أخبار اليمن

من يقف وراء الاغتيالات في عدن… لماذا تزايدت عقب توقيع اتفاق الرياض؟

الأول برس: تقرير

عادت موجة الاغتيالات، وبشدة، إلى العاصمة المؤقتة عدن، بالتزامن مع تعثر تنفيذ بنود اتفاق الرياض، وحالة التوتر هناك بين الحكومة اليمنية ومليشيات الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.

وكانت عمليات الاغتيال تلك موجهة بدرجة رئيسية ضد مسؤولين عسكريين حكوميين في الأغلب، بينهم العميد الركن مسفر الحارثي، مدير دائرة الرقابة والتفتيش بوزارة الدفاع، الذي نجا من العملية، ومدير أمن مديرية الروضة بشبوة، الملازم مجاهد صبيح، ومديرا البحث الجنائي في المنصورة وخور مكسر بعدن.

ومن بين تلك العمليات التي تبناها تنظيم داعش، استهداف نائب مدير القوى البشرية للحزام الأمني بمديرية المنصورة بعدن، العقيد محمد صالح، في الـ7 من ديسمبر الجاري.
وقال التنظيم، في بيان صادر عنه، إن مجموعة من أنصاره نفذت العملية لقتل أحد “طواغيت” الإمارات، بحسب وصف البيان.

تزايد عمليات الاغتيالات في عدن

ارتبطت الاغتيالات، بشكل ملحوظ، في عدن، مع المتغيرات السياسة، لكن تزامنها، هذه المرة، مع اتفاق الرياض الذي تم التوقيع عليه مطلع نوفمبر الماضي، يفتح الباب أمام الكثير من التساؤلات عن الجهة التي تقف وراء تلك العمليات؟ وما الهدف منها في هذا التوقيت؟
ووفقاً لمنظمة “رايتس رادار”، فإن زيادة وتيرة الاغتيالات، تؤثر سلباً على الوضع الأمني، وعلى ثقة الناس بالسعودية قائدة التحالف، وبقدرة قواتها على ضبط الانفلات الأمني في عدن.

الهدياني : هناك علاقة مباشرة بتلك العمليات، كونه يعني عودة الحكومة وتغييرات في الجانب الأمني والعسكري، وخروج الإمارات من المشهد، ودخول السعودية بديلاً عنها لإدارة هذا الملف في عدن.

وشهدت عدن 10 عمليات اغتيال منذ توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة و”مليشيا الانتقالي”، في 5 نوفمبر الماضي، لكن ناشطين جنوبيين يؤكدون رصدهم 12 عملية تمت خلال أسبوع واحد فقط.

ويربط المحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني، بين تلك الاغتيالات، واتفاق الرياض الذي قال إن له علاقة مباشرة بتلك العمليات، كونه يعني عودة الحكومة وتغييرات في الجانب الأمني والعسكري، وخروج الإمارات من المشهد، ودخول السعودية بديلاً عنها لإدارة هذا الملف في عدن.

الخوف من كل تلك المتغيرات المتوقعة، جعل اللاعبين المتمثلين بالإمارات وجماعتهم المسلحة، يكثفون أعمالهم الإرهابية وخلط الأوراق والاغتيالات، لإرسال رسائل عدة للداخل والخارج، على حد الهدياني.

وفي تصريحه لـ”الأول برس، أكد الهدياني أن “داعش” هو قناع لقوات “الانتقالي”، فبيانه الصادر عنه يتناقض مع أدبيات التنظيم، فالمصطلحات ليست له، في إشارة إلى البيان الصادر عن تنظيم داعش حول استهدافه نائب مدير القوى البشرية للحزام الأمني بمديرية المنصورة بعدن.

والهدف من كل ذلك -بحسب الهدياني- هو تخويف المجتمع الدولي والإقليمي من أي تغيير يمس عدن، ومحاولة الإبقاء على قوات “الانتقالي” ونفوذ الإمارات، واستمرار سيطرتهم على العاصمة المؤقتة، ومنع أي تغييرات قد تتم بناء على اتفاق الرياض، فإما هم، أو أن البديل هو الفوضى والفراغ والقتل.

ويرى الباحث في الشؤون السياسية عدنان هاشم، أن تزايد الاغتيالات لا يرتبط باتفاق الرياض، بقدر ارتباطه بالمعلومات والتحقيقات بشأن السجون السرية، وملفات التحقيقات التي كانت تديرها دولة الإمارات في عدن والمحافظات الجنوبية، حسب ما يقول لـ”الأول برس”.

وتوقع هاشم استمرار الاغتيالات، حتى تعود دولة تحتكر السلاح بيدها، وتوقف التشكيلات شبه العسكرية التي لا تعمل تحت إداراتها.

من يقف وراء الاغتيالات؟

ويعد تسجيل كل عمليات الاغتيال بشكل متقارب، وفي منطقة جغرافية صغيرة متمثلة بعدن، تأكيد على أن تلك الأعمال الممنهجة تتم بغطاء وتواطؤ من قبل القوات الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي، والمسيطرة على عدن في الوقت الحالي، بخاصة أنه وحتى الآن لم يتم تقديم أي فاعل أو متهم، وفق الهدياني.

ويبرر حديثه ذلك بالإشارة إلى نوعية الاستهداف، فـ90% ينتمون لأطراف معادية لـ”الانتقالي”، ويرفضون الانفصال، ومشاريع الإمارات.

ويعد اتهام “الانتقالي” بالوقوف وراء تلك العمليات، بأنه ليس تجنياً، مدللاً على ذلك بإشارته إلى التصعيد من قِبل قيادات الصف الأول في المجلس، والذين هاجموا اتفاق الرياض، ورفضوا تنفيذ بنوده، كونهم يرغبون في أن يأخذوا منه ما يريدون فقط، ورفض أي أمر سيكون في صالح الحكومة.

زر الذهاب إلى الأعلى