أخبار اليمن

رسميا .. السعودية تقدم طارق عفاش قائد بديلا للجيش وتحتفي باتهاماته للشرعية بالفشل والفساد والتآمر!

الاول برس – خاص:

بدأت السعودية الترويج لقائد جديد بديل للجيش الوطني، عبر مهاجمة الشرعية وقيادة الجيش وحملة تسويق واطراء لطارق عفاش، قائد قوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” الممولة من الامارات في مدن الساحل الغربي المحررة.

جاء ذلك عبر حوار صحفي اجرته مع طارق عفاش، صحيفة “عكاظ” ثاني منابر النظام السعودي بعد صحيفة “الرياض”، أفردت له صفحتان، بجانب مانشيتات على صدر صفحتها الاولى، تمتدح التحالف ودعمه لليمن عسكريا وانسانيا.

قدمت الصحيفة، طارق عفاش بوصفه “قائداً للمقاومة الوطنية اليمنية، ومن القادة المتفانين في مواجهة المليشيات الحوثية”، وأطرته بأنه “تبلي قواتكم بلاءً حسناً وتسطر أروع البطولات في مواجهة المليشيات الحوثية في الساحل” الغربي لليمن.

واحتفت في المقابل باتهامات طارق قيادة الشرعية والجيش بالفشل والعجز والفساد والتآمر، في سياق اسئلتها الموجهة التي تسعى لاتاحة المجال امام طارق لانتقاد الشرعية ممثلة بالرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن وقيادة وزارة الدفاع.

في هذا، رد طارق عفاش على سؤال عن تقييمه المنظومة العسكرية اليمنية الراهنة، بقوله: “المقاتلون على الأرض في كل الجبهات أبطال وشجعان ومؤمنون بقضيتهم لكن الإدارة العسكرية في بعض الجبهات مختلة ولا بد من معالجتها”.

مضيفا إلى اتهاماته الشرعية: “وهذا يشمل الأداء الإداري والاقتصادي وحتى الخطاب الإعلامي، فهناك قصور كبير لا يتواكب مع التضحيات المبذولة من قبل المقاتلين في الجبهات أو الظروف التي يستحقها الشعب ويجب على الشرعية تحقيقها”.

وفي رده على عوائق توحيد الجهود العسكرية ضد الحوثيين، اتهم طارق قيادة الشرعية والجيش بأنها عائق امام هذا التوحيد المطلوب، وأنه نادى به مرارا، مرجعا تعذره إلى مواقف قيادة الشرعية والجيش، ممثلة بالرئيس هادي ونائبه علي محسن.

جاء ذلك بقوله: “نحن منذ تأسيسنا للمقاومة الوطنية ظل صوتنا مرتفعاً بالمطالبة بتوحيد الجهود ورص الصفوف. المليشيا الكهنوتية تستفيد من تجزئة المعركة وتشتت الجبهات والجهود، وأعتقد أن الدروس التي شاهدناها جرّاء ذلك هي دروس كافية”.

مضيفا في تبرئة نفسه من إعاقة توحيد الصفوف بالتمرد على الشرعية ممثلة في الرئيس هادي ونائبه وقيادة وزارة الدفاع: “واعتقد أن الرغبة موجودة لدى الجميع لتوحيد الجهود، لكن البعض يتعثر بمخاوفه ووساوسه غير المنطقية وغير الواقعية”.

وتابع طارق عفاش، يكيل الاتهامات الباطلة لقيادة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي ونائبه علي محسن وقيادة وزارة الدفاع، بالتسبب في اطالة امد الحرب، قائلا: “والبعض يمنعه الفساد وواقع الفساد داخل المعركة، والذي يستفيد منه بطريقة أو بأخرى”.

مردفا: “وأنا أقول لهؤلاء: الجميع في خطر، اليمن في خطر، ومصالحك التي تحاول تنميتها بالعصبوية والاستئثار ومصادرة الآخرين، ستسقط أمام هذا الخطر الذي سيبتلعك مع مصالحك إن لم تعد إلى الرشد وإلى إعطاء الأولوية المطلقة للمصلحة العامة”.

وأظهر طارق عفاش تشفيه من الاختراقات المتلاحقة مؤخرا للحوثيين في شبوة ومارب، في سياق رده على سؤال محاوره ما إذا كان “يرى أن الجيش اليمني قادر على حماية مأرب من اجتياح المليشيا الحوثية، باعتبارها ذات ثقل اقتصادي مهم جدًا؟”.

أجاب طارق، اجابة تنطوي على تقزيم اهمية دور الجيش الوطني في معارك مارب وتصويره ثانويا، بقوله: “بفضل الأداء البطولي الكبير لأبناء قبائل مأرب وبإسناد الدعم الجوي لقوات التحالف، يستطيع الجيش حماية مأرب بل واستعادة تقدماته السابقة”.

كذلك ما يخص جبهات الساحل الغربي؛ اتهم طارق عفاش، الشرعية بالتفريط والتآمر على تحرير الساحل الغربي من الحوثيين، عبر توقيع الشرعية مع الحوثيين اتفاقية استوكهولم في السويد، برعاية دولية والامم المتحدة، نهاية ديسمبر من العام 2018م.

وقال: “قوات المقاومة الوطنية حالياً تتولى مع رفاق السلاح جبهة الساحل الغربي، لقد حققت هذه الجبهات انتصارات متلاحقة ولم تخسر معركة واحدة خاضتها ضد الحوثي منذ بداية حرب التحرير” متجاهلا هزائم قواته في معارك مديريتي الدريهمي والجاح وغيرها.

مضيفا: “ولكن جاء اتفاق السويد وأوقف التقدم في هذه الجبهة بسبب أجندة صراع سياسي يمني غير وطني، وبسبب موقف المجتمع الدولي، ولذا فقواتنا تحمي المناطق المحررة”. في إدعاءٍ اخر للوطنية والبطولة على حساب اتهام وتخوين قيادة الشرعية والجيش.

وتابع يسوق ادعاءاته البطولية المبنية على اتهام الشرعية: “الجميع يعلم أن هذه الاتفاقية فرضت على المقاومة في لحظات كانت القوات على بعد بضع كيلو مترات من حسم المعركة أمام انكسار وتراجع مليشيات الحوثي، وهو اتفاق مرعي دولياً بين الشرعية والحوثي”.

لم يكتف طارق عفاش، باتهام قيادة الشرعية والجيش بالفشل في حسم الحرب والانتكاسات في عدد من الجبهات، بل زاد عليها اتهامها بالتسبب المباشر في تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والامنية في المناطق المحررة وتفاقم معاناة المواطنين هناك بفعل التمرد.

وقال: “حكومتهم هي ضحية خلافاتهم، والمناطق المحررة واليمن كلها تدفع الثمن جرّاء ذلك”. مردفا: “والحقيقة أن القوة العسكرية وحدها ليست قادرة على تحرير الوطن إذا لم تتوافر للمواطنين في المناطق المحررة الأجواء الآمنة وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي لهم”.

مضيفا: “الاختلافات التي تحدث بين الاطراف السياسية، هي خدمة مجانية للحوثي وتؤخر معركة الانتصار ويجب تقديم حسن النية والعمل بصدق بعيداً عن التآمر واختلاق الذرائع”. معتبرا أن توقيع اتفاق الرياض “فرصة لتحقيق اختراق ايجابي لاصلاح اداء الشرعية”.

وتابع: “تم التوقيع على اتفاق الرياض، وكان إنجازاً وطنياً سياسياً برعاية التحالف العربي، ولا تزال فرصة هذا الاتفاق في تحقيق اختراق إيجابي في إصلاح أداء الشرعية وتوحيد الصفوف في مواجهة الحوثي، وندعو طرفي الاتفاق إلى تدارك الوضع قبل فوات الأوان”.

في المقابل، انحاز طارق عفاش، لتؤمه في التمرد على الشرعية والولاء لاجندة الامارات، بتشديده على أنه وقواته يحظى بالشرعية مما اسماه “لقبول الشعبي ودعم الناس لنا ورفضهم للحوثي وسياسته”، وبالمثل ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” في جنوب البلاد.

وقال: “على الرغم من عدم تمثيلنا في هذا الاتفاق فإن ما يهمنا هو أن تترك الأطراف السياسية الحكومة تنفذه. الحكومة مشكّلة من الأطراف السياسية بمن فيهم الانتقالي، لذا لم تعد الحكومة طرفاً والانتقالي طرفاً، بل هي حكومة تمثل أطرافاً جميعهم يمثلون الشرعية”.

مضيفا: “هنالك من لم يستشعر المسؤولية بعد، أو أنه لا يبالي بالعواقب التي ستتفاقم إذا لم يوجد حل سريع وخطوات ملموسة للحد من معاناة المواطنين في المناطق المحررة، ويجب وضع حاجة المواطن فوق كل اعتبار، وهذا الأساس يمكن أن يوفق بين جميع الأطراف”.

مردفا: نحن لا ندعو لعدم الاختلاف بين الأطراف السياسية، بل ندعو للتعاون في ما هو متفق عليه والحوار المستمر في ما فيه اختلاف، ومهما كان الاختلاف كبيراً فيجب أن لا يصل إلى حد الاشتباك المسلح”. في انتقاد للجيش الوطني وسعيه لبسط سيادة الدولة.

وأقر -ضمنيا- باشتراكه في تقديم نموذج سيء للتحرير بإهمال احتياجات المواطنيين، بقوله: “مالم تخدم الحكومة مصالح الشعب في المناطق المحررة من النفوذ الحوثي أو حتى داخل مناطق الحوثي، فإنها تجازف بمشروعيتنا جميعا وتقدم خدمة مجانية للحوثي ولإيران”.

يأتي هذا في وقت يصر طارق عفاش على انكار الاعتراف بشرعية الرئيس هادي والحكومة، حتى حين سأله محاوره، نائب رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” عبدالله آل هتيلة “لماذا لم تنخرطوا ضمن طاقم الحكومة الشرعية اليمنية وهل لكم مطالب أو شروط أو ملاحظات على أدائها”.

تهرب طارق من الاجابة بزعم مفهوم اخر للشرعية يتجاوز الاعتراف أو الامتثال للرئيس هادي ونائبه والحكومة، قائلا: “الشرعية مفهوم وطني يجمع المؤسسات الرمزية التي انقلب عليها الحوثي، ويحظى بدعم التحالف العربي والاعتراف الدولي ونحن نقاتل تحت هذه الرؤية”.

مضيفا: “أما موضوع المشاركة في أي تشكيل حكومي، فلم يعرض علينا الأمر”. وأكد منازعته الشرعية سلطاتها بقوله: “ونحن أعلنا تشكيل المكتب السياسي لنكون جزءاً من العملية السياسة الشرعية، وفي المناطق التي تتولى قواتنا تحريرها وحمايتها من الحوثي فإن مؤسسات السلطة الشرعية تعمل معنا”.

يشار إلى أن طارق عفاش، يفرض هيمنته وسلطاته على مدن الساحل الغربي المحررة، بوصفه حاكما عسكريا لها وللتشكيلات العسكرية الاخرى الموالية للامارات، ويهيمن على السلطات المحلية لها ومكاتبها التنفيذية وادارات الامن لصالح جني مكاسب شخصية وخدمة أجندة اطماع الامارات في اليمن.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى