة اليمنية لحوار جدة بدا وكأنها تحولت لمشكلة أمام الجميع

الأول برس

 

أعتبرت مسؤولة رفيعة في الأمم المتحدة أن موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا (الشرعية) برفضها للحوار مع الانفصاليين الجنوبيين بشأن الأحداث الأخيرة في جنوبي البلاد، بدا كما لو أن الحكومة “تحولت إلى مشكلة أمام الجميع”.

 

وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، في تصريحات للصحفيين الليلة الماضية، إنه إلى حد الآن يعتبر موقف الحكومة اليمنية برفضها للحوار كما لو أنها تحولت إلى مشكلة أمام الجميع، خصوصاً وقد سبق إن كانت سبباً في تعطيل عدد من الحوارات بينها جولات حوار للجنة إعادة الانتشار في الحديدة.

 

وأكدت أن حوار جدة يعد المخرج الصحيح للأزمة التي نشأت في جنوبي اليمن بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، والذي أحكمت قواته سيطرتها فيي العاشر من أغسطس الفائت على مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة للبلاد، بعد قتال استمر أربعة أيام مع قوات حكومية.

 

وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، لا تزال ترفض الاستجابة لدعوة المملكة العربية السعودية لخوض حوار في جدة الانفصاليين المسلحين الذين يمثلهم “المجلس الانتقالي الجنوبي”،  وذلك لإيقاف التصعيد في جنوب اليمن ووضع حلول مناسبة للخلافات.

 

وذكرت ديكارلو أن الأمم المتحدة تتابع عن كثب مجريات حوار جدة وجهود المملكة العربية السعودية التي لاقت إشادات دولية واسعة في تبنيها للحوار والخروج بتفاهمات تمنع المزيد من تدهور الأوضاع في جنوبي اليمن.

 

وعبّرت عن امتعاضها من موقف الحكومة اليمنية إزاء حوار جدة وما يتصل به من تخفيض نسبة التوتر في جنوبي اليمن خصوصاً في محافظات شبوة وأبين وحضرموت، معتبرةً أن مثل هذا التصعيد لن يخدم إلا الجماعات الإرهابية.

 

وأفادت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، أن التقارير الواردة من شبوة وأبين تؤكد عودة التحركات للتنظيمات الإرهابية والقيام بأعمال تفجير مجدداً مما يتيح لتلك التنظيمات استغلال حالة الدفع العسكري وارتباط قيادات عسكرية يمنية بها.

 

وحول الوضع في غربي اليمن، قالت المسؤولة الأممية إن الاتفاق الذي توصلت إليه اللجنة المشتركة لتنسيق إعادة الانتشار في الحديدة أمس الاثنين، يشجع على مواصلة الاجتماعات للوصول إلى صيغة نهائية والاتفاق على بقية النقاط المختلف بشأنها.

 

وأشادت ديكارلو باسم الأمم المتحدة بما تم انجازه من لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، وتقدريها لرغبة الطرفين للوصول إلى حلول بمساعدة الفريق الأممي لإعادة الانتشار.

 

ومساء الخميس الفائت، جددت المملكة العربية السعودية، دعوتها للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، للانخراط بشكل فوري ودون تأخير، في حوار جدة التي دعت إليه الخارجية السعودية مسبقاً لمناقشة تداعيات ما جرى في مدينة عدن جنوبي اليمن.

 

وأحكمت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً، سيطرتها في 10 أغسطس، على كامل مدينة عدن العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وذلك بعد معارك عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام وأسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.

 

وفي اليوم ذاته طالب التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن، الانتقالي الجنوبي، بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها في عدن، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه، فيما دعت الرياض طرفي الاقتتال إلى حوار عاجل في المملكة.

 

ورفض المجلس الانتقالي الانفصالي سحب قواته، لكنه رحب بالدعوة إلى الحوار، فيما رفضت الحكومة اليمنية إجراء أي حوار إلا بعد تنفيذ الانفصاليين لطلب التحالف بسحب قواتهم من المواقع التي سيطروا عليها.

 

وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014.

 

ويهدد القتال في الجنوب بين من يفترض أنهما شريكان في التحالف الذي تقوده السعودية، بتعقيد إنهاء صراع دامي مستمر في هذا البلد الفقير للعام الخامس على التوالي، راح ضحيته عشرات الآلاف وتسبب في “أسوأ أزمة إنسانية في العالم” وفق الأمم المتحدة.

 

ويملك المجلس الانتقالي الانفصالي عشرات الآلاف من المقاتلين سلحتهم ودربتهم وتدعمهم الإمارات.

 

وبسبب تعثر مفاوضات جدة بين الشرعية والانتقالي، أصدرت السعودية والإمارات ، مساء الأحد بيان مشترك دعتا خلاله ، الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح، إلى وقف العمليات العسكرية في جنوب البلاد.

 

وتتهم الحكومة اليمنية دولة الإمارات بالانحراف عن أهداف التحالف ودعمها المجلس الانتقالي الجنوبي في ما تسميه “تمرد وانقلاب” عليها، إثر سيطرة قواته على مدينة عدن وثلاث محافظات مجاورة.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى