أخبار اليمن

خبر سار .. انتعاش غير متوقع للريال امام العملات الاجنبية لليوم الثاني عقب اعلان “الهدنة” (اخر تحديث)

الاول برس – خاص:

يواصل الريال اليمني انتعاشا غير متوقع أمام العملات الاجنبية، فاجأ المهتمين والمتعاملين بالدولار الامريكي والريال السعودي اللذين انخفض سعرهما بمعدل كبير وبالمثل اسعار الوقود في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة والعاصمة صنعاء ومحافظات ومناطق سيطرة الحوثيين.

وأفادت شركات صرافة وتحويلات مالية، في العاصمة المؤقتة عدن، أن “سعر صرف الريال اليمني شهد تحسنا لافتا، مساء السبت، عقب اعلان الامم المتحدة رسميا عن اقرار هدنة انسانية لمدة شهرين قابلة للتجديد”.

موضحة أن “سعر صرف الريال اليمني بلغ مساء السبت 1128 ريالا مقابل الدولار الامريكي و300 ريالا مقابل الريال السعودي، بعدما كان قد وصل إلى 1245 ريالا مقابل الدولار و330 ريالا مقابل الريال السعودي”.

وفي العاصمة صنعاء، أفادت مصادر بشركات صرافة وتحويلات مالية، بـ “تراجع سعر الدولار الأمريكي والعملات الاجنبية أمام الريال اليمني في صنعاء بعد الإعلان عن سريان الهدنة الانسانية في اليمن”.

موضحة أن “سعر صرف الريال اليمني ارتفع، إلى 580 ريالا مقابل الدولار الامريكي بعدما كان قد استقر عند 600 ريالا إلى 604 ريالات خلال العام الماضي والاشهر الماضية من العام الجاري”.

وأفادت مصادر محلية في العاصمة صنعاء، بأن “أسعار بيع المشتقات النفطية في الأسواق السوداء بالعاصمة صنعاء تراجعت من 24 ألف ريال للصفيحة سعة 20 لترا إلى 20 ألف ريال فقط”.

إلى ذلك، تضمنت وثيقة اممية تفاصيل غير معلنة حتى الان عن “الهدنة الانسانية” في اليمن التي جرى التوصل إليها مساء الجمعة واقرار بدء سريانها لمدة شهرين، ورحبت بها الحكومة اليمنية المعترف بها، ودول تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، وجماعة الحوثي الانقلابية.

وأعلن المبعوث الاممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبيرغ، في بيان مساء الجمعة، الهدنة، قائلا: “أود أن أعلن أنَّ أطراف النِّزاع تجاوبوا بإيجابية مع مقترح للأمم المتحدة لإعلان هدنة مدتها شهران تدخل حيِّز التنفيذ غداً (السبت) الثاني من نيسان/أبريل في الساعة السابعة مساءً بتوقيت اليمن”.

مضيفا: “ووافق الأطراف على وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية، بما فيها الجوية والبرية والبحرية، داخل اليمن وعبر حدوده. ووافق الأطراف أيضاً على دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة وتسيير الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء نحو وجهات في المنطقة محدَّدة مسبَّقاً”.

وتابع المبعوث الاممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ في بيانه المنشور على الموقع الالكتروني لمكتبه: “واتفق الأطراف أيضاً على الالتقاء تحت رعايتي للبحث في فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى في اليمن. والهدنة قابلة للتجديد بعد مدة الشهرين بموافقة الأطراف”.

مردفا: “أشكر الأطراف لعملهم معي ومع مكتبي بحسن نية ولتقديم التنازلات الضرورية للوصول إلى هذا الاتفاق. والهدف من هذه الهدنة إعطاء اليمنيين مهلة من العنف هم بأمس الحاجة اليها، وتفريج المعاناة الإنسانية، وأهم من ذلك لمنحهم الأمل في أنَّ إنهاء هذا النِّزاع ممكن”.

ونوه المبعوث الاممي هانس غروندبيرغ بأنه “وما كان هذا الاتفاق ممكناً لولا الدعم الدولي والإقليمي الذي يلقى مني كل الامتنان والتقدير. ولضمان إنجاح تنفيذ هذه الهدنة والمضي قدماً نحو الخطوات القادمة، سيكون من المهم جداً استمرار هذا الدعم بطريقة مستدامة ومركَّزة”.

كاشفا عمَّا يسعى القيام به وإنجازه خلال فترة الهدنة الانسانية، بقوله: “وخلال هذين الشهرين، أخطط لتكثيف عملي مع الأطراف بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ومعالجة إجراءات اقتصادية وإنسانية عاجلة واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية”.

وخاطب المبعوث الاممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ، في بيانه المنشور على الموقع الالكتروني لمكتبه، جميع اطراف الحرب في اليمن، بلا استثناء، قائلا: أدعو الأطراف إلى الامتثال للهدنة بكامل عناصرها واحترامها واتخاذ جميع الخطوات الضرورية لتنفيذها فوراً”.

مختتما: “إنَّ هذه الهدنة ما هي إلا خطوة أولى آن أوانها بعد تأخر طويل. وجميع اليمنيين من نساء ورجال وأطفال ممن عانوا كثيراً خلال سبع سنوات من الحرب لا يتوقعون أي شيء أقل من إنهاء هذه الحرب. وعلى الأطراف العمل على تحقيق النتائج التي تتواءم مع هذه التوقعات”.

وجاء اعلان الهدنة، بعد مشاورات مكثفة اجراها المبعوث الاممي مع كل من التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي عبر وفدها المفاوض في العاصمة العمانية مسقط، بموجب المبادرة المعلنة عن الجماعة لإيقاف الهجمات على السعودية والعمليات العسكرية بجميع الجبهات واطلاق الاسرى.

والثلاثاء، قال ما يسمى “المجلس السياسي الاعلى” لسلطة الحوثيين في بيان عاجل، بثته قناة “المسيرة” الناطقة باسم الجماعة: “يعرب المجلس السياسي الاعلى عن أسفه الشديد إزاء عدم الاستجابة الواضحة والصريحة لمبادرة الجمهورية اليمنية” في اشارة لمبادرة رئيس المجلس القيادي مهدي المشاط.

مضيفا: “إن المجلس السياسي الأعلى يدرك تماماً طبيعة تحالف العدوان وما دأب عليه من التسويف والمماطلة والتلكؤ والتعنت وغير ذلك من الاساليب الملتوية، وهذا أمر بات واضحاً ولم يعد مستغرباً”. لكنه في الوقت نفسه رحب ضمنيا لا صراحة بإعلان التحالف ايقاف عملياته العسكرية في اليمن.

وتابع بيان المجلس الاعلى لسلطة جماعة الحوثي الانقلابية: “وفي الوقت الذي لا يمانع فيه المجلس السياسي الأعلى من أي استجابة إيجابية تحت أي عنوان ومن أي زاوية إلا انه في نفس الوقت يؤكد بأنه لا سلام دون رفع الحصار عن كاهل الشعب اليمني واحترام سيادة واستقلال اليمن”. حسب تعبيره.

مهددا: “وإذا لم يتحقق ذلك يؤكد المجلس بأن اليمن قيادة وشعبا يحتفظ بحقه الكامل في اتخاذ ما يراه مناسباً من الخطوات السياسية والعسكرية وبما يضمن انتزاع حقوقه المشروعة كاملة غير منقوصة”. في اشارة إلى استئناف الهجمات الجوية بالطائرات المسيرة والصواريخ المسيرة على منشآت الغاز والنفط في السعودية.

في السياق نفسه، دعا رئيس وفد الحوثيين المفاوض، وناطق الجماعة، محمد عبدالسلام، السبت في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التدوين المصغر “تويتر” تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية إلى اثبات الجدية في رغبة انهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن، بالتعاطي ايجابيا مع مبادرة الجماعة، المعلنة السبت.

وقال القيادي الحوثي، عبدالسلام: ”على النظام السعودي اثبات جديته نحو السلام بالتعاطي الايجابي مع مبادرة السلام اليمنيةالتي أعلنها الرئيس المشاط وذلك بالاستجابة لوقف اطلاق الناروفك الحصار واخراج القوات الاجنبيةمن بلادنا وعندهايحل السلام ويحين الحديث عن الحلول السياسية في اجواء هادئة بعيدا عن اي ضغط عسكري او انساني”.

ارتكزت مواقف سلطات وقيادات جماعة الحوثي على اعلان زعيمها عبدالملك الحوثي في خطابه السبت أن مبادرة الجماعة فرصة وأن دول التحالف “ستندم إذا فوتتها” مضيفا: “لن نألو جهدا في التصدي للعدوان والحصار بكل ما في وسعنا، ولن نقبل أبدا باستمرار الحصار. ليس أمامهم مجال ليسلموا من الضربات والخروج من الورطة إلا بالتوقف عن العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال”.

يأتي هذا بعدما عرضت جماعة الحوثي رسميا، ليل السبت، بمناسبة الذكرى الثامنة لبدء الحرب، على الشرعية اليمنية وتحالف دعمها بقيادة السعودية، اعلنت فيها عن تعليق هجماتها على السعودية وايقاف هجماتها العسكرية بجميع الجبهات لمدة ثلاثة ايام، وبصورة دائمة “في حال أعلنت والتزمت المملكة السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها الجوية”.

وجاء اعلان جماعة الحوثي هذه المبادرة، عقب تنفيذ طيران التحالف عملية جوية واسعة ردا على هجوم جوي كبير نفذه الحوثيون بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز المجنحة، استهدفت منشآت الغاز والنفط في العاصمة الرياض ومدينة جدة وجيزان وأبها وخميس مشيط وظهران الجنوب ونجران، وتسببت بحرائق كبرى استمرت لأيام.

تقود السعودية، منذ 26 مارس 2015، تحالفا عسكريا يضم دولا عدة أبرزها الامارات ويحظى بدعم لوجستي امريكي وبريطاني، لاستعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، العاصمة صنعاء ومناطق واسعة شمال وغرب اليمن، سيطر عليها الحوثيون أواخر العام 2014.

وينفذ التحالف غارات جوية على ما يسميه “مواقع عسكرية ومخازن اسلحة ومنصات صواريخ وطائرات مسيرة تابعة للحوثيين” في العاصمة صنعاء ومحافظات سيطرتهم، تسببت في مقتل وجرح قرابة 60 ألف يمني مدني معظمهم من الاطفال والنساء وتدمير مرافق مدنية وخدمية.

من جهتهم، ينفذ الحوثيون، هجمات جوية بطائرات مُسيرة وصواريخ باليستية وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن وأراضي المملكة، وقواعد عسكرية ومطارات ومنشآت اقتصادية أبرزها شركة ارامكو النفطية، العملاقة، ومنشآتها في مختلف ارجاء المملكة.

ويبرر الحوثيون هجماتهم الجوية المتلاحقة على المنشآت الاقتصادية والعسكرية السعودية بما يسمونه “حق الرد الطبيعي والمشروع على غارات طيران العدوان (التحالف) وحصاره واحتجازه سفن المشتقات النفطية لأشهر ومنع دخولها ميناء الحديدة رغم حصولها على تراخيص مرور اممية”.

لكن الحرب المتواصلة للسنة الثامنة، لم تحقق اهدافها المعلنة في “انهاء الانقلاب الحوثي وإعادة الشرعية للعاصمة صنعاء”، بقدر “ما دمرت البنية التحتية في البلاد وتسببت بمقتل وجرح 300 الف يمني وتشريد 4 ملايين نازحين داخليا، ونشرت مليشيات متمردة على الشرعية جنوبي وغربي البلاد” حسب تقارير اقليمية ودولية.

يشار إلى أن تقارير الامم المتحدة تؤكد أن الحرب في اليمن أدت إلى “أسوأ ازمة انسانية في العالم” جراء “انهيار قطاعات الخدمات والاقتصاد والعملة وتوقف صرف الرواتب واتساع دائرة الفقر لتشمل 75% من اليمنيين (25 مليون) تتهددهم المجاعة و16 مليون يمني يعتمدون على المساعدات الاغاثية للبقاء احياء”.

 

 

https://twitter.com/Moh_alhauty/status/1508882102607040515

 

زر الذهاب إلى الأعلى