أخبار اليمن

كما كان متوقعا .. “الزُبيدي” يفجر قنبلة لنسف “شرعية” مجلس القيادة الرئاسي ويكشف مآلالات مستقبله (فيديو)

الاول برس – خاص:

فجر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس قاسم الزُبيدي، اول ثغرة في “شرعية” مجلس القيادة الرئاسي، كما كان متوقعا، ودفعت باتجاهه حملة تحريض واسعة، قادها سياسيو وناشطو “الانتقالي” خلال اليومين الماضيين.

جاء ذلك خلال مراسيم تأدية مجلس القيادة الرئاسي اليمين الدستورية في عدن، الثلاثاء، بحضور رئيسي واعضاء مجلسي النواب والشورى وسفراء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسفراء الاتحاد الأوروبي، وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، والمبعوث الأممي إلى اليمن هانز جروندبرج، والمبعوث الامريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينج.

وتعمد الزُبيدي تحريف اليمين الدستورية، قائلا: “بسم الله الرحمن الرحيم، أقسم بالله العظيم أن أكون متمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله .. وأن أحافظ مخلصاً على النظام وأن احترم الدستور والقانون .. وأن أرعى مصالح الشعب وحرياته رعاية كاملة .. وأن أحافظ على الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه”. بينما النص “احافظ على النظام الجمهوري، .. ووحدة الوطن واستقلاله،..”.

في المقابل، احتفى سياسيو وناشطو “المجلس الانتقالي” المتعصبون لدعواته الانفصالية وما يسميه “استعادة دولة الجنوب”. معتبرين أن “نص اليمين الذي أداه الرئيس الزُبيدي مثّل محافظةً على القضية الجنوبية، وبرهن على أن المجلس الانتقالي متمسك بتحقيق حلم شعبه المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط”. بعد استياء واستنكار قبول الزُبيدي بعضوية مجلس الرئاسة.

وذهبت قيادات بارزة في “المجلس الانتقالي” إلى أن “نص أداء الرئيس الزُبيدي لليمين الدستورية جدّد الثقة بين الجنوبيين بأن المرحلة المقبلة وهي تتضمن أن الجنوب أصبح جزءًا من مفاصل اتخاذ القرار، فهي تؤكد كذلك أنّ استراتيجية عمل المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس الزُبيدي ستكون العمل على حفظ مسار القضية الجنوبية وتحقيق حلم استعادة الدولة”. حد تعبيرهم.

مشيرين إلى أن “هذه الرسالة كان قد بعث بها الرئيس الزُبيدي منذ اليوم الأول لتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، باعتبار أنّ تمثيل الجنوب في المجلس الرئاسي يفتح آفاقًا جديدة تعزز من قضية شعب الجنوب على الساحتين الإقليمية والدولية”. وأن “هذا الحضور القوي للقضية الجنوبية أحد المكاسب المهمة التي حقّقها المجلس الانتقالي، التي ستدفع نحو ضمان عدم تهميش القضية”.

وشدد رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية في “المجلس الانتقالي الجنوبي” محمد الغيثي، على فشل محاولات فرض الوحدة اليمنية، واعتبر أنه “مشروع فشل وانتهى”. مشددا في تغريدة بموقع “تويتر” الثلاثاء: إن استعادة دولة الجنوب وهويتها قرار محسوم وفاء لدماء عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى، ومئات الآلاف من المظلومين من أبناء شعب الجنوب الباسل العظيم”.

مضيفا في سلسلة تغريدات تحت عنوان: “لماذا “أقسم” بدون الوحدة والنظام الجمهوري؟”. قائلا: “لقد كنا واضحين وصادقين منذ اليوم الأول، وهو موقفنا الثابت الذي نقتدي فيه بقائدنا الذي فوضناه يوم الرابع من مايو 2017م، اللواء عيدروس قاسم عبدالعزيز الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي”.

وتابع رئيس دائرة الشؤون الخارجية للانتقالي، قائلا: “بدأ نضال شعبنا الجنوبي الباسل منذ عقود، وانطلقت رصاصات المقاومة الجنوبية الباسلة في وجه ميليشيات الحوثي الإرهابية المحتلة قبل انطلاق عاصفة الحزم، وجاءت عاصفة الحزم فزعة عربية صادقة أسندت الشعب حتى تحقق النصر المبين، واليوم، وكما مرينا في مراحل عديدة، نقف على أعتاب مرحلة جديدة ذات أهمية خاصة”.

موضحا ملامح المرحلة: “نوحد فيها الجهود لتحرير الشمال، واستعادته لحضنه العربي تحت مظلة الشرعية، وكذا تثبيت الأمن وتطبيع الأوضاع وإعادة بناء المؤسسات في الجنوب والمناطق المحررة وصولاً الى منطقة خالية من المهددات والأخطار. ولذلك، فإن كل ما سبق يعبر عن حرص شعب الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على المستقبل السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي لمنطقتنا بشكل عام”.

واختتم رئيس دائرة الشؤون الخارجية للانتقالي، محمد الغيثي، بكشف حقيقة ما يبيته “المجلس الانتقالي الجنوبي” في المرحلة القادمة، بقوله: “لكنه لا يلغي حقيقة ان “الوحدة” مشروع فشل، وان الاستحقاق. اليوم تحديداً، فرصة لن تتكرر، يجب التركيز فيها على صنعاء ومسألة استعادتها، وتمكين القوى الصالحة في اليمن من بلادها ومناطقها، ليكون القادم مستقبلاً آمناً وعزيزاً”.

كما ثمن رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا، أحمد عمر بن فريد، موقف رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزُبيدي. ووصفه في تغريدة على حسابه بتويتر، مساء الثلاثاء، بقوله: “الأسد.. يبقى أسد”. مضيفا: “عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ، وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ”.

وقال في تغريدة اخرى على حسابه بموقع “تويتر” مساء الثلاثاء: “الخصم الرئيسي يحتل صنعاء وليس عدن، ومعركتنا الحقيقية تتمثل في اجتثاث الحوثي من جذوره وليس الدخول في معارك جانبية ضد الجنوب وأهله كما حدث في السابق. الرئيس الزبيدي في ذمته عهد ووعد قطعه على نفسه لشعب الجنوب وللشهداء ولقضيتنا ولن ينكث به. وهذا لا يمنع من توجيه السلاح معا ضد الحوثي”.

من جانبه، علق الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، أمجد طه، على أداء عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اليمين الدستورية نائبا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، واضعا علم الجنوب على صدره، وتجاهله لفظ “وحدة اليمن والنظام الجمهوري” في النص الدستوري لليمين الدستورية، رغم قسمه باحترام الدستور، ما يلزمه بجميع احكامه ومواده.

وقال في تغريدة على “تويتر” مساء الثلاثاء: “علم الجنوب العربي على صدره، القائد عيدروس الزُبيدي يؤدي القسم الدستوري للحفاظ على شعب الجنوب العربي بدون ذكر للنظام الجمهوري وما يسمى بوحدة اليمن”. مردفا: “وحدة اليمن مسؤولية أهل اليمن وإعادة السيادة لدولة الجنوب العربي مسؤولية (المجلس الانتقالي) الجنوبي، ضمن الخطوات المرحلية القادمة”. حسب تعبيره.

كما احتفى اعلاميو “المجلس الانتقالي الجنوبي” الذين كانوا تلقوا صدمة بتعيين رئيس المجلس عضوا بمجلس القيادة الرئاسي وتصريحه ان “الاولوية الان لتحرير وبناء الوطن وتحقيق امنه واستقراره” وارجائه القضية الجنوبية واستعادة الدولة إلى “الديمقراطية ليقرر الناس”، برفض عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس تضمين قسمه نائبا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي لفظ الوحدة اليمنية.

وقال الناشط الإعلامي في ما يسمى “الهيئة الجنوبية للاعلام”، هاني مسهور في تغريدة على منصة التدوين المصغر “تويتر” مساء الثلاثاء، أن رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” عيدروس الزبيدي “يؤدي القسم الدستوري بدون ذكر للنظام الجمهوري والوحدة اليمنية”، واردف مشيدا بهذا الموقف المخالف لنص الدستور الذي اقسم أن يحافظ عليه، بقوله: إنه “عهد الرجال للرجال”.

من جهته، احتفى الناشط السياسي محمد سعيد باحداد باستثناء الزُبيدي لفظ الوحدة اليمنية خلال أدائه اليمين الدستورية نائبا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، مغردا بقوله: إننا “قلنا لكم بوقاسم الحارس الأمين على المشروع الوطني الجنوبي والثوابت والحقوق الوطنية الجنوبية التي انطلقت من أجلها ثورة شعب الجنوب التحررية”، متابعا: “تحية لك بحجم الوطن” و”عدن عاصمة القرار”.

وضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، عبر عقد مشاورات دعت إليها مختلف الاطراف اليمنية وامتنع الحوثيون عن حضورها، لإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث للشرعية، وينقل السلطة لمجلس قيادة يرأسه احد رموز النظام السابق، ويضم بعضويته قادة التشكيلات العسكرية المتمردة على الشرعية والموالية للامارات.

قضى القرار الاخير للرئيس هادي، بتعيين القيادي المؤتمري عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، اللواء رشاد محمد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وتعيين 7 اعضاء في المجلس لكل منهم صفة نائب رئيس، وهم: سلطان بن علي العرادة، وطارق محمد صالح عفاش، عبدالرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي، عثمان حسين مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج سالمين البحسني.

ورأى مراقبون سياسيون للشأن اليمني، محليون وغربيون، أن “نقل السلطة من هادي ونائبه لا يستند إلى مسوغ دستوري شرعي، ويعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها الثلاث، وانهاء للتحالف العسكري لدعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم”.

مشيرين إلى أن “التحالف، بهذا التوجه الجديد، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، واستعدى الارادة الشعبية اليمنية الغالبة، لحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الجوية الحوثية، وانقلب على الشرعية ومكوناتها السياسية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحياته الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها في نهاية المطاف”. حد قولهم.

ولفتوا إلى أن “من شأن هذه التغيرات الكبيرة أن تسفر عن واقع جديد يتصدر فيه النظام السابق للرئيس علي صالح بقيادة طارق عفاش المشهد، بعد افتتاحه فروعا للمكتب السياسي لقواته في محافظات شبوة ومارب وتعز، ضمن توجه التحالف لإعادة نظام الرئيس السابق إلى الواجهة وتسليمه الزمام ودعمه سياسيا وعسكريا واقتصاديا” والبداية باعلان تقديم ثلاثة مليارات دولار.

منوهين بأن “التنافر القائم والطموحات المتضادة بين قوى فصائل التشكيلات العسكرية الموالية للرياض وابوظبي والممثلة بعضوية مجلس القيادة الرئاسي، ينذر بنشوب خلافات قد تتطور لاشتباكات وحرب اهلية ستكون عواقبها اخطر اضعافا من الحرب التي شهدتها البلاد خلال السنوات السبع الماضية”. لافتين إلى “وقائع اصطدام عدة بين القوات التابعة لهذه الفصائل”.

يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني “تسير منذ بداية العام الفائت باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي”.

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى