أخبار العالم

مصر… جبهة عسكرية تدعو المصريين لإسقاط السيسي

كتيبة عسكرية تعلن انضمامها المتظاهرين

الأول برس

دعت “جبهة ضباط مصر”، القريبة من رئيس أركان الجيش السابق المعتقل في سجون النظام المصري الفريق سامي عنان، المصريين للنزول إلى الشارع في مظاهرات، للمطالبة بإسقاط نظام عبد الفتاح السيسي، مؤكدةً حمايتها المتظاهرين.عمان

وعلى حسابها بـ”فيسبوك” الذي تابعه “الأول برس “، تُواصل الجبهة تأكيد أن قوات الجيش ستقف إلى جانب المتظاهرين مثلما حصل بعد نزول المتظاهرين في 25 يناير 2011؛ والذي أدى إلى سقوط نظام حسني مبارك.

من جانبٍ آخر أعلنت الجبهة تعيين متحدث رسمي باسم سامي عنان.

وقالت إن محمود رفعت هو المتحدث الإعلامي المدني باسم الفريق سامي عنان، وبإمكان الجميع التواصل معه.

بدوره أكد محمود رفعت، المتحدث السابق باسم حملة الفريق عنان، بحسابه الموثق في “تويتر”، صحة المعلومة، مبيناً أنه سيعلن لاحقاً أسماء من وصفهم بأنهم “شرفاء الجيش المصري

لماذا سجن السيسي عنان؟

عندما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في مارس 2018، أعلن رئيس أركان الجيش المصري السابق سامي عنان ترشُّحه لخوضها، في منافسة قانونية ودستورية مع السيسي، فاعتقله الأمن ووجد نفسه قيد التحقيق في النيابة العسكرية؛ بدعوى “ارتكابه مخالفات وجرائم بإعلان عزمه الترشح في انتخابات الرئاسة المصرية، دون استئذان القوات المسلحة”.

وعلى الرغم من أن القيادة العامة للجيش المصري ساقت هذه التبريرات لاعتقال عنان، فإن كثيراً من متابعي الشأن المصري أجمعوا على أن الرئيس السيسي يحاول جاهداً عزل المنافسين له في الانتخابات بشتى الوسائل؛ منها الترغيب بالمال والمنصب أو الترهيب بالسلطة والقضاء، مثلما فعل مع الفريق أحمد شفيق والحقوقي المصري خالد علي.

وعنان الذي أمضى قرابة 50 عاماً في المؤسسة العسكرية، حملت رسالة ترشحه -حينذاك- إشارات إلى أنه يعتزم تشكيل حكومة مدنية، من خلال إعلانه تكوين نواة مدنية لمنظومة الرئاسة، تتكون من هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات نائباً لشؤون حقوق الإنسان وتفعيل الشفافية؛ وحازم حسني الأستاذ في كلية السياسة والاقتصاد (متحدثاً باسم الرئاسة).

من هو عنان؟

وُلد عنان عام 1948، بقريةٍ قرب المنصورة في محافظة الدقهلية، وتلقى دورات في الدفاع الجوي من روسيا، وزمالة كلية الدفاع الوطني من أكاديمية ناصر العسكرية، وزمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر.

شارك في حربي 1967 و1973، وعمل قائداً لكتيبة صواريخ عام 1981، بعدها عُيِّن ملحقاً للدفاع بسفارة مصر لدى المغرب في أغسطس عام 1990، وهي الفترة الوحيدة التي قضاها خارج مصر ولمدة عامين.

وفي أغسطس عام 1992، عُيِّن عنان قائد لواء عقب عودته إلى البلاد، ثم قائداً للفرقة 15 في الدفاع الجوي والمتمركزة بمدينة الأقصر في يناير 1996.

أدى عنان دوراً بارزاً خلال أحداث مذبحة الأقصر التي راح ضحيتها عدد من السياح الأجانب عام 1997، حيث كان حينها برتبة عقيد في القوات المسلحة المصرية، وتدخَّل لمساعدة عناصر الشرطة، لتأمين المدينة التي شهدت أعنف هجوم دموي، وكانت سيطرته السريعة على الموقف بداية صعوده السريع في الحياة العسكرية.

بعد هذا الهجوم بعام، تولى منصب رئيس فرع العمليات في يوليو عام 1998، ثم تولى منصب رئيس أركان قوات الدفاع الجوي في يناير عام 2000، ثم قائداً لقوات الدفاع الجوي عام 2001.

المحطة المهمة التي توَّجت حياته العسكرية، كانت حين أصدر الرئيس المخلوع حسني مبارك، قراراً بتعيينه رئيساً للأركان عام 2005 برتبة فريق، ثم نائباً للمجلس العسكري في أثناء ثورة يناير 2011.

وكان الفريق عنان أحد أبرز أعضاء المجلس العسكري الذي تولى السلطة، عقب تنحي الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، في 11 فبراير عام 2011، حتى أقاله الرئيس الراحل محمد مرسي من منصبه عام 2012.

عنان وأمريكا

على الصعيد الخارجي وخلال شغله منصب رئيس أركان، بنى عنان شبكة علاقات خارجية قوية، خاصة مع العواصم المؤثرة في صناعة القرار المصري، على رأسها الولايات المتحدة.

واحد من أبرز الشواهد على قوة علاقاته مع واشنطن، أنه خلال ثورة 25 يناير 2011، كان عنان في الولايات المتحدة حينها، لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، ويقول عنان في مذكراته التي نُشرت عام 2014، إن قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جيمس ماتيس (وزير الدفاع الأمريكي السابق)، طلب منه الحديث على انفرادٍ لدقائق، وسأله: “هل ستطلقون النار على المتظاهرين؟”، ويردُّ عنان بـ”لا، لن نطلق الرصاص”، ليجيبه ماتيس شاكراً: “لم تخيِّب ظني بك”.

 

وفور عودته من واشنطن للتنسيق من أجل إدارة المشهد بحكم وظيفته رئيساً لأركان الجيش، توقع كثيرون حينها أنه من سيخلف مبارك، وسط قبول أمريكي حينها، غير أن اعتراض المشير حسين طنطاوي على فكرة ترشُّحه لانتخابات 2012 حالت دون ذلك.

 

 

يصوِّر الفريق عنان العلاقات مع أمريكا بأنها “استراتيجية لكلا الطرفين”، قائلاً في حوار نُشر في عام 2014 مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية: إن “مصر تمثل أهمية خاصة عند أمريكا، وفكرة التبعية ليست مطروحة أو واردة، إنهم يعرفون مصر جيداً، ويدركون ما تمثله من ثقل وقدرة على التأثير وتحقيق التوازن والاستقرار”.

 

لكنه في المقابل، قال: إن “مصر تحتاج أمريكا، ليس على الصعيد العسكري وحده؛ بل في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية”

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى