ورد للتو .. اشتباكات مسلحة تثير فزع سكان العاصمة وتوقع قتلى وجرحى واختطاف مسؤول أمني (تفاصيل)
الاول برس – خاص:
اندلعت اشتباكات مسلحة في شوارع العاصمة اثارت حالة من الذعر والخوف بين اوساط المواطنين، وأسفرت حتى الان عن اختطاف مسؤول امني، ومقتل مدنيين اثنين وإصابة اخر، في محصلة اولية، حسب ما أكدت مصادر محلية في أحد احياء مديرية خور مكسر بالعاصمة المؤقتة عدن.
وأفادت المصادر المحلية في حي العريش بمديرية خور مكسر بأن قوة تابعة لمليشيا الحزام الامني التابعة للمجلس الانتقالي داهمت الحي وأندلعت اشتباكات بينها ومن سمتهم مطلوبين، ادت إلى مقتل مواطن يدعى عبدالكريم الوليدي وإصابة شخص اخر. في حين اغتال مسلحون اخرون طبيبا.
موضحة أن مسلحين مجهولين اطلقوا النار على الطبيب محمد مجدي الشعبي، من أبناء قبائل الصبيحة، في ساحل أبين بمديرية خور مكسر، وأردوه قتيلا قبل أن يفروا إلى جهة مجهولة دون أن يتم التعرف على هويتهم أو دوافعهم لقتل الطبيب الشعيبي. مكتفية بالاشارة إلى خلافات المليشيا مع الصبيحة.
وإختطفت مليشيا ما يسمى “كتيبة الطوارئ” في لواء “جبل حديد” التابع للمجلس الانتقالي، المدعوم من الامارات، مساء الأربعاء، مدير شرطة مديرية المعلا، العقيد علي الزميلي مع جميع افراد حراسته، بعد اشتباكات مسلحة معهم، وذلك على إثر خلافات نشبت بينه ومالك محل تجاري في المديرية ذاتها.
جاءت هذه الاشتباكات واغتيال طبيب، بعد اقل من 24 ساعة على محاولة اغتيال قائد مليشيا “الحزام الأمني” في مديرية المنصورة إسماعيل الصبيحي، بجانب منزله، و48 ساعة على اغتيال قائد القطاع الثامن لمليشيا الحزام في مديرية الشيخ عثمان، كرم المشرقي واثنين من مرافقيه لدى دخوله مقر قيادة القطاع.
كما يأتي اغتيال المشرقي برصاص مسلحين مجهولين، عقب ايام على اغتيال قائد محور العند واللواء 131 مشاة، اللواء الركن ثابت مثنى جواس، بتفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري، استهدفت الاربعاء الفائت، موكبه بالقرب من محطة اليمدا للمشتقات النفطية على مدخل المدينة الخضراء شمالي عدن.
وصرح مصدر محلي، أنه “تبين عند محاولة الاستعانة بما وثقته كاميرات المراقبة في المحلات القريبة من موقع الهجوم الارهابي، أنه تم تعطيل وإيقاف عمل كاميرات المراقبة الخارجية لسوبر ماركت نيو سيتي ومحطة وقود اليمدا عند مدخل مدينة الخضراء شمالي عدن، قبل تنفيذ الهجوم الارهابي وإغتيال اللواء ثابت جواس”.
يأتي هذا بالتزامن مع كشف مصادر امنية خاصة، جانب خطير من نتائج التحقيقات الاولية في جريمة اغتيال اللواء جواس، بالتفجير الارهابي الذي استهدافه ونجله ومرافقيه مساء الاربعاء قرب محطة اليمدا للمشتقات النفطية على مدخل المدينة الخضراء شمالي العاصمة المؤقتة عدن، والجهة التي تقف وراءه ودوافعها.
وأفادت مصادر أمنية جنوبية بأن أصابع الاتهام حتى الان تشير إلى قائد ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” طارق عفاش، وشقيقه عمار، وكيل جهاز الامن القومي سابقا، والمتهم بالتخطيط والاشراف على مئات الاغتيالات لقيادات امنية وعسكرية وسياسية وائمة مساجد في عدن وجنوبي البلاد، منذ بدء الحرب.
موضحة أن “طارق عفاش، اراد الانتقام من قرار المجلس الانتقالي الجنوبي والجنوب الحاسم برفض تواجده والمكتب السياسي لقواته في الجنوب ومحاولة العودة إلى حكم الشمال والجنوب على حساب تضحيات ودماء وارواح ابطال الجنوب يتقدمهم قائد تحرير عدن اللواء الشهيد ثابت مثنى جواس”.
وكشفت المصادر الجنوبية عن “خلاف قديم بين اللواء جواس وطارق وعمار، سابق للموقف الرافض تواجدهما وانشطتهما في الجنوب، ابان تحرير عدن ومحافظات الجنوب، وعلاقتهما الوثيقة بعناصر تنظيم القاعدة الارهابي، واستخدامها لأغراضهما وخصوماتهما الشخصية مع الحوثيين والإخوان”.
مشيرة إلى أن “طارق عفاش، كانت لديه مخاوف حقيقية من تعيين اللواء الركن ثابت جواس قائدا للقوات المشتركة في الساحل الغربي (تضم قوات العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية والمقاومة الوطنية حراس الجمهورية التي يقودها طارق)، بعد اخفاقاته المتتالية في الساحل الغربي أمام مليشيا الحوثي”.
ورفضت المصادر الامنية الجنوبية، الروايات التي يسوق لها ناشطو طارق وجيشه الالكتروني عن خلافات بين اللواء الشهيد ثابت جواس واللواء شلال شايع قائد قوات مكافحة الارهاب، على خلفية رفض الاخير تسليم قاتل محمد الردفاني الذي يُتهم بقتله قبل أيام، قاسم الثوباني مدير مكتب اللواء شلال”.
منوهة بأن “قيادات الجنوب لديها قيم وتجمعها قضية استعادة الجنوب ودولته، ولا يمكن أن تنزلق إلى تصفية بعضها البعض، حتى وإن اختلفت فيما بينها، وقد سعى اللواء جواس في وساطة لاحتواء الموقف عقب مقتل الردفاني ولم يرفض اللواء شلال تسليم المتهم بقتله وتعهد بتسليم الثوباني لأجهزة الامن للتحقيق”.
وأفادت المصادر الامنية الجنوبية، بأن التحقيقات الاولية في الجريمة الارهابية الاثمة والغادرة الجبانة، أكدت أن “سيارة مفخخة يقودها انتحاري، استهدفت موكب اللواء الركن الشهيد ثابت جواس عند مدخل المدينة الخضراء شمالي العاصمة (المؤقتة) عدن، بالقرب من احدى نقاط التفتيش التابعة لقوات الحزام الامني”.
موضحة أن “التفجير الارهابي الجبان أسفر عن استشهاد اللواء الركن ثابت مثنى جواس ونجله وثلاثة من مرافقيه، بجانب الانتحاري سائق السيارة المفخخة، وتواصل اجهزة الامن جمع الاستدلالات وتنفيذ تحريات واسعة لضبط الخلية التي تولت تجهيز السيارة المفخخة بالمتفجرات، وصولا لإدانة من يقف وراءهم”.
وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، مساء الاربعاء، صورا ومقاطع فيديو، عقب انفجار السيارة المفخخة بسيارة اللواء الركن ثابت جواس ونجله ومرافقيه، تظهر لحظات احتراق السيارتين، وتناثر شظاياهما لشدة الانفجار الذي هز شمال عدن، وتبين حجم المتفجرات التي كانت تحويها السيارة المفخخة”.
في غضون ذلك، أكدت مصادر امنية ومحلية في عدن، نجاة مدير مديرية المضاربة، العميد محمد عبد الله الصيني من التفجير الارهابي بسيارة مفخخة تحمل كميات كبيرة من المواد المتفجرة، وكان يقودها انتحاري وقيل عنصرين انتحاريين، لم تتمكن الاجهزة الامنية من معرفة هويتهما لتناثر جسديهما إلى اشلاء”.
يُعد اللواء الركن ثابت مثنى جواس، من أبرز القادة العسكريين اليمنيين الذين خاضوا معارك الحروب الست ضد مليشيا الحوثي الانقلابية (2004-2010م) في صعدة، كما أنه قائد العملية العسكرية التي اسفرت عن مقتل مؤسس جماعة ما كان يعرف “الشباب المؤمن” ثم “انصار الله”، حسين بدر الدين الحوثي.
وتصاعدت مؤخرا الخلافات الحادة بين “المجلس الانتقالي” التابع للامارات، وحزب المؤتمر الشعبي العام، جناح الرئيس السابق علي صالح عفاش، وطارق عفاش، قائد قوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” في الساحل الغربي، إثر تحديه “الانتقالي” واشهار فرع المكتب السياسي لقواته في مدينة عتق.
أثار تحدي طارق، الرفض المعلن مسبقا من قيادة “الانتقالي” في محافظة شبوة، موجة غضب واسعة بين اوساط قيادات وسياسيي المجلس الانتقالي وانصاره، باعتباره “محاولة النظام السابق لفرض نفوذه في الجنوب والعودة إلى الحكم على حساب دماء الجنوبيين وتضحياتهم في تحرير الجنوب وعدد من مناطق الشمال”.
وسارع “المجلس الانتقالي” إلى التراجع عن التهدئة والدبلوماسية حيال اشهار فرع مكتب طارق في شبوة، واضطر امام موجة غضب قياداته العسكرية والسياسية والقبلية، إلى انقاذ نفسه ومستقبله في المحافظات الجنوبية، بإعلان اجتماع لهيئة رئاسته “رفض انشاء اي كيانات يمنية في الجنوب”. في اشارة للمؤتمر ومكتب طارق.
جسد “المجلس الانتقالي” اعلانه، بإصدار توجيهات إلى مليشيات “الحزام الامني” التابعة له، باقتحام مقر حزب المؤتمر الشعبي في مدينة عدن، نهاية فبراير الفائت، واعتقال حراسته ومصادرته وتحويله مقرا لهيئة رئاسة المجلس، وسط مطالبات قيادات وسياسيي المجلس بإغلاق جميع فروع المؤتمر الشعبي بالمحافظات الجنوبية.
لكن قيادات وسياسيي “المجلس الانتقالي” وانصاره المتعصبين لدعواته إلى انفصال الجنوب، مازالت تُصعد باتجاه رفض رضوخ قيادات المجلس لضغوط الإمارات التي تفرض استيعاب اسرة الرئيس السابق علي صالح عفاش ودعمها وتمكينها، باعتبار أن “وجهة هذا الدعم والتمكين تتجاوز العودة لحكم الشمال إلى الجنوب”.
ولا يجمع جناح الرئيس السابق علي عفاش وقواته التابعة لطارق عفاش و”المجلس الانتقالي” وتشكيلاته العسكرية، سوى العداء للشرعية اليمنية وقوات الجيش الوطني، والسعي لإسقاطهما في شمال وجنوب البلاد، بدعم من التحالف (الامارات)، يسير نحو تمكينهما سياسيا وعسكريا واقتصاديا من تقاسم حكم اليمن شمالا وجنوبا.
حسب خطابات ومواقف معلنة، فإن قيادات “الانتقالي” المنادي بانفصال جنوب اليمن، تلتقي في العداء للرئيس السابق عفاش وحزبه وأسرته بوصفها ارتكبت جرائم بحق الجنوبيين والجنوب عقب حرب صيف 1993م، لكن الامارات التي ترعى وتتبنى كلا الطرفين، تجمعهما لتبادل المصالح بما يخدم اجندتها في اليمن.
وضغطت الامارات على السعودية والشرعية اليمنية لإقالة محافظ شبوة السابق محمد بن عديو، عقب تجديد مطالبته علنا القوات الاماراتية بإخلاء منشآة وميناء بلحاف لاستئناف تصدير الغاز اليمني ورفد خزينة الدولة اليمنية بمليارات الدولارات وإنقاذ الاقتصاد والريال اليمني، اللذين يواصلان الانهيار بفعل سياسات التحالف.
يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني “تسير باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي”.