أخبار اليمن

ورد الان .. اول موقف رسمي للرئيس العليمي من تصعيد “الانتقالي” واحتجاجات عدن وهذا ما طلبه من المواطنين ووعد به

الاول برس – خاص:

سجل رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، من العاصمة السعودية الرياض، أول موقف رسمي له من تصعيد “الملجس الانتقالي الجنوبي” الاخير في عدن، وتوظيفه الاحتجاجات الشعبية على تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية، ومحاولته ركوب الموجة والتنصل عن مسؤولياته.

وأكد الرئيس رشاد العليمي تفهمه للاحتجاجات الشعبية التي تشهدها العاصمة المؤقتة عدن، متعهداً بالعمل الجاد للتخفيف من المعاناة التي دفعتها للخروج، وذلك بعد أن ركب “المجلس الانتقالي” التابع للإمارات موجتها وحورها عن مسارها لخدمة مصالحه الضيقة.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها مساء الاربعاء، الرئيس رشاد العليمي، في تغريدات نشرت على حسابه بمنصة التدوين المصغر “تويتر”، قال فيها: “لقد تابعت بألم شديد واهتمام بالغ الاحتجاجات الشعبية في مدينة عدن الحبيبة وأتفهم أسبابها ومبرراتها”.

مفصحا عن جانب من نتائج مباحثاته المتواصلة في الرياض، بقوله: “أعدكم أني وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي سنبذل كل جهد لإتخاذ كل مايمكن عمله، وبذل المزيد من الجهود لأجل الحصول على مساعدات إستثنائية عاجلة من أشقائنا للتخفيف من هذه الأزمة الخانقة في قطاع الكهرباء”.

وأوضح رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي الذي عاد من جولته الخارجية إلى الرياض، أن “أزمة الكهرباء تحتاج إلى تدخلات سريعة بعيداً عن كل فساد وروتين وبيروقراطية عرقلت كل المحاولات السابقة، وكذلك التفكير في خلق الفرص والحلول لمواجهة هذه المعوقات”.

موجها طلبا للمواطنين في العاصمة المؤقتة عدن، بقوله: “كل ما أطلبه منكم هو منحنا المزيد من الوقت لمعالجة المشكلة وتجاوز هذه الأزمات المركبة”. وأكد أن “المجلس سيلزم الحكومة القيام بواجباتها بطريقة مختلفة عن ماكان في السابق، ليكون الوزير فيها موظفاً في خدمة الشعب”.

يأتي هذا بعد أن استغل “المجلس الانتقالي”، خلال الايام الاربعة الماضية، احتجاجات عفوية في عدن على ارتفاع أسعار البنزين، في تفجير الوضع بعدن، وتسويغ انقلابه الجديد، بايعازه لأنصاره بالتظاهر ضد الحكومة الشرعية، وتوظيف الاحتجاجات لتحقيق مصالح ضيقة له.

وأفادت مصادر في الحكومة بأن “الانتقالي” وجه أنصاره ومليشياته في مديريات عدن لتأجيج الاحتجاجات وقطع الطرق مستغلاً إعلان شركة النفط رفع أسعار البنزين التجاري إلى 25800 ريال مقابل الجالون سعة 20 لتراً. رغم تراجع الشركة عن اعلانها واعتمادها سعر البيع وفق اخر زيادة 19800 ريالا.

مضيفةً أن تحرك “الانتقالي” ضمن برنامجه التصعيدي للضغط على رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي ونوابه، يسعى للإطاحة بالحكومة بهدف الاستحواذ على غالبية حقائبها مستنداً على مليشياته التي تسيطر على العاصمة. منوهة بامتناع مليشيات الانتقالي عن منع زحف المحتجين لقصر معاشيق.

وهدد مشاركون في الاحتجاجات حملوا راية علم الانفصال الذي ينادي به “الانتقالي”، باقتحام قصر معاشيق الذي يتخذه رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي ومجلس الوزراء، مقرا لإقامتهم منذ عودتهم إلى عدن نهاية ابريل الماضي. مؤكدين “استمرار التصعيد الشعبي حتى اقالة الحكومة الفاشلة والفاسدة ورحيل المجلس الرئاسي”. حسب تعبيرهم.

يأتي هذا، جراء تأخر منحة الثلاثة مليارات دولار، التي اعلنت تقديمها السعودية والامارات في السابع من ابريل الفائت، عقب ضغطهما على الرئيس هادي لنقل السلطة وتفويض كامل صلاحياته لملجس قيادة رئاسي يضم رموز النظام السابق وقادة التشكيلات العسكرية المتمردة على الشرعية، واستمرار انهيار الريال اليمني متجاوزا 1150 ريالا للدولار.

وضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر، لإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، وتعيين أحد رموز النظام السابق رئيسا له وأعضاء معظمهم من قادة الفصائل العسكرية المحلية، المتمردة على الشرعية، والموالية للرياض وابوظبي.

قضى القرار الاخير للرئيس هادي، بتعيين القيادي المؤتمري عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، اللواء الدكتور رشاد محمد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وتعيين 7 اعضاء في المجلس لكل منهم صفة نائب رئيس، بينهم قادة الفصائل العسكرية المحلية الموالية لأبوظبي والرياض، والمتمردة على الشرعية وقوات الجيش الوطني الحكومية.

ضمت عضوية مجلس القيادة الرئاسي الذي اضطر الرئيس هادي لنقل السلطة اليه فجر الخميس، السابع من ابريل الفائت، وتفويضه كامل صلاحياته بضغط سعودي اماراتي مباشر، كلا من: سلطان بن علي العرادة، وطارق محمد صالح عفاش، عبدالرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي، عثمان حسين مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج سالمين البحسني.

ورأى مراقبون سياسيون للشأن اليمني، محليون وغربيون، أن “نقل السلطة من هادي ونائبه لا يستند إلى مسوغ دستوري شرعي، ويعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها الثلاث، وانهاء للتحالف العسكري لدعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم”.

مشيرين إلى أن “التحالف، بهذا التوجه الجديد، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، واستعدى الارادة الشعبية اليمنية الغالبة، لحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الجوية الحوثية، وانقلب على الشرعية ومكوناتها السياسية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحيات كوادره الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها في نهاية المطاف”. حد قولهم.

ولفتوا إلى أن “من شأن هذه التغيرات الكبيرة أن تسفر عن واقع جديد يتصدر فيه النظام السابق للرئيس علي صالح بقيادة طارق عفاش المشهد، بعد افتتاحه فروعا للمكتب السياسي لقواته في محافظات شبوة ومارب وتعز، ضمن توجه التحالف لإعادة نظام الرئيس السابق إلى الواجهة وتسليمه الزمام ودعمه سياسيا وعسكريا واقتصاديا” والبداية باعلان تقديم ثلاثة مليارات دولار.

منوهين بأن “التنافر القائم والطموحات المتضادة بين قوى فصائل التشكيلات العسكرية الموالية للرياض وابوظبي والممثلة بعضوية مجلس القيادة الرئاسي، ينذر بنشوب خلافات قد تتطور لاشتباكات وحرب اهلية ستكون عواقبها اخطر اضعافا من الحرب التي شهدتها البلاد خلال السنوات السبع الماضية”. لافتين إلى “وقائع اصطدام عدة بين القوات التابعة لهذه الفصائل”.

يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني “تسير منذ بداية العام الفائت باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه جناح الرئيس الأسبق في المؤتمر الشعبي بقيادة نجله احمد علي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي”.

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى