أخبار اليمن

كما ورد .. تطورات متسارعة بقضية رباب “شهيدة العفاف” عقب اول جلسات محاكمة سائق الباص المتحرش (صور+ تفاصيل)

الاول برس – خاص:

 

شهدت قضية التحرش جنسيا والتسبب بمقتل رباب بدير “شهيدة العفاف” التي هزت جميع اليمنيين وأعادت إلى الواجهة والأذهان قيمة الشرف وأصالة التضحية لأجل صونه وهوان الموت دونه، تطورات متسارعة عقب احالة الجاني للقضاء وبدء اولى جلسات محاكمته.

وأفادت مصادر قضائية بأن “المحكمة الجزائية في محافظة إب، عقدت الثلاثاء، أول جلسة لها في قضية مقتل #شهيدة_العفاف رباب أحمد علي مجلي بدير، التي اضطرت لالقاء نفسها من على حافلة ركاب مسرعة في مدينة يريم، منعا لاختطافها واغتصابها”.

موضحة أنه “تم في الجلسة الاولى للمحكمة الجزائية في اب برئاسة رئيس المحكمة القاضي عبدالعالم الحمودي، مواجهة المتهم في الجريمة البشعة زيد محمد الرياشي، بالتهم المنسوبة إليه في قرار الاتهام، واستعراض قائمة أدلة الاثبات، وأدلة الادعاء العام والخاص”.

وذكرت أن أدلة الإثبات، شملت اعتراف الرياشي بنقله للمجني عليها، وأنها قفزت من فوق الباص، وهروبه ساعتها وعدم توقفه، واعترافه في محاضر الشرطة بأنه تحرش بامرأتين أخريتين، إحداهما المجني عليها، وأخرى في عام 2021 تقريبا، صدر فيها حكم بإدانته”.

منوهة بأن “أدلة الاثبات تضمنت أيضاً شهادات عدد من الشهود، ممن حضروا أمام المحكمة الجزائية والنيابة والشرطة وأكدوا سلوك المتهم السيء وتمرسه على التحرش بالنساء ومحاولة اختطافهن بنفس الطريقة، انتظار نزول الركاب وبقاء الضحية، لاختطافها واغتصابها”.

لكن المصادر أشارت إلى أن “المحكمة الجزائية في محافظة اب، أقرت خلال الجلسة عدم اختصاصها بالنظر في قضية مقتل المجني عليها، وإحالتها إلى النيابة والمحكمة الجزائية المتخصصة في أمانة العاصمة”. وهو ما أكدته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التابعة لسلطات الحوثيين.

والاربعاء، أعلن مصدر قضائي أن “الشعبة الجزائية الأولى بمحكمة الإستئناف في محافظة اب قبلت استئناف النيابة وأولياء دم المجني عليها رباب بدير، وقضت باستمرار المحكمة الجزائية الابتدائية بمحافظة إب بالنظر في القضية ومحاكمة المتهم خلال الاجازة القضائية في عيد الأضحى”.

يأتي هذا عقب اسبوع على مقتل الضحية رباب بدير، عقب خروجها من منزلها عصر الأحد قبل الماضي، لشراء حاجات من السوق، وبعد صعودها الحافلة، بدأ السائق التحرش بها جنسيا، وفور ملاحظتها تغييره خط سيره، محاولا خطفها، ألقت بنفسها من باب الحافلة وهي تسير مسرعة.

وأعلنت ادارة امن مديرية يريم، الاثنين الفائت، أن “دورية شرطة المرور بالمديرية عثرت على جثة المجني عليها رباب احمد علي بدير جوار محطة علوان – الدائري الغربي – بمديرية يريم وعليها رضوض في الجسم وضربة في الرأس، وقادت التحريات وتسجيلات كاميرا المراقبة لكشف الجريمة”.

مؤكدة في بيان رسمي صادر عنها أنه “اتضح من خلال تسجيلات كاميرا المراقبة، أن الضحية سقطت من على باص نوع دايو، لون اخضر ولوحته المرورية برقم 7/15495 خصوصي تابع للمدعو زيد محمد ناجي الرياشي، وتم الانتقال لمنزله وضبط الباص والتحري عنه حتى التمكن من ضبطه”.

وأفادت بأن “الجاني اوقف باصه امام منزله وأفرغ اطارات باصه للايحاء بأنه معطل، وانتقل للاختباء في احدى القرى المجاورة، لكن أهالي مدينة يريم، ساعدوا الجهات المختصة بالمديرية، في القاء القبض على المجرم، عقب ساعات من وقوع الجريمة”. حسب بيان ادارة امن مديرية يريم بمحافظة اب.

