ماذا تفعل الحرب ببراءة الأطفال في اليمن ؟
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الصراع في اليمن تسرب إلى كل جوانب حياة الأطفال هناك وأوقع خسائر فادحة”.
وأكدت المنظمة الدولية في تقرير لها نشرته مؤخراً أن ” 3.2 مليون طفل وامرأة يعانون من سوء التغذية الحاد في اليمن، حيث يعاني 50 في المائة من جميع الأطفال من نمو متوقف”.
وأضافت بإن النزاعات في اليمن تجبر الأطفال على النمو في وقت مبكر أكثر مما ينبغي، وغالبًا ما يصبحون معيلين، يضطرون إلى العمل أو ينتهي بهم الأمر في الشوارع للتسول.
وتابعت “غالبًا ما يتوقف تعليمهم ويتم تقليص وقت اللعب وتغيير طفولتهم بشكل لا رجعة فيه”.
وذكرت أن الوضع الإنساني الكارثي في اليمن يعني أن ما يقدر بنحو 7.4 مليون طفل يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
مستقبل مجهول
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر “يضيع جيلا من الأطفال لأن فرص فتح آفاقهم تتلاشى، التعليم المهدد اليوم يعني طريقًا أضيق نحو فرص العمل المستقبلية والفرص التي من شأنها أن تسمح لهؤلاء الأطفال بتجنب الوقوع في شرك الأعمال الوضيعة
وأردفت “لقد انقضت مساحة الحصول على طفولة طبيعية مليئة باللعب والإستقرار والروتين، كما أدى تدمير المدارس – التي لا تزيد عن أربعة جدران فقط يحصل فيها الأطفال على التعليم – إلى تدمير المساحة التي عزز فيها العديد من الأطفال صداقاتهم مدى الحياة”.
أطفال خارج أسوار المدراس
وقالت مع وجود ما يقدر بمليوني طفل خارج المدرسة وأكثر من ألفي مدرسة تضررت أو دمرت بسبب الحرب، وفقًا للأمم المتحدة، فقد أصبح الوصول إلى التعليم صعبًا بالنسبة للكثيرين.
ولفتت إلى أن 38 في المائة من المرضى في مراكز إعادة التأهيل التي تدعمها اللجنة الدولية هم من الأطفال الذين يحتاجون إلى خدمات الأطراف الإصطناعية وتقويم العظام بسبب فقدهم أو إصابتهم بأذى شديد.
واستدركت إنه مع تحول خطوط المواجهة وتوسيعها تصبح المزيد من الأراضي ملوثة بالذخائر غير المنفجرة والألغام الأرضية. مؤكدة أن الأطفال يتأثرون بشكل خاص لأنهم غالباً ما يلتقطون هذه الذخائر غير المتفجرة، ويخطئون في اللعب بها.
أطفال في مواجهة الكوليرا
وعن جائحة وباء الكوليرا تقول الصليب الأحمر “كان لدى اليمن أكثر من 200 ألف حالة كوليرا مشتبه بها في الأطفال وما لا يقل عن 193 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا.
وأوضحت أن ما يقرب من 17.8 مليون شخص في اليمن يفتقرون إلى المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي الملائمة بسبب الخسائر الناجمة عن النزاع على البنية التحتية، وأصبح مشهد الأطفال الذين يحملون صفيح الماء في مجرى المياه مشهدًا مألوفًا في العديد من المدن في جميع أنحاء اليمن.
وذكر التقرير أن الصراع والكوارث الطبيعية والهجرة يمكن أن يؤدي إلى فصل أفراد الأسرة، البعض يختفي ولا يسمع به مرة أخرى، بالنسبة للأطفال، -حسب التقرير- فإن فقدان الحياة الأسرية والأمن الذي يوفره الآباء والأشقاء أمر مدمر.
وأشارت إلى أن مخيمات النازحين في اليمن، يوجد ما لا يقل عن 1200 طفل غير مصحوبين بذويهم ومنفصلين عنهم وذلك حسب تقييمات مواقع المجموعات المتعددة لعام 2018.
إنتهاكات
وقالت اللجنة الدولية إن الأطفال في اليمن يعانون من إنتهاكات لحقوقهم الأساسية يوميًا، ونطاق العنف الذي يواجهونه بامتداده من مشاهدة أعمال عنف وتدمير إلى القتل والإصابة والتجنيد في جماعات مسلحة والإستغلال من خلال العمل وزواج الأطفال والإتجار بهم يؤثر على الصحة النفسية للأطفال.
وأكدت أن العديد من الأطفال يواجهون العديد من الكوابيس واضطرابات النوم والشعور بالذنب وتغيير السلوكيات الإجتماعية من بين أمور أخرى، فقد تعطلت حياتهم اليومية وذهب شعورهم بالإستقرار وزادت مخاوفهم من المستقبل.
وختمت لجنة الصليب الأحمر تقريرها بالقول “تصبح الطفولة في اليمن مخنوقة بسبب النضال والمعاناة التي هي واضحة جداً، ترى ذلك في الشوارع حيث يسحب الأطفال صفيحاتهم خلفهم يبحثون عن الماء وتراه في المدارس المدمرة بينما يحاول الأطفال التعلم وسط الأنقاض وفي المتاجر وغيرها من الأماكن التي يتخلص فيها الأطفال من العيش من خلال الوظائف الوضيعة فقط من أجل البقاء.