مال و أعمال

قوة موالية للتحالف تعلن مسؤوليتها عن إطلاق النار على لجنة فتح الطريق بين صنعاء وعدن


يمن إيكو| خاص:

اعترفت القوات التابعة للحكومة اليمنية بإطلاقها النار على اللجنتين الرئاسية والعسكرية المعنيتين بفتح طريق الضالع عدن، والتابعتين لحكومة صنعاء، خلال إجراءات فتح الطريق التي تمت الثلاثاء.

وقال الناطق باسم القوات المسلحة الجنوبية، محمد النقيب، في بيان صحافي رصده “يمن إيكو”، إنهم فوجئوا بما أسماها “مسيرة مسلحة كبيرة”، حشدها الحوثيون، وأضاف أنها “ضمت قوة من العناصر المدججة بالأسلحة، اتجهت نحو تمركز قواتنا في منطقة التماس، الأمر الذي دفع بقواتنا المرابطة هناك للتعامل مع الموقف وإطلاق نيران تحذيرية لإيقاف تلك المسيرة المسلحة”.

واتهم النقيب حكومة صنعاء بأنها كانت تبيت نوايا عسكرية، بقوله: “ولأنّ الأمر كان مبيتاً بنوايا حوثية عسكرية لا علاقة لها بالجانب الإنساني، اعتدت عناصر الحوثيين المسلحة على قواتنا بنيران كثيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وبمدفعية الهاون وتم الرد عليها بالمثل”.

يأتي ذلك في وقت لم يشر أعضاء اللجنتين الرئاسية والعسكرية إلى أنهم أو مرافقوهم ردوا على مصادر النيران التي أطلقت عليهم من جانب قوات الحكومة اليمنية، كما لم يظهر في التسجيلات المرئية التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية سبأ، وتابعها “يمن إيكو”، أن أعضاء اللجنتين أو مرافقيهم أطلقوا النار على الطرف الآخر.

كما يقول مراقبون إن ناطق القوات الجنوبية تجاهل أنهم كانوا على علم وتنسيق مسبق بتحركات فتح الطريق من قبل صنعاء، وإن السلاح الذي كان يحمله مرافقو وأعضاء اللجنتين الرئاسية والعسكرية هو ضمن التقاليد اليمنية التي يعرفها الجميع، وأن الطرف الآخر كان على علم بأن القادمين سيكونون حاملين لأسلحتهم الشخصية، وهي تقاليد المنطقة نفسها كعموم مناطق اليمن.

وكانت سلطات حكومة صنعاء أعلنت، الثلاثاء، عن فتح طريق يربط بين محافظتي الضالع وعدن جنوب اليمن، وذلك في منطقة دمت، مؤكدة تعرض اللجنتين العسكرية والرئاسية المعنيتين بفتح الطرقات إلى إطلاق نار فور وصولها إلى الطريق المراد فتحها.
وأظهر مقطع فيديو نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التابعة لحكومة صنعاء، قيام اللجنة الرئاسية واللجنة العسكرية المعنية بفتح الطرقات، مع حشد جماهيري كبير، بإزالة الحواجز الترابية والأحجار المنتشرة في الطريق، كما أظهر الفيديو أصوات إطلاق نار على اللجان والجموع الغفيرة من المواطنين، ما أدى إلى إصابة اثنين، وفق ما أكده التسجيل المرئي.
وقالت مصادر خاصة لـ”يمن إيكو”: إن “الجماهير توافدت بالآلاف ومعهم قيادات الدولة من وزير الأشغال غالب مطلق وعضو مجلس الشورى نايف حيدان والمحافظ ومدير الأمن وكل مسؤولي السلطة المحلية للمحافظة والدكتور حمود العودي، وإلى أن وصلوا إلى منطقة الزيلة بعد إزالة الحواجز الترابية وفتح الطريق تتقدمهم ‏الرايات البيضاء استقبلوا بالرصاص والقذائف من مختلف الأسلحة وسقط العديد من الجرحى”.

وقالت مصادر أخرى لـ”يمن إيكو”: إن اللجتين الرئاسيتين التابعتين لحكومة صنعاء رغم تعرضهما وجموع الجماهير لإطلاق النار إلا أنهما استكملتا إزالة الحواجز الترابية في الأجزاء التي تخص حكومة صنعاء”.

وأضافت المصادر أن وزير الأشغال في حكومة صنعاء غالب مطلق وبحكم انتمائه للضالع يجري اتصالات مباشرة مع محافظ الضالع في الحكومة اليمنية، وعيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي، مواصلاً النقاش معهما لإنجاح المبادرة واستكمال فتح الطريق من جانب القوى اليمنية المدعومة من التحالف السعودي.

وأكدت المصادر أن فتح هذا الطريق سيقلص ساعات السفر بين صنعاء وعدن إلى 8 ساعات فقط.

يشار إلى أن وكالة الأنباء سبأ التابعة لحكومة صنعاء، عن القائم بأعمال محافظ الضالع، تأكيده قيام مسلحي الطرف الآخر بمحاصرة اللجنة واستهدافها بالسلاح الخفيف والثقيل دليلاً على تعنتهم واستمرارهم في تضييق الخناق على المواطنين وحرمانهم من أبسط الحقوق في استخدام الطريق بأمن وسلام.

وأكد أنه ورغم التنسيق مع الطرف الآخر إلا أنهم غدروا بالجميع إمعاناً في مضاعفة معاناة المواطنين.. مشيراً إلى أن تصريحات الطرف الآخر كانت للاستهلاك الإعلامي فقط.

عضو لجنة الوساطة ممثل منظمات المجتمع المدني الدكتور حمود العودي، أوضح في تصرح تسجيلي نشرته الوكالة، أن اللجان كانت مستبشرة خيراً خلال توجهها لفتح طريق صنعاء – الضالع – عدن، لكنها فوجئت بالاعتداء عليها من الطرف الآخر. مضيفاً: “كنا بانتظار من يقابلنا بالمحبة والسلام ففوجئنا بكل ما ينافي القيم والأخلاق والعادات اليمنية”.. لافتاً إلى أن الاعتداء أثناء مهمة فتح الطريق يستهدف كل اليمنيين ويخدم أعداء اليمن في الداخل والخارج.

وفي السياق ذاته، قال عضو اللجنة الرئاسية وزير الإشغال العامة التابعة لحكومة صنعاء، غالب مطلق: “كنا على تواصل مع الطرف الآخر وتنسيق لفتح الطريق إلا أننا فوجئنا بإطلاق النار علينا من قبل عناصر تابعة لهم”.

وحسب ما نشرته الوكالة، أوضح أعضاء اللجنة الرئاسية وممثلون عن منظمات المجتمع المدني والمشايخ والوجهاء، أن الطرف الآخر وبدلاً من التجاوب مع اللجنتين واللقاء بهما قام بإطلاق النار ما أدى إلى إصابة شخصين. مؤكدين أنه وعلى الرغم مما قام به الطرف الآخر من تصعيد ومحاولة لإفشال هذه المساعي، إلا أن المبادرة ما تزال قائمة لفتح هذا الطريق الحيوي.





مصدر الخبر

زر الذهاب إلى الأعلى