ورد الان .. السعودية والامارات ترتبان للقاء يجمع ثلاثة رؤساء يمنيين لأول مرة في هذه المدينة (تفاصيل)
الاول برس – خاص:
يرتب التحالف بقيادة السعودية والامارات، لخطوة غير مسبوقة، تتضمن عقد لقاء قمة سياسي يجمع لأول مرة على مدى الثلاثين عاما الماضية، ثلاثة رؤساء يمنيين، اثنان منهما، لم يلتقيا معا منذ انفجار الخلافات بينهما، إلى حرب دامية ذهب فيها عشرات الالاف من الضحايا العسكريين والمدنيين، وتسببت في نزوح مئات الآلاف، قبل اعادة توحيد شطري اليمن في 22 مايو 1990م.
كشف هذا مسؤول في الحكومة اليمنية، تحدث عن ترتيبات تجريها كل من السعودية والامارات، لعقد لقاء سياسي غير مسبوق، يجمع رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي مع رئيسين سابقين لجنوب البلاد، قبل اعادة توحيد شطري اليمن، في 22 مايو 1990م.
ونقلت وسائل اعلام محلية، عن المسؤول في وزارة الادارة المحلية، ووكيل محافظة البيضاء، المُعين من الشرعية اليمنية، حسن السوادي، أنه “تلقى معلومات من مصادر مطلعة عن لقاء مرتقب سيجمع بين ثلاثة رؤساء يمنيين”.
موضحة أن “اللقاء المرتقب سيجمع الرئيس رشاد محمد العليمي والرئيس علي ناصر محمد والرئيس علي سالم البيض، وبرعاية وحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس دولة الامارات العربية المتحدة محمد بن زايد”.
وذكرت أن “المعلومات الاولية تفيد بأن اللقاء سيعقد في العاصمة المؤقتة عدن، في حال تم دمج مليشيات المجلس الانتقالي وطارق عفاش في قوات الجيش والامن، مالم فإنه قد يعقد في العاصمة الاماراتية ابوظبي، خلال الايام المقبلة”.
لكن وسائل الاعلام المحلية، لم تفصح عن منطلقات اللقاء المرتقب، وما إذا كان يأتي في اطار المصالحة والشراكة الوطنية الواسعة التي اعلن عنها رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أم في اطار ما يروج عن “ترتيبات لانفصال الجنوب”.
وتتزامن هذه المعلومات المسربة عن اللقاء المرتقب بين العليمي وعلي ناصر وعلي سالم البيض، مع تصاعد التوتر سياسيا وامنيا في عدن، على خلفية منع “المجلس الانتقالي” اي احتفالات رسمية أو شعبية بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية، ذكرى اعادة توحيد شطري اليمن، ورفضه توجيهات رئيس المجلس الرئاسي بدمج مليشيات الانتقالي وطارق بقوات الجيش والامن.
جاء الغاء احتفالات ذكرى الوحدة، جراء خذلان التحالف، للمجلس الرئاسي، وانحيازه لصف “الانتقالي” بعد شهر ونصف على ضغط السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن، عبر مزاعم “مخرجات مشاورات الرياض” لإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث ونقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي.
قضى القرار الاخير للرئيس هادي، بتعيين القيادي المؤتمري عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، اللواء الدكتور رشاد محمد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وتعيين 7 اعضاء في المجلس لكل منهم صفة نائب رئيس، بينهم قادة الفصائل العسكرية المحلية الموالية لأبوظبي والرياض، والمتمردة على الشرعية وقوات الجيش الوطني الحكومية.
ضمت عضوية مجلس القيادة الرئاسي الذي اضطر الرئيس هادي لنقل السلطة اليه فجر الخميس، السابع من ابريل الفائت، وتفويضه كامل صلاحياته بضغط سعودي اماراتي مباشر، كلا من: سلطان بن علي العرادة، وطارق محمد صالح عفاش، عبدالرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي، عثمان حسين مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج سالمين البحسني.
ورأى مراقبون سياسيون للشأن اليمني، محليون وغربيون، أن “نقل السلطة من هادي ونائبه لا يستند إلى مسوغ دستوري شرعي، ويعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها الثلاث، وانهاء للتحالف العسكري لدعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم”.
مشيرين إلى أن “التحالف، بهذا التوجه الجديد، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، واستعدى الارادة الشعبية اليمنية الغالبة، لحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الجوية الحوثية، وانقلب على الشرعية ومكوناتها السياسية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحياته الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها في نهاية المطاف”. حد قولهم.
ولفتوا إلى أن “من شأن هذه التغيرات الكبيرة أن تسفر عن واقع جديد يتصدر فيه النظام السابق للرئيس علي صالح بقيادة طارق عفاش المشهد، بعد افتتاحه فروعا للمكتب السياسي لقواته في محافظات شبوة ومارب وتعز، ضمن توجه التحالف لإعادة نظام الرئيس السابق إلى الواجهة وتسليمه الزمام ودعمه سياسيا وعسكريا واقتصاديا” والبداية باعلان تقديم ثلاثة مليارات دولار.
منوهين بأن “التنافر القائم والطموحات المتضادة بين قوى فصائل التشكيلات العسكرية الموالية للرياض وابوظبي والممثلة بعضوية مجلس القيادة الرئاسي، ينذر بنشوب خلافات قد تتطور لاشتباكات وحرب اهلية ستكون عواقبها اخطر اضعافا من الحرب التي شهدتها البلاد خلال السنوات السبع الماضية”. لافتين إلى “وقائع اصطدام عدة بين القوات التابعة لهذه الفصائل”.
يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني “تسير منذ بداية العام الفائت باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس الأسبق علي صالح عفاش بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي”.