صفقة القرن.. هل صيغت أميركيا وإسرائيليا لرفضها فلسطينيا؟
الأول برس |
استبعد محللون إسرائيليون نجاح تنفيذ “صفقة القرن” دون موافقة السلطة الفلسطينية، وقللوا من فرص تطبيقها حتى لو حظيت بدعم دول عربية، لكنهم لم يستبعدوا أن تمنح الخطوة الأميركية إسرائيل لأول مرة في تاريخها القدرة على رسم حدودها بضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن وفقا للاعتبارات الأمنية ووفقا للمصالح الإستراتيجية الإسرائيلية.
ويعتقد المحللون أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسية بامتياز وتشكل طوق نجاة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه تهما بملفات الفساد، وأتت لتعزيز فرص نتنياهو للفوز على رئيس تحالف “أزرق-أبيض”، بيني غانتس، وتشكيل حكومة مستقبلية عقب حسم انتخابات الكنيست التي ستجري في 2 مارس/آذار المقبل.
ويستبعد المحللون إمكانية نجاح تطبيق الخطة على أرض الواقع بالدعم الأميركي لوحده، ويعتقدون أن الخطة صيغت بشكل يحفز السلطة الفلسطينية لرفضها بسرعة دون أي مساومة على قبولها، علما أن خطة ترامب تعاملت مع الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني من خلال الوقائع والحقائق المفروضة على أرض الواقع منذ احتلال الضفة الغربية بالعام 1967.
وبعيدا عن سنوات التحضير للخطة وتكثيف التسريبات في الآونة الأخيرة التي سبقت إعلان ترامب ومباركة نتنياهو وغانتس، هناك من يعتقد في الجانب الإسرائيلي أن هذا الإعلان رمزي حتى من وجهة النظر الصهيونية ويهودية الدولة، ويرجحون أنه لا مكان لتطبيق الصفقة على أرض الواقع دون موافقة الجانب الفلسطيني.
وتتماشى الخطة، وفقا للمحللين، مع تطلعات إسرائيل والدعم المطلق الذي تحظى به من إدارة ترامب التي ستكون الحصن قبالة أي انتقادات دولية، بل وستعمل على تجنيد دول عربية وخليجية لتنفيذ الخطة بمعزل عن الموقف الفلسطيني.
نتنياهو وترامب
وكتب محرر صحيفة “هآرتس”، حيمي شيلو، أن الكشف في هذا التوقيت عن خطة ترامب الذي يواجه إجراءات لعزله في الكونغرس الأميركي كما نتنياهو الذي يواجه تهم فساد، لا تهدف إلى إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإحلال السلام بالشرق الأوسط، وإنما لتمكين حكومة نتنياهو ضم أجزاء من الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات دون انتقادات قوية من المجتمع الدولي.
ويجزم شيلو أن الجانب الفلسطيني بمختلف الفصائل ورغم الانقسام لن يقبل بـ”صفقة القرن” حتى لو قبلت بها من دول عربية وخليجية ورحبت بها، وشكك في إمكانية تطبيق خطة ترامب على أرض الواقع، كونها صيغت بشكل متعمد ليرفضها الفلسطينيون.