لأول مرة .. سياسي جنوبي بارز يكشف أسباب استنفار “الانتقالي” ضد المؤتمر الشعبي وطارق (تفاصيل جديدة)
الاول برس – خاص:
ازاح سياسي جنوبي بارز، لأول مرة، الستار عن سر تأزم العلاقات بين “المجلس الانتقالي الجنوبي” والمؤتمر الشعبي العام وطارق عفاش، وماذا اكتشف “المجلس الانتقالي” ليعلن موقفه العدائي الاخير من المؤتمر الشعبي العام وطارق عفاش، في المحافظات الجنوبية، ساردا خفايا الخلافات المتصاعدة حدتها بين الجانبين، ومآلاتها المتوقعة.
وقال السياسي والاعلامي عبدالفتاح الحكيمي، في مقالة بعنوان “طارق صالح والانتقالي.. والمؤتمر إلى اين؟”. إن التحول الكبير في العلاقة بين طارق عفاش والمجلس الانتقالي الذي استقبله في عدن عام 2018م، يرجع إلى محاولة طارق عفاش ان يكون سيدا للانتقالي.
مضيفا: إنه مع بداية العام 2018م “كان كبار قادة مجلس الأنتقالي يهيئون مراسم استقبال جلاديهم من الحرس الجمهوري والأمن المركزي القديم في صفقة مواربة تعيد مراسيم احتفال تنصيب عفاش وأسرته ومن محافظات الجنوب،.. ومن أجل تمكينهم من السيطرة على عدن”.
وتابع: “خاض الإنتقاليون حربهم العسكرية الشعواء لإسقاط حكومة أحمد عبيد بن دغر في محاولة يائسة لتصدير أزمة الانتقالي العميقة إلى خارجه ولملمة شعبية مهددة بالتلاشي بفعل فرض وجود أذناب وأدوات الصالح الذي لا يصلح على قضية ما يسمى شعب الجنوب”.
الحكيمي، وهو نائب رئيس تحرير ومجلس إدارة مؤسسة “14 اكتوبر” في عدن سابقا، ارجع تحول هذه العلاقة المواربة الحميمية إلى حالة العداء مؤخرا، إلى أن نظام عفاش، سرعان ما بدأ يسعى إلى التعامل مع “الملجس الانتقالي” وقواته كتابع مطيع لسيده الامر والناهي.
وقال: إنه “كان لهؤلاء (الحرس الجمهوري والأمن المركزي القديم التابع لنظام عفاش) مجرد معسكر أيواء في أطراف المدينة (بير احمد) ليصبحوا لاحقاً وعمَّا قريب هم سادة من استقبلهم (المجلس الانتقالي وتشكيلاته العسكرية) والمسيطر على مقدرات عدن ومستقبلها”.
مضيفا: “أردنا عودة المؤتمر الشعبي العام إلى واجهة الحياة السياسية المدنية فحشروا لنا أسوأ ما في تركة وعفش عفاش لفرضهم على إرادة وكرامة الناس وتضحياتهم. فلم يكن كراهة للناس ورفضهم لشخص علي عبدالله صالح وإنما بسبب هذه الأدوات القذرة الآثمة”.
وتابع: “لو أن ما يحدث اليوم من مساعي لإعادة بعث المؤتمر الشعبي العام إلى الحياة السياسية لكان ذلك من باب المقبول والمطلوب، ولكن ما يحدث في الحقيقة هو إعادة إنتاج مفرزات دولة عفاش في أسوأ صورها القبيحة”. و”فرضها على البلاد والعباد بالقوة والاستخفاف”.
معتبرا أن مساعي اعادة تمكين وفرض من سماهم “الادوات القذرة الآثمة لنظام عفاش” على البلاد والعباد بالقوة والاستخفاف، تأتي في وقت يفترض أن “مكانهم الطبيعي هو المشانق والسجون والمنافي لجرائمهم التي يندى لها الجبين في شمال اليمن وجنوبه”. حسب تعبيره.
وقال السياسي والاعلامي عبدالفتاح الحكيمي: “بدأوا باستنساخ مليشيات عائلية شخصية بمسمى مقاومة وحراس جمهورية زعموا أنها ستحرر اليمن من مليشيات الحوثي التي قدموا لها قبل غيرهم السلاح والمال والرجال واغرقوا البلاد والعباد بما نحن عليه اليوم من مأساة وكوارث”.
مضيفا: “يحدث ذلك التحايل والخداع لإعادة أسرة عفاش تحت لافتة المؤتمر الشعبي العام”. وأشار إلى أن “اللمسات قبل النهائية في إعادة ترتيب مؤسسة عفاش المالية واخطبوطها بمختلف المسميات منها إحياء نشاط مصرف كاك بنك وتصفية أبرز القطاعات الحكومية الناجحة”.
وذكر الحكيمي من هذه المؤسسات العامة الناجحة الجاري تصفيها في سياق اعادة ترتيب الشبكة المالية لنظام عفاش وعائلته “المؤسسة العامة للبريد وطرد آلاف العاملين فيها وتجويع أسرهم ليستولي بنك كاك عفاش بالراحة على ما لم يتمكن من نهبه في السابق.. والبقية تأتي!!”.
كاشفا من تبعات خطوات اعادة تمكين نظام عفاش، إنه “سوف تطرد مئات العائلات من مساكنها الحالية في مدينة الشعب بعدن لإن ورثة علي عبدالله صالح زعموا أن مليشيات حراس العائلة في الساحل أولى بالمشروع السكني من أبناء عدن الذي سحقه نظام صالح ولا يزال”.
وعلق السياسي والاعلامي عبدالفتاح الحكيمي على اقتحام مليشيا المجلس الانتقالي مقر المؤتمر الشعبي في عدن بقوله: “اقتحام مقر المؤتمر الشعبي العام بعدن رسالة خطيرة لا تستهدف المؤتمر بذاته وإنما من يسعى إلى عسكرته واستغلاله بغرض منافسة المليشيات الأخرى في عدن”.
مضيفا: إن اقتحام مقر حزب المؤتمر الشعبي في عدن ومصادرته “رسالة إنذار مبكرة لمنتسبي المؤتمر بنفض أيديهم عن أدوات وقفازات وأذرع عفاش المتهالكة قبل فوات الآوان لإن وجود قاعدة التنظيم سيكون على حساب تيارات وجماعات أخرى تعتقد حصر تمثيل الجنوب فيها”.
وتابع: “ما حدث في شبوة مؤخراً من نفخ موازي لروح المؤتمر وردود الأفعال الشعبية المتأججة ليست بسبب رفض الطابع المدني السلمي المفترض للمؤتمر بل لتجاوز حدود قيادته وإدارته بعباءة مليشاوية قاومت شبوة مشروعها من وقت مبكر ٢٠١٥م ليكتشف الناس رخص دماء وأرواح ذهبت هدراً ويرتزقون من وراءها”.
مردفا: إحتراق وتآكل شعبية مجلس الانتقالي وتراجعها الكبير وإحراقها في الجنوب لا يعني إن الناس تراهن على عودة بقايا مخلفات عائلة علي عبدالله صالح لإصلاح ما أفسدوه هم بأيديهم حتى اللحظة من زمان النهب إلى مرحلة الحرب التي مكنوا فيها لإنقلاب الحوثة ومشروع إيران في اليمن بالمال والسلاح والرجال والانبطاح والتواطؤات”.
ومضى السياسي الحكيمي، قائلا: “ولا تعني معارضة شريحة في المجتمع لدور حزب الإصلاح في اليمن رهان الناس على أسوأ ما أنتجته تجربة حكم الاستبداد الفردي العائلي في اليمن والوطن العربي. والفرق كبير حين يتسلل هؤلاء المنقرضون بعباءة وحيلة تمكين المؤتمر الشعبي العام وعلى ذمته السياسية”.
مؤكدا أن “ما فشل فيه متعهدوهم في ليبيا وتونس لن ينجح في اليمن على الإطلاق، وقد شمروا عن أوهام عودتهم تارة من باب امتلاك حاضنة مليشيات عسكرية قمعية وتارة أخرى بالاستحواذ على مؤسسات الدولة المالية والحلول مكانها كما هو حال تصفية خدمات مصلحة البريد وقاعدتها الوظيفية ومواردها واستزراع أجهزة استخبارات تجسسية عائلية بديلة لمؤسسة الأمن القومي ووزارة الداخلية والجيش وغيرها”.
وقال: “اعتقد البعض إن إعلان طارق صالح مقاتلة الحوثيين الظاهرية من باب التكفير عن جرائم تحالفاتهم مع مشروع الانقلاب وليس الثمن المطلوب هو إعادة تمكين حكم الطغيان العائلي البغيض من ما لم يُجْهِز عليه طيلة عقود طويلة بائسة أعقبتها نيران فتنة حرب ٢٠١٥م التي لا تزال امتدادات ألسنتها تحرق الأخضر واليابس في أرجاء البلاد وتهلك الحرث والنسل لمجرد إن عائلة صالح استنكفت أن يحكم اليمن شخص من غير أفراد الأسرة الباغية الجاهلة”.
مضيفا: “يقول قيادي جنوبي موالي لطارق صالح أننا نؤيد هذا الشخص ((لأنه ملتزم بالقضاء على مشروع الحوثي)) والواقع أننا تفاءلنا ذات لحظة قبل شهرين بذلك فإذا به ينكفئ بين جبال وهِيَج تعز ورمال شبوة تذروه الرياج، ثم يتطلع نحو عدن إلى درجة داهمت معها مليشيات الانتقالي مقر المؤتمر الشعبي العام بعدن بعد تغيير طارق بوصلة القضاء على الحوثي في معركة لم تقع ارهاصاتها إلا على رؤوس أصدقائه الافتراضيين حتى إن أحدهم مثل الدكتور أحمد عقيل باراس ينصح طارق بعدم المغامرة في شبوة!!”.
وتابع السياسي والاعلامي عبدالفتاح الحكيمي، كاشفا من كواليس الخلاف، بقوله: “تتشكل الآن في المخا وعدن وشبوة ملامح تنظيم مؤتمري مليشاوي يمثله مكتب طارق صالح السياسي وبقايا جهاز أخيه عمار الأستخباري في استقطابات خفية محمومة للمتساقطين والمتسكعين من للمؤتمر الشعبي ومهذرمي الفيس بوك ولفاليف وسائل التواصل الاجتماعي بانتظار بركات وفتات ؟؟.”
مختتما مقالته بقوله: “ولم تكتفِ بقايا عائلة حكم النظام السابق بجر البلاد إلى ما وصلت إليه الآن من دمار وخراب بل تسعى الى ضرب آخر ما تبقى للمؤتمر الشعبي نفسه من مكاسب محدودة في الرهان على تحوله إلى حاضنة سياسية مدنية عامة ليصبح أداة ارتزاق خاصة بيد بقايا لفاليف عائلة آل عفاش والانتهازيين الطفيليين حتى وإن انغمس في جعبتهم أمثال أبو بكر القربي ومن هم على شاكلته”.
وسارع “المجلس الانتقالي” إلى التراجع عن التهدئة والدبلوماسية التي كان بدأ التعامل بهما مع اشهار فرع مكتب طارق في شبوة، واضطر امام موجة الغضب التي ضج بها اتباعه من قيادات عسكرية وسياسية وقبلية، إلى انقاذ نفسه ومستقبله في المحافظات الجنوبية، وحسم موقفه رسميا من العلاقة مع طارق عفاش والمكتب السياسي لقواته، بإعلانه “رفض المجلس الانتقالي انشاء اي كيانات يمنية في الجنوب”.