أخبار العالمأخبار اليمن

ناشونال إنترست: الحرب السعودية في اليمن هدفها تأمين خط نفطي بعيداً عن هرمز

قال الباحث في جامعة برنستون الأمريكية، اليوم الجمعة، أن الحرب السعودية في اليمن تدور كلها على النفط وإمداداته.

وذكر في تحليل نشرته صحيفة “انترناشونال انترست؛ وترجمته صحيفة “القدس العربي” أن التوتر الإقليمي جعل من مضيق هرمز معبر غير موثوق لـ 30% من إمدادات النفط العالمية ولهذا بدأت العائلة المالكة تبحث عن خطوط بديلة وأكثر أمنا لنقل نفطها إلى العالم.

وأكد أن المفارقة في الحملة التي تقودها السعودية في اليمن هي أنها ولدت خصما عنيدا وهم الحوثيون.

وبحسب الباحث كشفت الهجمات في الشهر الماضي على منشآت أن الحوثيين قادرين على ضرب العمق السعودي وتعطيل إمدادات النفط العالمية مما كلف العائلة المالكة مليارات الدولارات من موارده.

وأضاف: في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة والإعلام السعودي توجيه أصابع الاتهام إلى إيران إلا أن السؤال يظل عن سبب عدم جاهزية وزارة الطاقة السعودية لهجمات كهذه.

وأكد أنه مع أن الحركة الحوثية تقوم ومنذ عام 2009 بهجمات على الحدود الجنوبية للسعودية وقامت باختراق المناطق الحدودية والمجال الجوي السعودي عبر إطلاق صواريخ سكود والطائرات بدون طيار.

واعتبر هجوم إبقيق على المنشآت النفطية لن يكون الأول ولا الأخير الذي يظهر مكامن ضعف السعودية.

وبعد الهجمات بفترة قصيرة قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مازحا إن على السعودية شراء نظام أس-400 لحماية نفسها.

ويرى الكاتب أن مزاحه في محله إن اخذنا بعين الاعتبار مليارات الدولارات التي أنفقتها السعودية على نظام باتريوت الذي تصنعه شركة رييثيون الأمريكية وزادت هذه النفقات بالتأكيد بعد الهجمات الأخيرة.

وذهب إلى أنه في الوقت الذي لم يتم فيه تجريب نظامي أس-300 أو أس-400 فلا ضمان أن يكون أي نظام دفاعي قادر على اعتراض صواريخ وطائرات بدون طيار حلقت على مدى منخفض.

وفي ردها على الهجمات الحوثية ضد أراضيها فمن الأفضل النظر إلى محاولات اختراق الحدود السعودية قبل الحوثيين وهي العملية المصرية لدعم الجمهوريين في اليمن أثناء الستينات، حيث وضعت مصر ثلث قواتها الجوية هناك لدعم الجمهورية التي أنشئت عام 1962.

وقادت الحرب الأهلية التي نشبت نتيجة هذا بين الجمهوريين والقبائل الشمالية لبحث رجال القبائل عن ملجأ لهم عبر الحدود.

وقامت الطائرات المصرية بملاحقتهم إلى داخل الأراضي السعودية وقصفت الأسواق والمخازن والإمدادات.

وناشدت السعودية الرئيس جي أف كيندي وطلبت منه الدعم العسكري، وخاف من تهديدها للملكية ومنابع النفط. ووافق كيندي الخائف ومن إرسال قوات أمريكية والتورط بحرب جديدة على نشر سرب من المقاتلات ونشرها في قاعدة الظهران الجوية في العملية التي أطلق عليها عملية السطح الصلب.

ومنع كيندي الطيارين الأمريكيين من محاولة مواجهة الطيارين المصريين خشية الدخول في حرب طويلة على الحدود السعودية. وتم استبدال سرب المقاتلات الذي أرسله كيندي بحراسات بحرية فيما أعيدت تسمية قاعدة الظهران ليطلق عليها قاعدة الملك عبد العزيز الجوية.

وتعتبر الآن مركزا لسلاح الجو الملكي السعودي. وكان سلاح الردع هو الطريقة الأهم لمنع نزاعات إقليمية، وترافقت المهمة التي سمح بها كيندي عام 1963 مع قوة مراقبة دولية تابعة للأمم المتحدة والتي قامت بمراقبة الحدود السعودية والكشف عن اختراقات للطيران المصري لها.

ومن هنا يمكن للأمم المتحدة لعب نفس الدور من خلال مراقبة الحدود السعودية – اليمنية بشكل يخفف من التوتر بين الطرفين.

ويفيد إلا أن المهمة الأولي والأخيرة لحماية المنشآت النفطية السعودية هي مهمة الرياض وبالتأكيد ستقود إلى حملة شراء إن لم تكن مفرطة على الأسلحة.

ويظل سؤال حماية إمدادات النفط وتأمين المنشآت النفطية وإيصاله إلى الخارج مهما خاصة بالرياض في الوقت الذي تواصل فيه السعودية بناء أنبوب نفط عبر محافظة المهرة شرق اليمن. وبناء هذا الخط وميناء نيشتون في جنوب اليمن هو نتاج لمفاوضات طويلة عمرها عقودا من الزمن.

ورفض الرئيس السابق علي عبد الله صالح منح السعودية سيادة على أراض يمنية لبناء أنبوب نفط. ومن هنا فزيادة التوتر في منطقة الخليج وضع ضغوطا على العائلة المالكة للبحث عن طرق جديدة للنفط بعدما أصبح مضيق هرمز خطرا.

ويرى الكاتب أن اندلاع الحرب الأهلية في عام 2014 أعطت السعودية فرصة لبناء سلطة جديدة تمنحها الفرصة لمواصلة بناء الخط النفطي والموافقة على شروطها.

وأكد أنه في الوقت الذي لم تسر فيه الحرب حسب المخطط لها إلا أن الرئيس عبد ربه منصور هادي مقيم في الرياض وهو مدين ببقائه للبلد المضيف، مما يعني أن لا سلطة لديه لمنع خطط السعودية بناء خط النفط ولا الميناء في الجنوب.

وفي حزيران (يونيو) 2018 زار السفير السعودي لليمن محمد آل جابرمنطقة المهرة باعتباره المشرف على مشاريع الإعمار في اليمن وبعد دراسات جدوى أعدتها شركة أرامكو.

ورغم تدني الكثافة السكانية في المهرة إلا أنها تظل تهديدا للمشروع السعودي ومن هنا فهجمات إبقيق هي بمثابة صرخة تحذير لوزارة النفط السعودية، وسواء كان المنفذ لها الحوثيين أم إيران فهذا أمر غير مهم.

ودخلت السعودية الحرب في اليمن بحثا عن بديل لنقل نفطها لمضيق هرمز الذي بات خطرا ولكنها خلقت بالضرورة تهديدا أمنيا جديدا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى