أخبار اليمن

عاجل .. العاصمة على موعد اليوم مع انتفاضة واسعة تستخدم هذه الوسائل غير المسبوقة لتحقيق هذه المطالب

الاول برس – خاص:

تشهد العاصمة المؤقتة عدن، اليوم الجمعة، انتفاضة غاضبة واسعة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي ومجلس القيادة الرئاسي، تتبناها مكونات شعبية ومدنية عدة، ابرزها ما يسمى “تيار شباب عدن المستقل” حسب ما جاء في بيان صادر عنه، هاجم “المجلس الانتقالي” ووصفه بأنه متاجر بالقضية الجنوبية، ومرتهن للمال والوصاية الخارجية.

وخاطب البيان من سماهم “أبناء الجنوب العربي الحر” بقوله: “لقد تحولت أحلامكم وآمالكم إلى سراب على يد من وضعتم بهم ثقتكم، ورهنتم في حوزتهم مستقبلكم وقضيتكم، لكنهم خانوا الأمانة وباعوا القضية في مزاد السياسة؛ بثمن بخس؛ بحثا عن المناصب التافهة، ولهثا وراء المكاسب الشخصية الرخيصة، على حساب الوطن والقضية”.

مضيفا: “هاقد رأيناهم وسمعناهم يتهامسون مع عدونا ويدرسون معه سويا الخطط الملتوية لخداعنا والضحك علينا والمكر بنا، لكن المراحل العصيبة والاختبارات الفاصلة أظهرت لشعبنا معادن الرجال وحقيقة القادة المتأمرين وزيف وعودهم”. وأردف: “لكننا سنرفع صوتنا عاليا، ونعلن براءتنا من كل يد تمتد إلى قتلة أبنائنا، وتصافح سرا أو علانية من اباحوا أرضنا وعرضنا ودمنا ولا زالوا يفعلون ذلك حتى اليوم”.

وتابع: “يا شعبنا العظيم.. الأشخاص يتبدلون لكن القضية ثابتة، ومن حاد عن القضية فإلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه. وهذا مصير من يغريه الطمع بالمال والمنصب أو يقعده الخوف والجبن، ومن يرهن نفسه وقراره لوصاية الخارج، فمن كان ذلك من طباعه فلا خير يرجى في اتباعه”. في اتهام مباشر وصريح للمجلس الانتقالي الجنوبي.

حسب تيار شباب عدن المستقل، فإنه “وابتداء من هذه الساعة نعلن نحن تيار “شباب عدن المستقل” انطلاق نضالنا الوطني المشروع في استعادة دولة الجنوب بكل السبل المشروعة من أجل الجنوب فقط وفقط وفقط”. مؤكدا “لا تسويف بعد هذا اليوم، ولا ارتهان لوصاية احد. سنمضي قدما في رفض الاتجار بقضيتنا ورفض التدخلات الخارجية”.

البيان الذي جرى تداوله على نطاق واسع بمنصات التواصل الاجتماعي لشباب مدينة عدن، أضاف: إن شباب واهالي عدن و”الجنوب” سيمضون قدما “في إتخاذ خطوات عملية شعبية مفاجأة للصديق والعدو وسنزلزل الأرض تحت أقدام الادعياء والمتاجرين والخونة والطامعين”. في تهديد واضح وصريح للتحالف بقيادة السعودية والامارات، والمجلس الانتقالي.

وتابع البيان قائلا: “يا جماهير شعبنا الحر في جغرافيا الجنوب العربي، إن صوت بلدكم المطعون في الظهر يناديكم جميعا للخروج إلى شوراع عدن والمدن الجنوبية ابتداء من ليل الجمعة الموافق 14 إبريل 2022م في تظاهرات غضب ليلية سنطلق عليها اسم “مسيرات المصابيح” وسيقوم الجميع فيها بإضاءة مصابيح هواتفهم وإنارة الشموع إيذانا بتحرك مختلف”.

منوها بأنه سيتم “توثيق الحراك الشعبي ونشره لكي يرى العالم موقفنا بوضوح ويتيقن رفضنا التام والمطلق لما يجري في الرياض وغيرها من تحايل ضد قضيتنا العادلة” حسب تعبيره. مختتما بالدعوة إلى “ثورة الجنوب”، ومشددا على أن الجنوب حر وسيظل حرا عن اي وصاية او ارتهان للخارج أو تسلط من سماهم “الادعياء والمتاجرين بالقضية الجنوبية والجبناء والخونة والطامعين”.

ويأتي هذا الحراك الشعبي في عدن، عقب تراجع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي، بتوجيهات سعودية اماراتية عن خطاب استعادة ما يسميه “دولة الجنوب” ومطالبات انفصال جنوب البلاد بدولة مستقلة عن اليمن، وحديثه عن أن المرحلة توجب على الجميع بما فيها المجلس الانتقاي توحيد الجهود لتحرير الوطن والنهوض باليمن ومؤسسات الدولة في خدمة المواطنين”.

جاء ذلك خلال لقاء الزُبيدي في الرياض مع الصحفيين والإعلاميين المشاركين في المحور الإعلامي بالمشاورات اليمنية، وقال بشأن القضية الجنوبية واستعادة دولة ماقبل 22 مايو 1990: “الجميع اليوم جنود مع هذا الوطن حتى تنتهي الفترة الانتقالية، لتأخذ بعدها الديمقراطية مسارها، وهناك مشروع عربي نهضوي حضاري يجب أن ينتصر في هذه المنطقة”. حد قوله.

في المقابل، قوبلت هذه التصريحات لرئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” الموالي للامارات، عيدروس الزُبيدي، بموجة استياء وغضب قطاع واسع من الناشطين الجنوبين على مواقع التواصل الإجتماعي، معتبرين أن تعيين الزبيدي في منصب نائب رئيس مجلس القيادة “بدل موقفه وأصبح يتحدث بلسان الشماليين، ويتاجر بشعار استعادة الدولة الجنوبية لمصالحه الشخصية”.

وضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن، عبر عقد مشاورات دعت إليها مختلف الاطراف اليمنية وامتنع الحوثيون عن حضورها، لنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي وإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث للشرعية، ويُعين أحد رموز النظام السابق رئيسا للمجلس وقادة الفصائل العسكرية الموالية للرياض وابوظبي اعضاء فيه.

قضى القرار بتعيين القيادي المؤتمري عضو اللجنة العامة للمؤتمر، اللواء رشاد محمد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وتعيين 7 اعضاء في المجلس لكل منهم صفة نائب رئيس، وهم: سلطان بن علي العرادة، وطارق محمد صالح عفاش، عبدالرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي، عثمان حسين مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج سالمين البحسني.

ورأى مراقبون سياسيون للشأن اليمني، محليون وغربيون، أن “نقل السلطة من هادي ونائبه لا يستند إلى مسوغ دستوري شرعي، ويعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها الثلاث، وانهاء للتحالف العسكري لدعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم”.

مشيرين إلى أن “التحالف، بهذا التوجه الجديد، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، واستعدى الارادة الشعبية اليمنية الغالبة، لحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الجوية الحوثية، وانقلب على الشرعية ومكوناتها السياسية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحياته الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها في نهاية المطاف”. حد قولهم.

ولفتوا إلى أن “من شأن هذه التغيرات الكبيرة أن تسفر عن واقع جديد يتصدر فيه النظام السابق للرئيس علي صالح بقيادة طارق عفاش المشهد، بعد افتتاحه فروعا للمكتب السياسي لقواته في محافظات شبوة ومارب وتعز، ضمن توجه التحالف لإعادة نظام الرئيس السابق إلى الواجهة وتسليمه الزمام ودعمه سياسيا وعسكريا واقتصاديا” والبداية باعلان تقديم ثلاثة مليارات دولار.

يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني “تسير منذ بداية العام الفائت باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى