لأول مرة .. نجل الرئيس الأسبق أحمد علي يصدم اتباعه في الداخل بهذا الاعلان المفاجئ لموقفه من التحالف (بيان)
الاول برس – خاص:
صدم احمد علي، نجل الرئيس الاسبق، علي عبدالله صالح عفاش، اتباعه في الداخل والخارج، بمغادرته منطقة الحياد التي ظل يحرص على ملازمتها حيال ما يشهده اليمن منذ اندلاع ثورة الشباب (فبراير 2011) ضد نظام والده العائلي المستبد وفساده، مرورا بالانقلاب “الحوثي عفاشي” على الشرعية، واندلاع الحرب وتدخل التحالف بقيادة السعودية والامارات، وإعلانه موقفه من الاخير، لأول مرة.
وبعث سفير اليمن السابق لدى الامارات، احمد علي، المقيم في ابوظبي منذ 2013م، لأول مرة بما اعتبره مراقبون “تصريحا بانحيازه للامارات وتأييده مشاركتها في التحالف”، في برقية بثها مكتبه ونشرتها وسائل الاعلام التابعة له ولجناح والده في المؤتمر الشعبي العام ووسائل اعلام ابن عمه طارق عفاش، في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
جاء في البرقية: “صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي العهد القائد العام للقوات المسلحة بدولة الامارات العربية المتحدة وإخوانه وكافة آل نهيان والشعب الإماراتي الشقيق، ببالغ الحزن وعميق الأسى، تلقيت نبأ وفاة المغفور له باذن الله صاحب السمو الشيخ / خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة الذي وافاه الأجل اليوم بعد حياة حافلة بالعطاء والعمل في خدمة الإمارات وشعبها والأمة العربية والإسلامية”.
مضيفا، حسب وسائل الاعلام التابعة لأحمد علي: “وبهذا المصاب الجلل، أبعث إلى سموكم ومن خلالكم إلى أسرة الفقيد وكافة آل نهيان الكرام والشعب الإماراتي الشقيق بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة، داعياً الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد الراحل بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمكم الصبر الجميل; وحُسن العزاء، [انا لله وانا اليه راجعون]”.
وتابع احمد علي عفاش، في برقية عزائه ومواساته لأبناء الشيخ زايد ال نهيان في وفاة اخيهم خليفة: “وإنّني وإذ أشاطركم أحزانكم – باسمي واخواني وكافة افراد اسرتنا – بهذاالمُصاب، أسأل الله أن يوفقكم في مهامكم لخدمة الإمارات وشعبها والأمة العربية والإسلامية، وتقبلوا أصدق المشاعر وأسمى الاعتبار والتقدير”. مختتما: “أخوكم أحمد علي عبدالله صالح”.
تأتي هذه البرقية، في وقت يروج اعلام احمد علي وناشطوه على منصات التواصل الاجتماعي، انه “تحت الاقامة الجبرية في الامارات بموجب العقوبات الدولية المفروضة عليه من مجلس الامن الدولي، ولا علاقة له بالحرب في اليمن ولا يمارس أي نشاط سياسي”. في سياق تقديمه لليمنيين بصورة “الرجل الوطني المحايد والمتسامح والمنحاز لليمن فقط”. حد وصفهم.
وتتبنى الامارات، الدفع بأحمد علي إلى رئاسة اليمن عبر مفاوضات بين مجلس القيادة الرئاسي وجماعة الحوثي تفضي إلى تسوية سياسية تنهي الحرب وتستأنف العملية السياسية عبر مجلس رئاسي مؤقت يكون احمد علي رئيسه وعيدروس الزبيدي نائبه، ويضم في عضويته جماعة الحوثي وباقي المكونات السياسية، وفقا لما سربته مصادر دبلوماسية في وقت سابق.
يأتي هذا بعدما ضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر، لنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي وإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث ويعين على رأس المجلس احد رموز النظام السابق وفي عضويته قيادات الفصائل العسكرية المحلية، المتمردة على الشرعية، والموالية للرياض وابوظبي.
قضى القرار الاخير للرئيس هادي، بتعيين القيادي المؤتمري عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، اللواء الدكتور رشاد محمد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وتعيين 7 اعضاء في المجلس لكل منهم صفة نائب رئيس، بينهم قادة الفصائل العسكرية المحلية الموالية لأبوظبي والرياض، والمتمردة على الشرعية وقوات الجيش الوطني الحكومية.
ضمت عضوية مجلس القيادة الرئاسي الذي اضطر الرئيس هادي لنقل السلطة اليه فجر الخميس، السابع من ابريل الفائت، وتفويضه كامل صلاحياته بضغط سعودي اماراتي مباشر، كلا من: سلطان بن علي العرادة، وطارق محمد صالح عفاش، عبدالرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي، عثمان حسين مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج سالمين البحسني.
ورأى مراقبون سياسيون للشأن اليمني، محليون وغربيون، أن “نقل السلطة من هادي ونائبه لا يستند إلى مسوغ دستوري شرعي، ويعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها الثلاث، وانهاء للتحالف العسكري لدعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم”.
مشيرين إلى أن “التحالف، بهذا التوجه الجديد، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، واستعدى الارادة الشعبية اليمنية الغالبة، لحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الجوية الحوثية، وانقلب على الشرعية ومكوناتها السياسية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحيات كوادره الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها في نهاية المطاف”. حد قولهم.
ولفتوا إلى أن “من شأن هذه التغيرات الكبيرة أن تسفر عن واقع جديد يتصدر فيه النظام السابق للرئيس علي صالح بقيادة طارق عفاش المشهد، بعد افتتاحه فروعا للمكتب السياسي لقواته في محافظات شبوة ومارب وتعز، ضمن توجه التحالف لإعادة نظام الرئيس السابق إلى الواجهة وتسليمه الزمام ودعمه سياسيا وعسكريا واقتصاديا” والبداية باعلان تقديم ثلاثة مليارات دولار.
منوهين بأن “التنافر القائم والطموحات المتضادة بين قوى فصائل التشكيلات العسكرية الموالية للرياض وابوظبي والممثلة بعضوية مجلس القيادة الرئاسي، ينذر بنشوب خلافات قد تتطور لاشتباكات وحرب اهلية ستكون عواقبها اخطر اضعافا من الحرب التي شهدتها البلاد خلال السنوات السبع الماضية”. لافتين إلى “وقائع اصطدام عدة بين القوات التابعة لهذه الفصائل”.
يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني “تسير منذ بداية العام الفائت باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس الأسبق علي صالح عفاش بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي”.