ورد الان .. الامارات تنحاز لطارق عفاش ضد “الانتقالي” بقرار يثير غضبا ينذر بثورة جنوبية (تفاصيل+صور)
الاول برس – خاص:
انحازت الامارات إلى طارق عفاش، قائد قوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” الممولة منها في الساحل الغربي، في الخلافات المتصاعدة بينه و”المجلس الانتقالي الجنوبي” بإجراء اعتبره مراقبون “صفعة للانتقالي تسعى إلى كبح جماحه وتذكيره بحجمه”.
وردت الامارات على شكوى كان مسؤول حكومي كشف أن رئيس “المجلس الانتقالي” عيدروس الزُبيدي، رفعها إلى ابوظبي، بشأن اصرار طارق عفاش والمؤتمر الشعبي جناح عفاش الموالي لأبوظبي، على بسط نفوذهما على محافظة شبوة، واعاقة نشاط ونفوذ المجلس بالمحافظة.
جاء ذلك، بموافقة ابوظبي على إشهار انشاء فرع للمكتب السياسي التابع لقوات طارق في محافظة شبوة، وتسمية أعضاء المكتب الذي يتجاوزن 25 عضوا في حفل اشهار رسمي، اقيم الاحد رغم رفض “الانتقالي”، برعاية محافظ شبوة، البرلماني المؤتمري عوض الوزير العولقي.
تبنت الامارات طارق عفاش عقب فراره من صنعاء وتركه عمه الرئيس السابق علي عفاش يواجه مصرعه اثر اندلاع مواجهات بينه والحوثيين مطلع ديسمبر، ومولت تجميعه ضباط وجنود الحرس الجمهوري التابع لابن عمه احمد علي سابقا في الساحل الغربي، ليغدو وكيلا لاجندة اطماعها في اليمن.
وأثارت هذه الخطوة حفيظة وغضب سياسيي وناشطي “المجلس الانتقالي” المتعصبين لمناداته بانفصال جنوب اليمن، معتبرين أن “فرض طارق ومؤتمر عفاش نفوذهما في محافظة شبوة، امتداد للضم والالحاق للجنوب من نظام عفاش، وكسر لإرادة الجنوبيين” حسب وصفهم.
من هؤلاء الناشط السياسي همام الصبيحي، قال في تغريدة بموقع “تويتر” :”من بعد الآن لعنة الله على الانتقالي الذي باع دماء الشهداء والقضية الجنوبية”، مضيفا :” شوف أيش حصل اليوم في شبوه من إشهار للمجلس السياسي حق طارق عفاش، والانتقالي النذل ولا كلمة”.
ومن جانبه، وصف الناشط الجنوبي، فتاح المحرمي اشهار “مكتب طارق عفاش” في محافظة شبوة بأنه “خطوة مستفزة وتجاوز غير موفق”. مطالبا في تغريدة على موقع التدوين المصغر “تويتر” المجلس الانتقالي بـ “إيقاف التجاوز والتوقف عن استفزاز أبناء الجنوب” حسب تعبيره.
في المقابل، سخر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من صمت “الانتقالي” حيال حفل اشهار المكتب السياسي لقوات طارق عفاش. مطالبين إياه بإيقاف ما سموها “مهزلة عفاش في شبوة”. وحذر اخرون من “عودة نظام عفاش إلى السلطة على حساب دماء الجنوبيين” حد وصفهم.
وأعتبر مراقبون للشأن اليمني فرض الامارات اشهار مكتب طارق عفاش في شبوة، رغم رفض “انتقالي شبوة” المعلن في بيان رسمي اعلن فيه حظر ما سماه الانشطة المشبوة لمكتب المقاومة الوطنية والمؤتمر الشعبي في محافظة شبوة، بمثابة “تدشين سحب البساط من تحت الانتقالي”.
منوهين بأن “الامارات تواصل إعادة حليفها السياسي والاقتصادي، نظام عفاش، إلى حكم اليمن، شمالا وجنوبا ايضا، بعد اسقاط الشرعية في المحافظات الجنوبية والشمالية بدماء وتضحيات المقاتلين الجنوبيين بدءا من الساحل الغربي وصولا للمحافظات الجنوبية، والبداية من شبوة”.
طُرحت رسميا على طاولة ابوظبي، الخلافات بين “المجلس الانتقالي” و”جناح عفاش” بعدما اخذت وتيرة تصاعدية تنذر بمواجهات، في ظل تنافر طموحات كل طرف والتقائهما في اجندة الراعي الاماراتي والممول لكليهما.
كشف هذا، المستشار الاعلامي للسفارة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض سابقا، ورئيس تحرير صحيفة ومركز “هنا عدن” للدراسات، الناشط السياسي والاعلامي، أنيس منصور، في تغريدة على منصة “تويتر”.
وقال الاعلامي انيس منصور، في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” الخميس: “عيدروس الزبيدي يشتكي للإمارات ان محافظ شبوة عوض الوزير يرفض الرد على اتصالاته وعرقلة انشطة انتقالي شبوة”.
مضيفا: ”ورفض مصفوفة ترشيحات بتعيينات جديدة لشخصيات محسوبة على الانتقالي وتسجيل قوات موالية له قبلياً واقصاء متعمد للانتقالي”. وأردف بختام التغريدة قائلاً :”الزبيدي يهدد بتصعيد في شبوة ضد المحافظ”.
وسبق أن توعد القائد السابق لما يسمى “النخبة الشبوانية” التابعة للمجلس الانتقالي، الموالي للامارات، محمد البوحر، المؤتمر الشعبي والمكتب السياسي للقوات التي يقودها طارق عفاش بتمويل اماراتي في الساحل الغربي، والمؤتمر الشعبي في شبوة بقلب الطاولة.
البوحر، قال متوعدا من امام مطار القاهرة: “متحركون إلى العاصمة عدن، لاعادة تلك العناصر إلى جحورها خرجنا إلى العاصمة المصرية، لغرض تصلح الأمور وتستقر، ولكن هذا العمل لا يرضينا، وبإذن الله خلال الـ 48 ساعة، سوف نعصف ونقلب الطاولة فوق تلك العناصر”.
وأضاف: “بالنسبة لقيادة التحالف إن كانت تدعمنا تحت سقف الجنوب، فنحن مع قضية شعب الجنوب، وإن كانوا غير ذلك وإن كان محافظ شبوة كما السابق فنحنا قد قاتلنا محمد صالح بن عديو أخونا وسندنا، وسوف نقاتل غيره، فشبوة شبوة تحت سقف راية الجنوب وشهدائه”.
جاءت تهديدات البوحر عقب يوم على انهاء قيادة “الملجس الانتقالي” في شبوة، “الشراكة” مع المكتب السياسي لقوات طارق عفاش، وجناح الرئيس السابق علي عفاش في المؤتمر الشعبي الموالي للامارات، والذي ينتمي اليه محافظ شبوة الجديد البرلماني عوض محمد بن العولقي.
وحسب بيان لقيادة “انتقالي” شبوة، فقد “أكدت الهيئة التنفيذية في اجتماعها على رفضها القاطع الى جانب جماهير شبوة للأنشطة المشبوهة لما يسمى بالمكتب السياسي للمقاومة اليمنية برئاسة طارق صالح عبر أدواته في المحافظة كنوع من المحاولة لتدوير زمن ولى وانقطعت آثاره”.
البيان الصادر الاسبوع الفائت، اضاف: “من خلال عقد لقاءات لقطاعات نسوية أو ما شابه ذلك مستغلين حالة الفقر والعوز الأسري معتبرة ذلك ضرب من الإستهانة بكل التضحيات الجنوبية الغالية وبسيرورة التاريخ الذي أفرز حقائق جديدة يصعب على الواهمين اليوم تجاوزها او القفز عليها”.
وسارع سياسيو وناشطو “الانتقالي” إلى تأييد موقف قيادة المجلس في شبوة، مع مطالبات بتعميمه على جميع المحافظات الجنوبية. معللين ذلك بأن “طارق لا يختلف عن عمه (الرئيس السابق علي عفاش) ويبيت الغدر للجنوب والتنكيل بشعبه كما فعل مع قوات العمالقة”.
مشيرين إلى أن “طارق سطا على دماء وارواح عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعاقين من ابطال العمالقة الجنوبية وانتصاراتهم في مدن الساحل الغربي المحررة”، وأنه “يريد الاستمرار في استغلال العمالقة لتحرير باقي محافظات الشمال لتتويجه واسرته حكاما لها”.
ويأتي هذا الموقف المفاجئ من جانب “الانتقالي” واتهاماته المباشرة لطارق عفاش والمكتب السياسي لقواته وحظر نشاطها، عقب استكمال “الانتقالي” بدعم من التحالف، نشر تشكيلاته العسكرية في المحافظات الجنوبية، وعلى الحدود السابقة بين شطري اليمن قبل مايو 1990م.
كما ترافق هذا الموقف غير المتوقع من “انتقالي” شبوة، مع تعبير طارق عفاش عن “استيائه لانسحاب العمالقة الجنوبية من مديرية حريب في مارب ومديرية بيحان في شبوة”، ولأسباب يعزوها مراقبون إلى “اتمام الانسحاب قبل تسليم مارب والبيضاء وتعز لقوات طارق”.
ويجتمع جناح الرئيس السابق علي عفاش وقواته و”المجلس الانتقالي الجنوبي” في العداء للشرعية والجيش الوطني، والسعي لإسقاطهما في شمال وجنوب البلاد، بدعم من التحالف يسير نحو تمكينهما سياسيا وعسكريا واقتصاديا من تقاسم حكم اليمن شمالا وجنوبا.
تلتقي قيادات “الانتقالي” المنادي بانفصال جنوب اليمن، في العداء للرئيس السابق علي صالح عفاش وحزبه واسرته بوصفها ارتكبت جرائم بحق الجنوبيين والجنوب عقب حرب صيف 1993م، لكن الامارات التي ترعى كلا الطرفين، تجمعهما لتبادل المصالح بما يخدم اجندتها في اليمن.
وضغطت الامارات على السعودية والشرعية اليمنية لإقالة محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو عقب تجديد مطالبته علنا القوات الاماراتية بإخلاء منشآة وميناء بلحاف لاستئناف تصدير الغاز اليمني ورفد خزينة الدولة اليمنية بمليارات الدولارات وإنقاذ الاقتصاد والريال اليمني.
يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني “تسير باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي”.
https://mobile.twitter.com/anesmansory/status/1496549410746077185
https://mobile.twitter.com/anesmansory/status/1496549410746077185?cxt=HHwWgsC4hdLw58QpAAAA