أخبار اليمن

ورد للتو .. هذا ما قاله الرئيس هادي في الشهيد ضياء الحق الاهدل وأول اجراء عملي لمحافظ تعز

الاول برس – متابعة خاصة:

عبر الرئيس هادي عن المه العميق لاستشهاد السياسي والحقوقي الشهيد ضياء الحق الاهدل بجريمة اغتيال اثمة استهدفته لدى خروجه من منزله صباح السبت في شارع جمال بمدينة تعز، ويتهم بها طارق عفاش، وشقيقه عمار.

جاء ذلك في برقية عزاء بعثها رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، في “استشهاد ضياء الحق الأهدل، جراء عملية إرهابية غادرة وجبانة نفذتها عناصر إجرامية بمحافظة تعز”.

وبحسب وكالة الانباء الرسمية “سبأ”، فقد أشاد الرئيس هادي “بمناقب الشهيد وادواره البطولية في مواجهة المليشيات الحوثية، ومواقفه الانسانية والخيرية واسهاماته الفاعلة في المجال الاغاثي”.

معبراً عن “خالص التعازي وصادق المواساة بهذا المصاب الاليم، وسائلاً الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته، ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان”.

من جانبه، أصدر محافظ تعز نبيل شمسان، ليل السبت، في اول اجراء عملي حيال الجريمة، توجيها عاجلا بـ “سرعة تشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة”.

وقضت توجيهات المحافظ بـ “سرعة تشكيل لجنة برئاسة نائب مدير عام الشرطة وعضوية ممثلين عن الامن القومي والامن السياسي والاستخبارات العسكرية والمباحث الجنائية للتحقيق في حادثة اغتيال الاهدل وتعقب وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم العادل والرادع”.

واغتيل القيادي البارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح والمقاومة الشعبية بمحافظة تعز، ضياء الحق الاهدل، برصاص مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية، صباح اليوم السبت في شارع جمال وسط مدينة تعز.

إلى ذلك كشفت مصادر مقربة من الاستاذ ضياء الحق الاهدل، عن معلومات تظهر حقيقة هوية الجهة التي تقف وراء جريمة اغتياله صباح السبت لدى خروجه من منزله في شارع جمال بمدينة تعز، بوابل من رصاص مسلح.

وأفادت المصادر المقربة بأن “عمار عفاش، وكيل جهاز الامن القومي سابقا، يقف وراء جريمة اغتيال الشهيد الاهدل، لرفضه التقارب الذي يسعى اليه طارق عفاش بين قواته في الساحل الغربي والجيش الوطني في محور تعز”.

موضحة أن “الاستاذ ضياء الحق حذر أمس الجمعة القيادات السياسية والعسكرية في محافظة تعز من مغبة هذا التقارب، واعتبره مخططا خبيثا يستهدف المحافظة ويسعى للنيل من قوات الجيش والمقاومة الشعبية في تعز”.

المصادر أشارت إلى أن “الاستاذ ضياء أبلغ القيادات الحزبية والعسكرية في المحافظة بأن أي اتفاق مع قوات طارق صالح التابعة للإمارات يعتبر خيانة لدماء الشهداء الذين سقطوا بقناصات قواته وللجرحى ولليتامى وللأرامل”.

منوهة بأن “الاستاذ الاهدل أكد ان الاتفاق المزمع توقيعة سيدخل المحافظة في أتون الاقتتال والتصفيات وسيعمل على تفتيت المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني في المحافظة، وأعلن رفضه هذا التقارب باعتباره خديعة كبيرة”.

وكشفت وثيقة عن هوية ودوافع الجهة التي تقف وراء اغتيال القيادي في التجمع اليمني للإصلاح، ضياء الحق الاهدل، صباح السبت في مدينة تعز، بإطلاق وابل من الرصاص عليه عقب خروجه من منزله في شارع جمال.

تظهر الوثيقة، الشهيد ضياء الحق الاهدل يتقدم احدى كبرى التظاهرات الشعبية الاحتجاجية على التسويق لتقارب مع طارق عفاش والجيش الوطني في تعز، ورفضه عودة طارق لتعز على جماجم الشهداء من اطفال ونساء وشباب تعز.

وأفادت مصادر حزبية أن “مواقف ضياء الحق الاهدل، الواضحة والصريحة من طارق عفاش، قائد ما يسمى المقاومة الوطنية حراس الجمهورية، وفضحه مخططاته لإسقاط الشرعية في تعز، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه قاتله”.

موضحة أن “اغتيال الشهيد الاهدل، يأتي عقب اعلانه رفضا مطلقا لتمدد قوات طارق في مديريات تعز، وسيطرتها على موزع ثم الوازعية، والتقارب الذي يسعى إليه طارق مع الجيش الوطني في تعز بمسمى توحيد المعركة والصف الجمهوري”.

وأكدت المصادر أن “لا اعداء للشهيد الاهدل عدا الباطل، وعلى رأسه السفاح طارق عفاش، الذي يقف وراء قتل وجرح الآلاف من المدنيين الابرياء في تعز، عبر قناصته الذين كان يعدهم في معسكر بصنعاء طوال سنين الحرب وتحالفه مع مليشيا الحوثيين”.

والشهيد الأهدل أحد أبرز قيادات تجمع الإصلاح، وأبرز الوجاهات والشخصيات الاجتماعية في المحافظة، ومن أوائل من أسهموا في تشكيل المقاومة الشعبية ضد مليشيات الحوثيين، وعمل نائبا لرئيس مجلس المقاومة الشعبية في تعز.

كما عمل الشهيد مسؤولا على ملف الأسرى والمعتقلين في المحافظة، وقاد الإشراف على عدد من صفقات تبادل الأسرى بين الجيش الوطني والحوثيين، ويعد أبرز القيادات التي شككت في نوايا طارق عفاش تجاه محافظة تعز”.

ويدير عمار عفاش جهاز الاستخبارات التابع لقوات شقيقه طارق والقوات الاماراتية في اليمن، ويُعد المتهم الرئيس بالإعداد والتخطيط لمئات الاغتيالات التي طالت سياسيين وامنيين وعسكريين وأئمة مساجد في جنوب البلاد، منذ بدء الحرب.

يأتي اغتيال الاهدل عقب ايام على اعلان متحدث الجيش الوطني بمحور تعز، العقيد عبدالباسط البحر، الالتحام مع قوات طارق عفاش، وتفجيره موجة غضب ورفض شعبي وسياسي واسعة، باعتبارها خديعة وفخا للجيش وتفريطا بدماء الشهداء.

ولم يتقبل سياسيون الاعلان مشككين في صحة البيان المنشور على الحائط الرسمي لمتحدث محور تعز، بقولهم: “لا يمكن للجيش الوطني ان يتحالف مع قاتل اطفال ونساء وشباب تعز، وقائد مليشيا متمردة على الجمهورية والشرعية والرئيس هادي”.

مؤكدين أنه “لا يمكن ان تكون هذه الخيانة من الجيش الوطني”. بينما عبر البعض عن عجزه “استيعاب حدوث مثل هذا الالتحام مع مليشيات متمردة تدين بالولاء المطلق للامارات واجندة اطماعها في اليمن، أو رضوخ الجيش الوطني لاملاءات التحالف”.

واستنكر كثيرون مد الجيش الوطني يده لمتهم بقتل الآلاف من ابناء تعز ونسائها واطفالها قنصا طوال سنين الحرب ابان التحالف الحوثي العفاشي ضد الشرعية، قبل ان تندلع المواجهات بين الحوثيين وعفاش ويلقى الاخير مصرعه مطلع ديسمبر 2017م.

وقال الناشط السياسي والحقوقي، خالد الانسي، على “تويتر” محذرا: “لم يغادر طارق عفاش صنعاء ليقاتل الحوثي وإنما غادرها لكي يسقط تعز ويستولي عليها تحت راية الامارات بعد ان عجز عن اسقاطها تحت راية ايران ولذلك تموضع على تخوم تعز مش حول صنعاء”.

من جانبه، خاطب العميد فيصل الشعوري دعاة “توحيد الصف الجمهوري” قائلا: “بلغوا فريق توحيد الصف وعلى رأسهم المسوري وقولوا لهم أن توحيد الصف يأتي من الخنادق وليس من الفنادق ويأتي من الداخل وليس من الخارج”.

مضيفا في تغريدة على حسابه بموقع التدوين العالمي المصغر “تويتر” قوله: “وبلغوهم أيضا أن توحيد الصف يحتاج إلى إرادة وطنية بمفاهيم جمهورية ومعايير ثورية تنطلق من منطلق المسؤلية والإيمان المطلق بعدالة القضية”.

وبدوره قال الناشط حسين محمد اسماعيل، في تغريدة على موقع “تويتر” : إن “الاتفاق بين الذي تم بين الدانق (تعني: الرخيص) طارق عفاش ومحور تعز يعتبر فخ ومؤامرة لتعز وابنائها، وله اهداف سياسية مؤدلجة بعيدة المدى”.

موضحا أن اهداف هذا “التقارب والالتحام” المخادع من جانب طارق عفاش “مخطط لها مسبقا من قبل الامارات، وسيتم من خلال هذا الاتفاق تسليم تعز للامارات بطبق من ذهب”. مردفا بهشتاق: #طارق_عفاش_طوق_بيد_الاماراتي”.

من جهتها، عبرت الناشطة حنان الفاشق عن رفض هذه المؤامرة، ونوهت بموقف قيادات في المقاومة الشعبية في تعز بقيادة الشيخ حمود المخلافي والتي “تقول أن أي تقارب مع قوات طارق عفاش يعني تسليم المدينة للإمارات”.

وأيدها الناشط بحساب “ابوبديع الهمداني” بتعليقه على تغريدة حنان الفاشق بموقع “تويتر”، قائلا: “تارك تنفاش، الحوثي، والانتعالي لافرق بينهم فكلهم اعداء الوطن، وينسقون ويتبادلون الادوار بينهم..والحقيقة واقعة وماثلة للعين”.

برز بين أهم اسباب رفض العديد من السياسيين والناشطين لما يسمى “التحام الجيش الوطني مع قوات طارق عفاش”، أن الاخير متمرد على الشرعية وولاؤه للامارات وقاتل سفاح قتل وجرح الآلاف من اطفال ونساء تعز.

ومن هؤلاء الناشط بحساب “عبدالله” عبر عن رفض أي تقارب بين الجيش الوطني وقوات طارق عفاش في الساحل الغربي، الممولة من الامارات والتي تساهم في حصار تعز، قائلا في تعليق له: “صح طارق قتل اهل تعز مع الحوثي”.

يأتي هذا عقب إعلان المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني في محور تعز، العقيد عبدالباسط البحر، موقف قيادة المحور من زيارة وفد من قوات طارق عفاش إلى تعز، الاثنين، مؤكدا امكانية تأجيل الخلافات البينية في سبيل توحيد المعركة ضد الحوثيين.

جاء ذلك في بيان اعتبر “صادما” نشره العقيد عبدالباسط البحر، على حائطه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، قال فيه: “عدونا الأول والأخطر لتعز واليمن والإقليم، هو مليشيات الحوثي ومن يساندهم دولاً أو هيئات أو منظمات”.

مضيفا في اعلان موافقة محور تعز: “فحتى لا نذهب بعيدا عن المعركة، وحتى لا نتوه وتنحرف بوصلة الصراع، وندخل في دوامات جديدة هامشية وصراعات جديدة جانبية، يجب علينا تذكر العدو الأول والتركيز عليه”. حسب تعبيره.

وتابع في تبرئة صفحة طارق عفاش من جرائمه بحق تعز وابنائها: “غريمنا الأول والأخير؛ من انقلب ومن ينهب ومن قتل ومن خطف وشرد.. ومن اسقط الدولة ويتحمل تبعات ذلك وكل ما نتج عنه، ولا براءة لمنتهك بالطبع”.

مردفا في حصر المسؤولية بمليشيا الحوثي الانقلابية وحدها: “لكن كل ما حصل ويحصل من بقية الاطراف سواء الداخلية او الخارجية هو نتيجة للانقلاب الأسود الدموي المشؤوم، مع عدم اعفاء الفاعل المباشر ابدا مهما كان”.

العقيد البحر، قال: “وفي المقابل فإن كل من يقاتل الحوثية، ويقف معنا في القضاء على خطرها على الشعب والوطن، وجرائمها – وفي مقدمتها جريمة الانقلاب على الشرعية والثوابت الوطنية والخروج والتمرد المسلح على اجماع اليمنيين – فنحن واياه سواء، وشركاء، ويدنا في يده، ومصيرنا مصيره، ولا اعتبار –بعد ذلك– لإسمه أو لرسمه وصفته !”.

مؤكدا التزام الجيش الوطني بطي صفحة الماضي والجراحات البينية (جرائم طارق بحق تعز) قائلا: “سنبتعد في خط سيرنا هذا الواضح البيِّن عن المعارك الجانبية التي تستهلكنا جهداً ووقتاً وامكانيات، وفي نفس الوقت تغذي وتقوي عدونا وتعمل على بقائه واستمراره أطول مدة ممكنة، وسنغلب الحكمة ولغة العقل والمنطق والمصلحة الوطنية العليا للبلد”.

واعتبر أن قوات طارق جمهورية، والالتحام بها توحيد للصف الجمهوري، بقوله: إن الحوثي لن ينجح في “محاولة شق الصف والتذكير بالخلافات السابقة واحياء التعصبات ومحاولة زرع الفتنة (فرق تسد)، ولن يكتب له النجاح باذن الله تعالى، ثم بوعي واخلاص وحنكة وحكمة ووطنية وتعالي وتسامي الصف الجمهوري فوق جراحاتهم البينية التي يمكن تجاوزها”.

مبررا لمعارضي الالتحام مع طارق عفاش، قائلا: “وفي هذا الاطار – وحتى نضع النقاط على الحروف – فإنه اذا كانت هناك من جرائم !! فالحوثي وممارساته هو جريمة الجرائم”. في اشارة لتجاوز جرائم قوات طارق والحرس الجمهوري في تعز وصنعاء وقنصهم المدنيين طوال السنوات الخمس الاولى للحرب وقبل مصرع علي صالح بأيدي الحوثيين.

واختتم المتحدث الرسمي باسم قيادة الجيش الوطني بمحور تعز، العقيد عبدالباسط البحر، بيانه بشأن التقارب بين الجيش الوطني وقوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” التي يقودها طارق عفاش، قائلا: “هذه هي معركتنا الحقيقية، وما دونها تفاصيل، ويمكن حلها، ويمكن تأجيلها، أو تجاوزها، أو .. أو .. ونستطيع ذلك بإذن الله تعالى”.

يأتي هذا عقب اعلن وكيل محافظة تعز، رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام (الموالي للشرعية) عارف جامل، عن وصول وفد عسكري تابع لقوات طارق في الساحل الغربي إلى تعز، وعقده لقاء مع قيادة الجيش الوطني في محور تعز، لتوحيد الجهود والمعركة في مواجهة الحوثيين. ما أثار ضجة وجدلا واسعا، تطغى عليه معارضة هذا التقارب.

وقال جامل، الذي سبق له أن دعا الرئيس هادي والحكومة إلى توحيد قوات طارق عفاش والانتقالي الجنوبي المدعومة من الامارات، في منشور على حائطة بموقع “فيس بوك” الاثنين: “استقبلت تعز وفدا عسكريا كبيرا لقائد المقاومة الوطنيه العميد طارق صالح والتقى بقيادات الجيش في تعز”. مضيفا:”الصف الجمهوري يتوحد نحو عدو واحد ومعركه واحدة”.

لكن هذه الدعوات قوبلت برفض سياسيين وعسكريين وناشطين، اعتبروا أن دعوة طارق وارسال وفد من قواته للقاء قيادة محور تعز “محاولة التفاف على الجيش الوطني”. وحذروا من “أطماع طارق ومن ورائه الامارات في تعز”. مؤكدين أن “طارق يسير على نهج عمه علي صالح عفاش في المراوغة والخداع والغدر والارتهان للخارج لأجل مصالحه الخاصة”.

وقاد طارق عفاش، حملة قمع كاسحة ضد الاحتجاجات المناهضة لعمه على عفاش في عام 2011. وخلال خدمته اللاحقة بصفوف قوات عمه المخلوع عام 2014، تحالف مع التمرد الحوثي، واسس معسكرا للقناصة في صنعاء، ظل يرسل منتسبيه لقنص اطفال ونساء ورجال تعز المدنيين خلال ثلاث سنوات من الحرب، حاصدا ارواح الآلاف من المواطنيين.

يشار إلى أن طارق عفاش، كان قد جدد في حوار مع صحيفة “عكاظ” السعودية، الجمعة، اتهامه قيادة الشرعية والحكومة والجيش الوطني بالفشل والعجز والتأمر، وارجع تأخر حسم المعارك إلى “افتقاد قيادة الجيش الخبرة في ادارة المعارك وفي الخطاب الاعلامي للمقاتلين، والفساد والمصالح الخاصة”. محاولا تقديم نفسه قائدا بديلا للجيش في مواجهة الحوثيين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى