الثالث تواليا .. مسلحون يهاجمون قافلة عسكرية لـ “العمالقة” وينهبون آلياتها واسلحتها وهذا مصير جنودها
الاول برس – خاص:
تعرضت قافلة عسكرية لقوات “العمالقة الجنوبية”، ليل الاربعاء، لكمين محكم مفاجئ بعد اقل من 24 ساعة على كمين مماثل اسفر عن اختطاف سيارة تابعة لألوية العمالقة، و72 ساعة على استهداف طقم اخر بعبوة ناسفة، اسفر عن سقوط جرحى، وسط اتهامات بتدشين مخطط تصفية للألوية، يشرف على تنفيذه عمار صالح عفاش.
وأكدت مصادر عسكرية ميدانية، أن “مسلحين مجهولين، اليوم (الأربعاء) نفذوا كمينا محكما وشنوا هجوماً عنيفاً ومباغتا على قافلة عسكرية تضم مجاميع من الجنود والآليات تابعة لقوات ألوية العمالقة الجنوبية، اثناء عبورها في منطقة خبر المراقشة بمحافظة أبين” جنوبي اليمن.
موضحة أن “الهجوم المسلح نفذه عدد كبير من المسلحين على القافلة العسكرية لألوية العمالقة الجنوبية، اعترضوا القافلة في منطقة خبر المراقشة بمديرية أحور محافظة أبين، ونهبوا محتوياتها من آليات عسكرية وذخيرة، واطلقوا سراح الجنود بعد سلبهم اسلحتهم الالية الشخصية”.
جاء الهجوم بعد اقل من 24 ساعة على هجوم مماثل نفذه مسلحون مجهولون في المنطقة نفسها (خبر المراقشة) الثلاثاء، أسفر عن اختطاف سيارة اسعاف أخرى تابعة لألوية العمالقة الجنوبية المدعومة من الامارات، ولم يعرف مصير السيارة وما إذا كان على متنها اشخاص، حتى الان.
ويأتي الهجومان، عقب 72 ساعة فقط، على استهداف طقما عسكريا تابعا لألوية العمالقة الجنوبية، الاحد، في مديرية المحفد بمحافظة ابين ايضا، بعبوة ناسفة، جرى تفجيرها عن بعد، وأسفر تفجيرها عن سقوط 7 جرحى من الجنود الذين كانوا على متن الطقم، دون معرفة هوية المنفذين.
كما تعرضت سيارة تابعة للقاعدة الادارية بألوية العمالقة الجنوبية، للاختطاف بمَن عليها، مِن مسلحين مجهولين بمنطقة الخديرة في مفرق مديرية الوضيع بأبين، عقب تشكيل التحالف بقيادة السعودية والامارات مجلس قيادة رئاسي والضغط على الرئيس هادي لنقل السلطة اليه وتفويضه صلاحياته.
ويتهم مراقبون للشأن اليمني، وكيل جهاز الامن القومي سابقا، عمار عفاش، بالاشراف على تنفيذ مخطط يسعى لتصفية الوية “العمالقة الجنوبية” والتشكيلات العسكرية الموالية والتابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وكذا الجيش الوطني، بالتفجيرات والاغتيالات والهجمات الارهابية، والاختطافات.
يأتي هذا بعدما ضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر، لنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي وإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث، ويعين على رأس المجلس احد رموز النظام السابق وقيادات الفصائل العسكرية الموالية للرياض وابوظبي أعضاء فيه.
قضى القرار الاخير للرئيس هادي، بتعيين القيادي المؤتمري عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، اللواء رشاد محمد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وتعيين 7 اعضاء في المجلس لكل منهم صفة نائب رئيس، بينهم قادة الفصائل العسكرية المحلية الموالية لأبوظبي والرياض، والمتمردة على الشرعية والقوات الحكومية.
ضمت عضوية مجلس القيادة الرئاسي الذي اضطر الرئيس هادي لنقل السلطة اليه في السابع من ابريل الفائت، وتفويضه كامل صلاحياته بضغط سعودي اماراتي مباشر، كلا من: سلطان بن علي العرادة، وطارق محمد صالح عفاش، عبدالرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي، عثمان حسين مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج سالمين البحسني.
ورأى مراقبون سياسيون للشأن اليمني، محليون وغربيون، أن “نقل السلطة من هادي ونائبه لا يستند إلى مسوغ دستوري شرعي، ويعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها الثلاث، وانهاء للتحالف العسكري لدعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم”.
مشيرين إلى أن “التحالف، بهذا التوجه الجديد، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، واستعدى الارادة الشعبية اليمنية الغالبة، لحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الجوية الحوثية، وانقلب على الشرعية ومكوناتها السياسية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحياته الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها في نهاية المطاف”. حد قولهم.
ولفتوا إلى أن “من شأن هذه التغيرات الكبيرة أن تسفر عن واقع جديد يتصدر فيه النظام السابق للرئيس علي صالح بقيادة طارق عفاش المشهد، بعد افتتاحه فروعا للمكتب السياسي لقواته في محافظات شبوة ومارب وتعز، ضمن توجه التحالف لإعادة نظام الرئيس السابق إلى الواجهة وتسليمه الزمام ودعمه سياسيا وعسكريا واقتصاديا” والبداية باعلان تقديم ثلاثة مليارات دولار.
منوهين بأن “التنافر القائم والطموحات المتضادة بين قوى فصائل التشكيلات العسكرية الموالية للرياض وابوظبي والممثلة بعضوية مجلس القيادة الرئاسي، ينذر بنشوب خلافات قد تتطور لاشتباكات وحرب اهلية ستكون عواقبها اخطر اضعافا من الحرب التي شهدتها البلاد خلال السنوات السبع الماضية”. لافتين إلى “وقائع اصطدام عدة بين القوات التابعة لهذه الفصائل”.
يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني “تسير منذ بداية العام الفائت باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس الأسبق علي صالح عفاش بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي”.