شاهد .. الانتقالي ينتقم من استقلال الجنوب عن الاحتلال البريطاني بإهانة أحد أبرز رموز النضال ضده (صور)
الاول برس – خاص:
انتقم ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للامارات، من نضال الاستقلال عن الاحتلال البريطاني ودحره من جنوب البلاد، عبر اهانة أحد ابرز رموز هذا النضال الوطني على مدى نصف قرن من العطاء وشحذ الجماهير باتجاه الثورة والتحرر الوطني.
جاء ذلك بإقدام قائد في مليشيا “الحزام الأمني” التابعة للمجلس الانتقالي في عدن على تخريب وإزالة إحدى اللوحات التي تحمل اسم شارع كورنيش المرشدي في منطقة ريمي بمديرية المنصورة، والدوس عليها، بصورة فجه أثارت استياء وغضبا واسعا بين اوساط السياسيين والمثقفين.
وأطلقت السلطة المحلية رسميا اسم الباحث والمؤرخ والفنان محمد مرشد ناجي المشهور بكنية “المرشدي”، على شارع خط “كورنيش المملاح، في ريمي بمديرية المنصورة حيث يقع منزل الفنان الراحل واسمته “شارع كورنيش المرشدي”. ما أثار حفيظة مليشيا “الانتقالي” التي تحن لبريطانيا.
جاء اطلاق اسم المرشدي على الشارع، تنفيذا لقرار محافظ عدن عام 2013 والمتضمن تركيب اللوحات الخاصة بالشارع ودعم واشهار “مركز المرشدي الثقافي” الذي كان الراحل انشأه بإمكانيات ذاتية قبل سنوات من وفاته في منزله بحي ريمي بمديرية المنصورة، ويضم مقتنياته ومؤلفاته.
وقال نجل الفقيد المرشدي، هاشم محمد مرشد ناجي، في تصريح صحفي: إن “المدعو عمار السرحي أركان حرب الحزام الأمني في عدن قام يوم الأحد الماضي بتخريب اللوحة الاعلانية لشارع كورنيش المرشدي التي تم تركيبها بجوار النقطة الأمنية في جولة سوزوكي وبصورة متعمدة مستخدما الطقم العسكري”.
مضيفا: إن “السرحي قام في اليوم التالي بقطع صورة الفنان الراحل الكبير الذي تصادف السبت 6 نوفمبر، ذكرى ميلاده الـ 92 عاما وتمزيقها والتلفظ بعبارات غير مهذبة”. على نحو عبر عن موقف من الفنان المرشدي ومسيرته الفنية والثقافية المناهضة للاحتلال البريطاني لعدن وجنوب البلاد.
واعتبر أن “تصرف المدعو السرحي ينم عن حقد دفين على رجالات عدن والجنوب الشرفاء الذين افنوا جل سنوات عمرهم لخدمة الوطن، فضلا أن هذا التصرف غير مسؤول يأتي في إطار مسلسل استهداف وتهميش كوادر ورجالات عدن الأوفياء”. في اشارة لموقف المجلس الذي اعتبر “الاحتلال البريطاني شراكة”.
مؤكدا أن “أسرة الفقيد المرشدي ومحبيه، لن يسكتوا على هذا الفعل الفاضح والمشين وسيقومون بتصعيد الأمر إلى أعلى المستويات وفي الصحف والمواقع الإخبارية والقنوات الفضائية حتى يتم وضع حد لمثل هذه التصرفات باعتبار التصرف إساءة لتاريخ عدن الثقافي”. حسب تعبيره في تصريح السبت.
وطالب نجل الفنان المرشدي السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ احمد حامد لملس (امين عام المجلس الانتقالي) ومدير عام مديرية المنصورة أحمد الداودي إلى “تحمل مسؤولياتهم ومحاسبة هذا القائد الصغير الذي تبوأ منصبا أكبر من كفاءته وقدراته”. حد وصفه، في اشارة إلى الجهل الشائع بين مليشيا الانتقالي.
في المقابل، أثار اعتداء مليشيا المجلس الانتقالي وإزالتها وتخريبها لوحة “شارع وكورنيش المرشدي” موجة استياء واسعة وغضبا عارما لدى الأوساط والمنتديات الثقافية والأدبية والشعبية في عدن ومحبي فن المرشدي وهم كثر يقدرون بالملايين، في جميع انحاء اليمن، وخارج اليمن باعتباره علما من اعلام الموسيقى والغناء.
وطالب مثقفون وادباء وشعراء وفنانون وناشطون على منصات التواصل الاجتماعي قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة برئيسه عيدروس الزُبيدي، بـ “محاسبة المدعو عمار السرحي الذي ارتكب فعلا مشينا ولم يحترم تاريخ رجل بحجم وقامة المناضل والسياسي والأديب والمثقف والفنان محمد مرشد ناجي وما قدمه طوال ستين عاما”.
كما أكدوا “ضرورة أن تسارع قيادة الانتقالي الجنوبي إلى مراجعة حساباتها ووقف مسلسل استهداف وتهميش الشخصيات والكوادر الوطنية من أبناء عدن في مختلف المؤسسات الحكومية”. موضحين أنه “للأسف بات الانتقالي يخسر شعبيا يوما بعد يوم بسبب هذه التصرفات الصبيانية ويفقد مزيدا من مناصريه وقضيته التي ينادي بها”.
وتُوفي الفنان الكبير، محمد مرشد ناجي (المرشدي) أحد أعلام الغناء اليمني والموسيقى ورواد الحركة الفنية والثقافية والأدبية في اليمن ومنطقة الخليج، في السابع من فبراير عام 2013 بالعاصمة المؤقتة عدن، عن عمر ناهز 84 سنة، حافلة بالعطاء الإبداعي لأكثر من ستة عقود غناءً وتلحينا وبحثاً ودراسة وتأريخاً بمجال الأغنية اليمنية.
عُرف المرشدي باحثا ومؤرخا موسيقيا، وملحنا، ومطربا، وتفرد بأداء خاص ومتميز في أغانيه ذات البعد الوطني السياسي والاجتماعي، وأسهم عبر توثيقه للتراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع بعدد من الإصدارات والمؤلفات القيمة، في إحياء ونشر التراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع على مستوى اليمن والجزيرة العربية والخليج والمنطقة العربية.
ويعد الفنان المرشدي، لذلك، رمزا كبيرا في مجال الموسيقى والغناء، وعلما في تاريخ الأغنية اليمنية، وبرز من خلال تجربته الفنية الكبيرة التي تمتد إلى أكثر من ستة عقود، أسهم بدور ريادي وهام في إثراء وتطوير الأغنية اليمنية، وساهم بدور هام في مقارعة سلطات الاحتلال البريطاني وشحذ همم اليمنيين للثورة عليه ودحر واجلاء قواته.
يشار إلى أن رئيس مايسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للامارات، عيدروس قاسم الزُبيدي، كان اطلق تصريحا لدى زيارته بريطانيا، في العام 2019، عبر فيه عن اعتزازه بما سماه “العلاقة التاريخية التي تجمع الجنوب مع المملكة المتحدة البريطانية، والممتدة لمائة وثلاثين عاما من الشراكة” حسب وصفه للاحتلال البريطاني لعدن وجنوب اليمن.