تدمي القلب .. صرخة شاب عدني تبكي الملايين وتكشف حقيقة الوضع في عدن وتفضح خفايا للتحالف لأول مرة (فيديو صادم)
الاول برس – خاص:
وجه احد شباب عدن، صرخة مؤلمة تبكي كل من استمع اليها وتدمي القلب، لمرارة الشكوى التي تبثها وكشفها ممارسات صادمة للتحالف في عدن، وهول ما يعانيه اهالي عدن وشبابها من معاناة يومية مع الجوع ولظى الصيف دون كهرباء أو مياه، وغلاء المعيشة جراء تدهور العملة والريال اليمني وارتفاع اسعار السلع الغذائية والمشتقات النفطية.
وتداول نشطاء على نطاق واسع بمنصات التواصل الاجتاعي مقطع فيديو، لشاب يصرخ بوجه نظرائه من شباب عدن، داعيا اياهم إلى أن يفيقوا قبل الفوات وينظروا لما آلت اليه اوضاعهم وما تنذر به من ضياع الحاضر والمستقبل، ويتحركوا لانهاء معاناتهم التي اعتبرها مفتعلة وممنهجة من جانب التحالف.
الشاب العدني الذي يقدر عمره في منتصف العشرينيات وبداية الثلاثينيات، قال في مقطع الفيديو المسجل له: “القيادات حقنا يشلوا فلوس بالجزم من التحالف. والتحالف يشل فلوس بالجزم من الخليج، والخليج يشل فلوس بالجزم من ترامب. نصحي متى با نصحي يا عيال عدن، اصحوا، متى باتصحوا يايمن؟”.
مضيفا بغضب: “متى بتصحوا يا عيال عدن، اصحوا، يلعن والدينا احنا، نحنا كلاب حقراء سفل، راضينا على نفوسنا، راضيين على عارنا راضيين على نفوسنا مغتصبين من مين. فين الرجال اللي كانت في 2015م، اصحوا عبال عدن منكم مليان، راضيين على نفوسكم تتبهدلوا تتشمتوا، لا كهرباء لا ماي”.
وتابع صارخا من شدة الألم: “الان الان.. واحد من عيال عدن، كم في بجيبك؟ كم في بجيبك، اصحوا، قوموا ثوروا. إللي اول، الله يسامح الشيوبة الي خرجت بريطانيا اول حاجة. ثاني شي، بألفين وخمستاعشر، قامت رجال، واجهت الحوثي، وهو الحوثي. ما نقدرش نواجه الناس اللي هنا، اول شي نصفي اللي هنا”.
مخاطبا شباب عدن بنبرة قهر الرجال، قائلا: “كدا هبلكم علني، حرام ورب العرش ما اخاف الا من رب العباد. لأن قد نحنا ميتين ميتين. انا ميت ماشي جسد بدون روح، ولا لكم باب يا تحالف. يا تحالف ارحل. ايش شفنا منك. شفنا كذب ونهب علينا وضرب علينا بالصواريخ، دمرتم البنية التحتية والبنية الفوقية”.
مضيفا: “لا عاد فيه وزارات لا عاد فيه رواتب، نهب وسرقة واغتيالات. ارحل”. وتوعد التحالف بقيادة السعودية والامارات والمجلس الانتقالي: “معاكم فترة شهر، يمين الله، تجي من عند الله، ارحلوا كلكم، قيادات الجنوب ترحلوا لأنكم جزم ياقيادات، تدروا ليش، رضيتم علينا، رضيتم على ابناءكم يا شلافيت يا للي تشيلونه بالرجل”.
وتابع بحرقة يقشعر لها السامع قائلا: “نحن رجال نحنا ذكر نحنا الله ورسوله، يا حقراء ياسفل، ياللي خليتوا اصحاب الكبسة يتكلموا علينا. تعالوا انزلوا الميدان، جالسين بالطقوم، فرحانين لي الدشر، طبال طبال، شلال، عيدروس، عبدربه ، كل ابتكم مش رجال، رضيتوا على عاركم، على لحمتكم، تتبهدل، نحنا مبهدلين يا شلافيت”.
مردفا في مخاطبة القيادات الجنوبية، وبصورة خاصة قيادات “المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي تسيطر مليشياته على العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن المحافظات الجنوبية، منذ اغسطس 2019م: “شوف نحنا كلما نتكلم بالغدرة، لا ماي لا كهرباء، ايش عاد باقي”. واختتم بقوله: “انتظروا مني الشوط الثاني، قود مورننق”.
وتشهد العاصمة المؤقتة عدن، منذ السبت الفائت، احتجاجات شعبية غاضبة ومتصاعدة، على تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية، وتزايد ساعات انقطاعات الكهرباء رغم الصيف اللاهب ومعها خدمة المياه العمومية، وارتفاع اسعار السلع الغذائية والمواد التموينية والمشتقات النفطية، علاوة على استمرار الانفلات الامني.
تسببت الاحتجاجات المتواصلة في قطع عدد من شوارع مديريات عدن، واحراق المحتجين اطارات السيارات التالفة، مرددين هتافات منددة بما سموه “سياسة التجويع والتركيع” ومطالبين برحيل من وصفوهم “الفاشلين والفاسدين” من جميع اطراف السلطة في عدن، وفي مقدمهمالتحالف بقيادة السعودية والامارات، بوصفه “يتعمد التنكيل باليمنيين”.
ونجحت الاحتجاجات في اجبار شركة النفط اليمنية في عدن، على التراجع عن اعلانها اعتماد زيادة جديدة في سعر بيع البنزين بنسبة 14% على اخر زيادة اقرتها في مايو الفائت، ليتجاوز سعر الصفيحة 20 لترا 25800 ريالا، وتأكيدها تموين المحطات بنصف مليون لتر واعتماد البيع بالسعر السابق للاعلان الاخير والبالغ 19800 ريالا.
لكن المواطنين المحتجين، يتقدمهم تيار ما يسمى “شباب عدن المستقل”، رفضوا الانسحاب من الشوارع وانهاء الاحتجاجات، مشترطين “اقالة الفاسدين والفاشلين في الحكومة أو اقالة الحكومة بالكامل”، ومطالبين بـ “اتخاذ قرارات واجراءات عملية لإيقاف انقطاعات الكهرباء والمياه، وتثبيت سعر العملة واسعار السلع الغذائية والمشتقات النفطية، أقل من صنعاء”.
وحاول المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للامارات، التنصل عن مسؤوليته في تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وانهيار الريال، بركوب موجة الاحتجاجات وتوظيفها ضد الحكومة المشكلة مناصفة بين وزرائه والشرعية اليمنية، وضد مجلس القيادة الرئاسي، الممثل فيه رئيس المجلس الانتقالي بجانب ثلاثة اعضاء يمثلون جنوب البلاد، لكن المواطنين لم يسمحوا بذلك.
اضطر المجلس الانتقالي الجنوبي، لإلتزام الخطاب الحكومي الساعي إلى التهدئة ومنح الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي الفرصة لتصحيح الاوضاع ومعالجة اختلالات المالية والخدمية وتحسين الاوضاع المعيشية، وقابل المحتجون هذه الوعود برفض بقائها مجرد وعود، مطالبين بقرارات واجراءات فورية وعملية، تترجم هذه الوعود، مؤكدين “استمرارهم في تصعيد الاحتجاجات”.
وهدد مشاركون في الاحتجاجات حملوا راية علم الانفصال الذي ينادي به “الانتقالي”، باقتحام قصر معاشيق الذي يتخذه رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي ومجلس الوزراء، مقرا لإقامتهم منذ عودتهم إلى عدن نهاية ابريل الماضي. مؤكدين “استمرار التصعيد الشعبي حتى اقالة الحكومة الفاشلة والفاسدة ورحيل المجلس الرئاسي”. حسب تعبيرهم.
يشار إلى أن تفاقم تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية، ناجم عن تأخر منحة الثلاثة مليارات دولار، التي اعلنت تقديمها السعودية والامارات في السابع من ابريل الفائت، عقب ضغطهما على الرئيس هادي لنقل السلطة وتفويض كامل صلاحياته لملجس قيادة رئاسي يضم رموز النظام السابق وقادة التشكيلات العسكرية المتمردة على الشرعية، واستمرار انهيار الريال اليمني متجاوزا 1150 ريالا للدولار.