لماذا أطلق على فيروس كورونا هذا الاسم؟
يواصل فيروس كورونا الانتشار بسرعة في جميع أنحاء العالم، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى الإعلان عن حالة طوارئ دولية للصحة العامة. ولكن لماذا يطلق عليه هذا الاسم؟
في تقريرها الذي نشرته صحيفة “إكسبريس” البريطانية، قالت الكاتبة، جيورجينا لود، إن فيروس كورونا قد خلق فزعا في جميع أنحاء العالم حيث تحذر البلدان من السفر إلى الصين وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن “العالم بأسره ينبغي أن يكون في حالة تأهب”. وفي الوقت الراهن، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن حالة طوارئ صحية عالمية.
وأعلنت الفلبين اليوم الأحد عن تسجيل أول حالة وفاة بفيروس كورونا الجديد، مشيرة إلى أنه رجل صيني من مدينة ووهان، وذكر تلفزيون الصين المركزي اليوم الأحد نقلا عن لجنة الصحة الوطنية، أن عدد وفيات فيروس كورونا الجديد داخل البلاد بلغ 304 حالات بنهاية أمس السبت، وذلك بزيادة 45 حالة عن اليوم السابق.
وسجلت كل حالات الوفيات الجديدة في إقليم هوبي بؤرة انتشار الفيروس، وأعلنت ووهان عاصمة الإقليم عن وفاة 32 شخصا بالفيروس.
ووصل عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في أنحاء الصين يوم السبت إلى 2590 شخصا، ليسجل العدد الإجمالي للإصابات 14500 حالة حتى الآن.
لماذا يطلق عليه الفيروس التاجي، وماذا يعني كورونا؟
ذكرت الكاتبة أنه وفقا للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، تعد الفيروسات التاجية مجموعة من الفيروسات التي تنتج أعراضا مشابهة لأعراض الإنفلونزا، يمكن أن تتراوح الأعراض بين الرشح والسعال والتهاب الحلق والحمى، كما يمكن أن تتطور الحالة أيضا إلى التهاب رئوي.
وأفادت الكاتبة بأن فيروس كورونا حصل على اسمه من كلمة “كورونا” التي تعني التاج باللغة اللاتينية. ويتميز الفيروس التاجي بسلسلة من النتوءات على سطحه تجعله شبيها بالتاج، ولهذا السبب سمي بذلك الاسم. وتشمل الفيروسات التاجية المعروفة الأخرى المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة وفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
في الواقع، كان أول انتشار لمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة في الصين بين نوفمبر/تشرين الثاني 2002 ويوليو/تموز 2003 والتي أصابت 8098 شخصا، قتل منهم 774 في 17 دولة. في المقابل، ظهر فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لأول مرة بالسعودية عام 2012 وانتشر منذ ذلك الحين إلى العديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وذكرت الكاتبة أن أغلب المصابين بفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية يعانون من أمراض تنفسية حادة، بما في ذلك الحمى والسعال وضيق التنفس. ويذكر أن العديد منهم قد مات.
من جهته، قال الدكتور مايك ريان، رئيس برامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، إن الصين “تركز بشدة” على وقف تفشي فيروس كورونا. وأضاف “نحن في منعطف مهم من هذا الحدث. ونعتقد أنه لا يزال بالإمكان وقف سلسلة انتقال هذه العدوى”.
وتابع مشيرا إلى أن الصين، “تتخذ إجراءات استثنائية في مواجهة ما يشكل تحديا غير عادي”. وحسب الدكتور ريان، وهو من أقدم المحاربين لتفشي الأمراض بما في ذلك وباء المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة وكذلك تفشي فيروس إيبولا في غرب أفريقيا، ظل فيروس كورونا “مستقرا بشكل ملحوظ”.
مثير للقلق
وأوردت الكاتبة أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس ذكر في حديث للصحفيين بجنيف هذا الأسبوع أن انتشار الفيروس بين الناس خارج الصين مثير للقلق.
ونوه بأن “السبب الرئيسي لهذا الإعلان ليس بسبب ما يحدث في الصين بل بسبب ما يحدث في دول أخرى”. وأضاف أن “الشاغل الأكبر بالنسبة لنا يكمن في إمكانية انتشار هذا الفيروس في الدول التي تعاني من ضعف الأنظمة الصحية وغير المستعدة للتعامل معه. إن هذا الإعلان ليس دعوة إلى عدم الثقة بالصين، بل على العكس من ذلك، ما زالت منظمة الصحة العالمية تثق بقدرة الصين على السيطرة على تفشي الفيروس”.
ونوهت الكاتبة بأنه على الرغم من أن العديد من شركات الطيران قد ألغت رحلات إلى الصين -إلى جانب المؤسسات التجارية التي علقت خدماتها مؤقتا في المئات من المحلات التجارية على غرار ستاربكس وماكدونالدز- فإن الدكتور تيدروس قال إن منظمة الصحة العالمية لا توصي بفرض قيود على السفر أو التجارة مع الصين.