من جانبها، ذكرت مصادر أمنية في مدينة تريم بأن “التحقيقات مع سائق الباص المدعو زيد محمد ناجي الرياشي (35 عاما)، المتهم بالتحرش جنسيا بالضحية رباب بدير والتسبب في مقتلها، له سوابق جنائية مع ضحايا اخريات، وتورط اشخاص آخرين معه في محاولة اختطاف ضحيته الأخيرة”.

موضحة أن “التحقيقات في الجريمة، قادت إلى الكشف عن وجود أشخاص مجهولين كانوا شركاء مع المتهم الرياشي في هذه الجريمة، وثبت تورطهم في محاولة اختطاف الضحية رباب بدير (25 عاما) قبل أن تقفز من الحافلة هرباً من الاغتصاب، وصونا لشرفها وعرضها من تدنيسه”.

وأكدت المصادر الامنية أن “إدارة امن يريم استكملت التحقيق وأحالت المتهم زيد الرياشي إلى النيابة الجزائية في محافظة إب، بعد تعاون مشايخ المنطقة في تسليمه للعدالة، ورفضهم التستر عليه بعد هروبه للاختباء في احدى القرى، رافضين التواطؤ في جريمة فطرت قلوب اليمنيين”.

مشيرة إلى أن “المتهم اعترف باختطاف فتيات أخريات، وأنه كان يستغل نزول جميع الركاب من الحافلة لتقييد الراكبة الأخيرة واختطافها ليغتصبها، وتمت احالته من إدارة امن يريم، إلى النيابة الجزائية بمحافظة إب، بعد تظاهرات أمام الادارة طالبت بتعجيل احالته للقضاء”.

ورفع المئات من مشايخ وأهالي يريم، عريضة تطالب وزارة حقوق الانسان في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، تقديم الدعم اللازم والعون لأسرة الضحية واطفالها، وتبني القضية كونها قضية رأي عام، مطالبين اجهزة الامن سرعة احالة الجاني وشركائه إلى القضاء لتحقيق العدالة.

إلى ذلك، فجرت قضية رباب بدير، المرأة اليمنية التي القت بنفسها من على متن باص ركاب وهو يسير مسرعا، هروبا من تعرضها للاغتصاب وتدنيس شرفها وعرضها، فور تحرش السائق بها ومحاولته اختطافها بتغيير خط سيره، تفاعل ملايين اليمنيين والعرب، على منصات التواصل الاجتماعي.

ولاقت الواقعة تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي في اليمن ودول العالم العربي، عبرت عن اعتزازها وافتخارها برباب التي اطلقوا عليها لقب “شهيدة العفاف”، ونظم الشعراء عشرات القصائد في رثائها، والافتخار بعزتها وتفضيلها الموت على ان يدنس شرفها، معتبرين انها فخر لكل اليمنيين.

انشأ اليمنيون مجموعة على منصات التواصل باسم رباب بدير شهيدة العفاف، حفلت بآلاف المنشورات والتغريدات تحت وسم #شهيدة_العفاف، اثنت جميعها على عفة الشهيدة واصالتها وحسن تربيتها، وبسالة موقفها في الذود عن شرفها وعفتها، حتى لو كان البديل الموت دون أن تبالي.

وسارع اليمنيون بالمئات حتى الان، إلى تسمية مواليدهم الجدد من الاناث خلال الاسبوعين الماضيين باسم شهيدة العفاف “رباب” اعتزازا وافتخارا بشجاعتها وعفتها وبسالتها في التضحية بحياتها ذودا عن شرفها وعرضها، املين من الله ان تنشأ بناتهم نشأة مماثلة لنشأة الشهيدة رباب بدير.

من جهته، اعلن زوج الضحية رباب بدير، والمغترب خارج اليمن للعمل، موقفه من القضية، ونعى زوجته في منشور على حائطه بموقع فيس بوك، بقوله: “رحمكي الله زوجتي الغالي واسكنش فسيح جناته مع الانبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، لله ما اعطاء ولله ما اخذ”.

مضيفا: “نسأل الله أن يغفر لها ويرحمها ويسكنها فسيح جناته ” وأرفق مع المنشور صورة لطفليه محمد وميار، مع تعليق على الصورة، قال فيه: “احرمة الجنة احرمة الشهادة ذي احرمكم من حنان الام. ابتسموا رغم الالم فوالدتكم ماتت موتة العز والشرف، الله يتقبلها من الشهداء”.

يشار إلى أن الجريمة غير المسبوقة، اعادت إلى الواجهة والاذهان، قيمة الشرف واصالة التضحية لأجل صونه وهوان الموت دونه، بعدما كانت تراجعت هذه القيمة بين اوساط عدد من الشباب والشابات، تحت تأثر موجات الغزو الثقافي التي تزين العلاقات المحرمة وتسوغها عبر المسلسلات الدرامية والكليبات الغنائية وتصورها امرا عاديا وحقا للجنسين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى