شاهد .. جورج قرداحي يفجر جدلا واسعا وازمة دبلوماسية ويحصد عشرات الملايين (تفاصيل)
الأول برس – متابعة خاصة:
حصد الاعلامي المشهور بتقديم البرامج المسابقاتي “من سيربح المليون” دولار ثم العشرة ملايين ريال سعودي، جورج قرداحي، والمعين مؤخرا وزيرا للإعلام في الحكومة اللبنانية، عشرات الملايين من تصريحه الذي فجر جدلا واسعا وبوادر ازمة دبلوماسية كبرى، ويكسب ملايين التعليقات والمنشورات على خلفية تصريح له بشأن الحرب الدائرة في اليمن، ووصفه التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بأنه عدوان.
وأثار قرداحي بتصريح له في مقابلة مع برنامج “برلمان شعب”، اجريت في الخامس من اغسطس الماضي، وقبل تعيينه وزيرا للاعلام في حكومة لبنان، بنحو شهر، ضجة كبرى، بقوله إن اليمنيين في حالة دفاع عن النفس” واصفا “الحرب في اليمن بأنها عبثية”. وعبر عن ادانته العمليات العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية والامارات في اليمن، التي وصفها بالعدوان.
مع ترويج مقطع فيديو بهذه التصريحات السابقة لدخول قرداحي المعترك الحكومي، شرعت بعض القنوات المحلية، الى إشعار اللبنانيين على هواتفهم النقالة، بأن «أزمة ديبلوماسية خليجية» مع لبنان بدأت تلوح في الأفق على خلفية هذه التصريحات، لتكبر كرة الثلج اليوم، وتبدأ بحركة استدعاء سفراء لبنان لدى الإمارات، والسعودية، والكويت، والبحرين، وتسليم سفير اليمن مذكرة احتجاج.
وانتقدت وزارة الخارجية اللبنانية، تصريحات قرداحي، معتبرة أن كلام وزير الإعلام «شخصي» لا يعكس موقف الحكومة. وعمدت في بيان صادر عنها، إلى التذكير بإدانتها لـ «الهجمات الإرهابية» التي استهدفت السعودية. مشددة على عمق العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات، والكويت والبحرين، المنضوية في التحالف العربي العسكري في اليمن.
بدوره، رفض رئيس الوزارء نجيب ميقاتي هذه التصريحات، وأعلن في بيان، «تمسك لبنان بروابط الأخوة مع الدول العربية الشقيقة والمحددة بشكل واضح في البيان الوزاري للحكومة الذي ينطق باسمها ويعبّر عن سياستها وثوابتها رئيس الحكومة والحكومة مجتمعة». مضيفا: إنه والحكومة حريصون على نسج أفضل العلاقات مع السعودية، ويدينون اي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف أتى.
وأوضح ميقاتي، أن “كلام وزير الاعلام جورج قرداحي الذي يجري تداوله، والذي يندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بعدة اسابيع، فهو كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة اطلاقا، خصوصا في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب وتحديداً الاشقاء في المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي”.
يأتي هذا عقب استدعاء الإمارات السفير اللبناني لديها، الأربعاء، وأبلغته “احتجاجها واستنكارها على هذه التصريحات، التي تعد مهاترات تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية وتاريخ علاقات لبنان مع دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وتنم عن الابتعاد المتزايد للبنان عن أشقائه العرب”، وأنها “اساءت لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن” وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية وام.
وبالمثل فعلت كل من السعودية والكويت والبحرين، استدعت سفراء الجمهورية اللبنانية لديها وسلمتهم مذكرات احتجاج على خلفية ما اعتبرته هي الاخرى “تصريحات مسيئة للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن”. وهو الموقف نفسه الذي تبنته منظمة التعاون الاسلامي، ومجلس تعاون دول الخليج العربي، وغيرها من الهيئات والمنظمات الاقليمية.
كما سلم سفير اليمن لدى بيروت عبدالله الدعيس، الاربعاء، أمين عام وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان السفير هاني شميطلي، رسالة احتجاج واستنكار وزارة الخارجية وشؤون المغتربين للتصريحات الإعلامية الصادرة عن وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي في إحدى البرامج التلفزيونية.معربة عن “استغرابها الشديد من هذه التصريحات التي تسيء للعلاقات اليمنية- اللبنانية”.
وأشارت وزارة الخارجية في رسالة الاحتجاج، الى ان “تلك التصريحات تأتي خروجاً عن الموقف اللبناني الواضح التي عبرت عنه الحكومات اللبنانية المتعاقبة عبر ادنتها للانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية ودعمها لكافة قرارات الجامعة العربية وللقرارات الأممية ذات الصلة”. داعية الحكومة اللبنانية إلى “توضيح موقفها من هذه التصريحات التي لا تخدم العلاقات التأريخية بين البلدين الشقيقين”.
من جهته أعرب أمين عام وزارة الخارجية والمغتربين، عن انزعاجه الشديد عند سماعه للتصريح الصادر عن جورج قرداحي والذي صدر قبل تشكيل الحكومة اللبنانية وتوليه وزارة الإعلام..مؤكداً “موقف لبنان الثابت والداعم للحكومة الشرعية وكل مساعي السلام القائمة على المرجعيات المعترف بها دولياً وإقليمياً الصادرة عن الجامعة العربية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
في المقابل، غرّد الاعلامي جورج قرداعي على حسابه بموقع “تويتر” موضحاً أن “المقابلة أجريت قبل شهر من تعيينه كوزير للإعلام”، وأنه لم «يقصد أي شكل من أشكال الإساءة الى السعودية او الإمارات»، ولفت الى أنّه يعرف “الجهات التي تقف خلف هذه الحملات”، مؤكداً في الوقت عينه، موقفه من الحرب على اليمن، وأنّ وصفه لها بـ «العبثية» أتى عن «قناعة».
ولدى خروجه من اجتماع «المجلس الوطني للإعلام» الذي كان مقرراً مسبقاً لبحث الواقع الإعلامي وتقديم «رؤية إعلامية»، انتقد قرداحي الذين يدافعون عن الإعلام والرأي، وبدأوا الهجوم عليه، واستذكر حادثة اتهامه بقمع الإعلام عندما كان عائداً الى بيروت، ليتسلّم منصبه، واليوم يقومون بقمع آرائه، وإدانته، على كلام قاله قبل أن يصبح وزيراً.
قرداحي قال في تصريح له، الاربعاء، إنه لم يخطئ بحق أحد، مضيفاً: “لن أعتذر ولم أتهجم على أحد، وأنا ضد الحرب العبثية”. موضحا أنّه عندما يطالبه أحد بالإستقالة، سيقول له إنّه “جزء من حكومة متراصة”، مؤكّداً أنّ “من يدافع عن حرية الرأي والإعلام شن عليَّ أمس حملة اتهامات لا أساس لها”، في إشارة إلى الضغوط السعودية التي تمارس عليه.
وتابع، الاعلامي جورج قرداحي، المعين مؤخرا وزيرا للإعلام اللبناني: “لا يجوز أن نظل في لبنان عرضة للابتزاز لا من دول ولا سفراء ولا أفراد”، متسائلاً: “كيف يملون علينا من يبقى في الحكومة ومن لا يبقى، ألسنا دولة ذات سيادة؟”. ما أجج حملة الانتقادات الموجهة إليه من سياسي وناشطي السعودية والامارات ودول التحالف، وسياسيين لبنانيين موالين لها.
بدوره، شدّد رئيس المجلس عبد الهادي محفوظ على «النقد المطلوب» ودور الإعلام في «التصويب»، وعلى الإلتزام بالبيان الوزاري الذي «تطرق إلى بناء علاقات جيّدة مع الدول العربية»!. بينما استنكرت لجنة «دعم الصحافيين في جنيف» (JSC) «حملة الترهيب وخطاب الكراهية» التي تعرض لها الإعلامي اللبناني جورج قرداحي على خلفية رأيه في الحرب على اليمن.
وذكرت اللجنة بـ “ضرورة الإلتزام بميثاق شرف الصحافيين واحترام الحق في حرية الرأي والتعبير”، بخاصة أنّ تصريحات قرداحي «لم تتضمن أي انتهاك للكرامة الإنسانية ولم تتضمن أي تحريض على الكراهية أو العنف أو زعزعة أمن أي دولة». معتبرة ان حملات «الترهيب وخطابات الكراهية» تخالف كل القواعد والقوانين والاتفاقات الناظمة لعمل الصحافة وتعتبر «مساً خطيراً بكرامة وسلامة الصحافة والصحافيين».
من جانبها، علقت جماعة الحوثي الانقلابية على تصريحات جورج قرداحي والانتقادات الموجهة إليه. وأشاد وزير الإعلام في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، ضيف الله الشامي، بموقف وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن الحرب على اليمن التي اعتبرها “حرب عبثية يجب أن تتوقف”. معربا عن “استنكار الهجمة التي تعرض لها الوزير اللبناني على خلفية موقفه، وضرورة احترام حرية الرأي والتعبير”.
ونقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التابعة لسلطة الحوثيين في صنعاء عن الشامي أنه “يستغرب الحملة التي يتعرض لها الوزير قرداحي من قبل المأزومين والمنخرطين في صف تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن وكذا المؤيدين للتطبيع مع الكيان الصهيوني”. حسب قوله. معتبرا حديث الوزير قرداحي “لا يتضمن إساءة لأي دولة كما يحاول البعض تصويره وعلى رأسهم النظام السعودي”.
جورج فؤاد قرداحي، إعلامي لبناني ولد في فيطرون، قضاء كسروان، بمحافظة جبل لبنان، لبنان، في الأول من أيار 1950، ودرس العلوم السياسية والقانون في الجامعة اللبنانية، ولكن توجهه كان مختلفاً، حيث بدأ العمل الإعلامي خلال دراسته الجامعية، وحصل على العديد من الشهادات في دوراتٍ تطبيقية ودبلوم في الإعلام المكتوب والمسموع والمقروء من معهد لوفر في فرنسا.
وبدأت شهرة قرداحي الذي يتقن الإنجليزية والإيطالية والفرنسية، بالإضافة إلى اللغة العربية التي أولاها اهتمامًا خاصًا بدراسة ثقافة الأدب العربي، أتت من كونه إعلامياً. فعمل رئيسا لتحرير إذاعة مونت كارلو ثم انتقل إلى إذاعة “MBC.FM” في لندن عام 1994، وقدم على كبريات المحطات العربية برامج حققت شعبية كبيرة، كان أبرزها “من سيربح المليون” (2000-2003)، و”المسامح كريم”.
ثانياً، لم أقصد ولا بأي شكلٍ من الأشكال ، الإساءة للمملكة العربية السعودية أو #الامارات اللتين أكنّ لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء.
ثالثاً ، ان الجهات التي تقف وراء هذه الحملة اصبحت معروفة ، وهي التي تتهمني منذ تشكيل الحكومة بأني آت لقمع الاعلام ..
٣/٤— George Kordahi (@GKordahi) October 26, 2021