أخبار اليمن

شاهد .. بئر في محافظة شبوة تضخ النفط إلى حنفيات منازل المواطنين وتثير لعاب لصوص النفط (صور)

الاول برس – متابعة خاصة:

اثارت بئر مياه تابعة لاحد المواطنين في مدينة عزات بمديرية ميفعة في محافظة شبوة، لعاب لصوص النفط، بعدما غمر البئر تسرب نفطي من من انبوب متهالك يمتد من موقع العلم في مديرية جردان إلى ميناء النشيمة النفطي في مديرية رضوم، على البحر العربي.

وقال بائع الخضروات، مهدي طالب (50 عاما)، بأنه “تفاجأ ذات يوم برائحة البترول تنبعث من صنابير المياه في منزله، لكنه لم يكترث في البداية واستمر في استخدام المياه التي يستخرجها من بئره الخاص، حتى تحولت المياه الى سائل أسود ذي رائحة كريهة”.

مضيفا: إن بئره “صارت غير صالحة للاستخدام بعد تسرب مادة النفط الخام اليها وبكميات كبيرة، كما تضررت الشبكة الداخلية لمنزله وخزانات المياه، ولحقت الاضرار المزرعة فتلفت وماتت كل نباتها سوى النخيل، الذي اتضح أنه أكثر قدرة على مقاومة التلوث”.

وتابع مهدي: اضطررت لإيقاف بئر المياه بصورة نهائية، وتحمل تكاليف نقل الماء بالصهاريج والتي تتجاوز قيمة الواحد منها 25 الف ريال يمني، خوفا على النخيل من التلف، وقد ابلغنا السلطات المحلية والجهات المختصة لرفع الضرر ولم نجد استجابة من احد”.

مهدي، أوضح أن ظهور النفط في بئره وجيرانه جعل من أسماهم “تجار النفط” يتوافدون عليه ويقدمون له عروض “حفر حوض لتجميع مادة الخام من البئر” لبيعها لاحقا واقتسام الأرباح معه، لكنه رفض تلك العروض، “لأن هذا ملك عام وضميري لا يسمح لي بذلك”.

وفي حين اشار إلى مخاوفه من “المخاطر التي قد يتعرض لها اطفاله وأطفال جيرانه”، نوه بأن “أحد جيرانه وافق على تلك الفكرة”. وحمل الجهات المسؤولة في وزارة النفط كامل المسؤولية.مؤكداً تمسكه بكافة حقوقه في التعويض عن اي اضرار تلحقه وأفراد اسرته مستقبلا.

حسب أهالي مدينة عزان، في مديرية ميفعة محافظة شبوة، فقد تفاجأوا بحنفيات منازلهم تسح نفطا، إثر تلوث مياه الابار في المدينة بالنفط المتسرب من انبوب متهالك يمتد من موقع العلم في مديرية جردان إلى ميناء النشيمة النفطي في مديرية رضوم، على البحر العربي.

ونقل موقع صحيفة “المصدر” عن الاهالي قولهم: إن “أحواضا ترابية تبعد عشرات الامتار عن الطريق الاسفلتي (شبوة-المكلا) تحوي كميات كبيرة من النفط الخام، شفطها مواطنون من آبار المياه الخاصة بهم، بعدما تسربت من الأنبوب الذي صار يشكل خطراً”.

موضحين أنهم “يعتمدون على مياه الآبار الجوفية، التي يحصلون عليها على بعد أربعين مترا تحت الأرض، ويستخدمونها في حياتهم اليومية، وقد تسرب النفط إليها، وباتت مياه الابار ملوثة بالنفط، بسبب الانبوب المتهالك الذي انشئ في ثمانينيات القرن الماضي”ز

ويمر الأنبوب المتهالك والذي يعد أقدم أنابيب النفط في البلاد عبر مناطق واسعة في شبوة، عبر مديريات “جردان، عتق، حبان، الروضة، وميفعة وصولاً الى رضوم”، وظهرت مؤخراً آثار كارثية للتسربات الناتجة عنه، نتيجة إهمال الجهة المستثمرة، وغياب الصيانة.

إلى ذلك، كان بيان للهيئة العامة لحماية البيئة بمحافظة شبوة صدر أواخر الشهر الماضي، وصف شركة الاستثمارات النفطية (YCOM)، وهي شركة حكومية، وتعد أول شركة استثمارات في النفط والغاز باليمن، والمسؤولة عن تشغيل أنبوب نقل النفط الخام بـ”الفاشلة”.

وحذر البيان من “أضرار صحية قد تلحق بالسكان على المدى القصير والطويل، بل قد يؤدي الى أمراض مستعصية كالسرطان والكلى”. متهما الشركات النفطية الاستثمارية بالاهمال لجوانب البيئة والسلامة من قبل الشركات النفطية، في ظل نقص الوعي لدى المواطنين.

من جانبه، أقر نائب مدير مكتب فرع وزارة النفط علي خيران، بوجود مشكلة، رغم محاولته التخفيف منها، بقوله: إن “أسباب ظهور المادة قد يعود الى تسريبات سابقة إضافة إلى تهالك “البيب” في مناطق الكيلو 107 الى كيلو 138″. منوها بجهود تبذل لحل المشكلة.

ونقل “المصدر اونلاين” عن خيران قوله: “مؤسف ما حدث من تسرب في عزان ونحن على تواصل مستمر مع وزارة النفط وشركة الاستثمارات النفطية (YCOM) لإيجاد حلول مناسبة لمعالجة ما حصل كونها المسؤول الأول على أنبوب نقل النفط الخام وعلى تشغيله.

مضيفا: إن “شركة الاستثمارات توفر مضخات لشفط الخام من تلك الآبار وتفريغها في صهاريج، لنقلها الى خزانات النشيمة. لكن هذا يحل مشكلة الشركة المستثمرة فقط، فهي تقوم بنقل النفط الخام، دون أن تسعى لإيجاد حل لمشكلة المواطنين وتهديد البيئة العامة”.

وتابع: إن “مكتب النفط بالمحافظة يرسل معدات ووسائل لإزالة مخلفات التسريب، لكنه يواجه مشكلة رفض الأهالي القيام بذلك بالسرعة المطلوبة، مطالبين باحقيتهم في مقاولات ذلك، والعملية تتم بآلية خاصة ولا يمكن إيكالها للمواطنيين لكي لا يتسرب النفط للآبار”.

يشار إلى أن انبوب النفط في شبوة تعرض غير مرة لاعمال تخريبية وتفجيرات من عناصر تابعة لمليشيا ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للامارات، وحال اصرار المليشيا على زعزعة الامن، دون تمكن الجهات المختصة من تنفيذ اعمال صيانة للانبوب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى