أخبار اليمن

السعودية تكشر عن انيابها وتسيء لنائب الرئيس وسياسي يكشف الدوافع والغايات (تفاصيل)

السعودية تكشر عن انيابها وتسيء لنائب الرئيس وسياسي يكشف الدوافع والغايات (تفاصيل)

 

 

الاول برس – متابعة خاصة:

 

هاجمت وسائل الاعلام السعودي نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح الاحمر، المقيم في العاصمة السعودية الرياض، ضمن الاستضافة السعودية للشرعية اليمنية، التي تقاتل بتحالفها لاستعادتها واعادتها إلى اليمن” كما تقول، فيما الواقع على النقيض.

 

واثارت الاتهامات التي وجهها الاعلام السعودي دونما اي سند أو دليل، لنائب رئيس الجمهورية، موجة استياء واسعة واستنكار واستهجان هذا التصرف الذي وصفوه بأنه “ارعن ومبتذل” في الضغط على الشرعية اليمنية للقبول بأجندة قطبي التحالف، السعودي والاماراتي، في اليمن.

 

الكاتب والسياسي اليمني عامر الدميني، كتب مقالا تحليليا مركزا، تداولته وسائل اعلام عدة، تحت عنوان “الوقاحة السعودية في استهداف الاحمر”، استهله بتأكيده أن “الوقاحة السعودية تصل مداها، وتأبي إلا أن تذكر بحقيقة السعودية كلما أحسن البعض الظن بها”.

وفي ما يلي نص المقال:

 

هذه المرة تنال تلك الوقاحة من نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر الذي يتعرض للمز والشيطنة والإساءة من قبل شخصيات إعلامية سعودية ساقت له اتهامات دون إعتبار لمنصبه السياسي، ولا إحترام للرجل الذي يقيم في الأراضي السعودية بتنسيق كامل مع الحكومة السعودية، ولا لماضي الرجل الذي يعد من المؤيدين للسعودية، والمتحالفين معها منذ فترة طويلة، وحقق للرياض الكثير خاصة مع الحرب التي تقودها في اليمن منذ ست سنوات.

 

هذه الإساءة لم تصدر من الذباب الإلكتروني المعروف بمثل هذه الشنائع المستمرة، بل صدرت من شخصية تعمل في مؤسسة إعلامية مرخصة من الجهات الحكومية السعودية، ويدعى سامي العثمان، ويعمل رئيسا لتحرير صحيفة العروبة، ما يعني أنه معروفا لدى سلطات بلاده، وليس مجرد شخص مغمور.

تلك الإساءة تعدت النقد لمواقف الأحمر، وذهبت للإساءة لشخصه بشكل مباشر، وبألفاظ سوقية مبتذلة، واحتوت على مغالطات وإفتراءات مفضوحة، ومن السخرية أنها أعقبت تصريحات للأحمر أشاد فيها بالقيادة السعودية ورعايتها لاتفاق الرياض الأخير، وتضمنت دعوة لضرورة توحيد الصف لمواجهة المشروع الإيراني في اليمن!

لم يأت هذا الشخص بجديد، فقد ردد ما ظل غيره يردده منذ سنوات كمزاعم يكذبها الواقع وتدحضها الحقائق الواضحة، وصدرت سابقا عن جهات إعلامية يمنية إما معادية للسعودية كالحوثيين ومن تحالف معهم، أو مناهضة للحكومة الشرعية التي تقول السعودية إنها جاءت لدعمها في اليمن كالمجلس الإنتقالي، ومن يدور في فلكه من وسائل إعلام ممولة من دولة الإمارات.

وهذا التطابق في الطرح والرؤية يؤكد أن إعلام السعودية أصبح فعلا واقعا تحت قبضة الإمارات وخارج سيطرتها، وتكررت إساءاته للعديد من الشخصيات والأطراف اليمنية المؤيدة والحليفة للسعودية، وظهر هذا الإعلام فاقدا للبوصلة، ويعاني من التخبط الذي لايفرق بين عدو وصديق وحليف.

وما نشره هذا الشخص يعكس المعسكر الذي يتخندق فيه اليوم، ويتضح هذا في الكلام الذي ردده، كدعمه للإنفصال والتشطير لليمن، والإساءة لمحطات البلد التاريخية كالوحدة ومن سعى وعمل لتحقيقها، وهو التوجه الذي ترعاه أبوظبي بوضوح في اليمن، وتجند له المليشيا والمرتزقة وكتائب الإعلاميين التابعين لها.

 

والملاحظ من كثرة هذه المواقف المهزوزة للإعلام والإعلاميين السعوديين أن كثير منهم أصبح تحت تأثير المعلومات المضللة عن رموز الشرعية وقياداتها، وباتوا جلساء لشخصيات يمنية أدمنت الدس والوقيعة ضد اليمنيين، وتسعى للانتقام من بعض المسؤولين والرموز والكيانات اليمنية بهذه الطرق الخسيسة، وهي ذات السياسة التي دفعت الكثير لاتخاذ موقف واضح من الرياض، ويرتفع عددهم كل يوم.

غير أن صدور هذه الإساءة من شخصية سعودية في هذا التوقيت ينطوي على العديد من المؤشرات التي يمكن قراءتها هنا، فهي أولا تأتي من إعلامي سعودي معروف لدى الجهات السعودية، وبالتالي فإن شجاعته في التفوه بتلك الإساءات يعني موافقة الجهات الحكومية السعودية التي تتعامل بقبضة حديدية مع كلما ينشر في وسائل الإعلام السعودية، ومع ما ينشره الإعلاميين السعوديين خصوصا في وسائل التواصل الإجتماعي.

وتعكس تلك الإساءة حقيقة السعودية نفسها في المقام الأول، فهي من يستضيف الأحمر الذي يلتقي قيادتها ومسؤوليها، وينسق معهم في العديد من الملفات والقضايا، وبالتالي فإن اتهام الأحمر بتلك الاتهامات يشمل أيضا المسؤولين السعوديين بما فيهم الملك سلمان نفسه، وولي عهده وغيرهم، ما يجعل هؤلاء المسؤولين جميعا في ذات دائرة الإتهامات والإساءات التي تفوه بها ذلك الشخص، ويقدمهم كأغبياء يجهلون ولا يعرفون شيئا عن المسؤولين الذين يتعاملون معهم.

هذا الأسلوب الوقح لهذا الشخص ومن يقفون خلفه يؤكد أن لا أمان للسعودية، ولايمكن الثقة بها كحليف، وأن الرياض لاتفي مع حلفائها، وأن الغدر والخيانة هي طبائع سعودية خالصة مع كل من يثق بها أو يدور في دائرتها.

ومن المعلوم هنا أن السعودية انتفضت وتوحشت ضد العديد من الشخصيات اليمنية التي انتقدت قيادتها وسلوكها في الملف اليمني، وضغطت على أحزاب يمنية للتخلي عن أعضاء فيها بسبب مواقفهم المناوئة لقياداتها كما حصل مع الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان وشخصيات أخرى، بينما تبتلع لسانها وتتغاضى عن مواطنيها من إعلاميين ومحللين ومهرجين ممن يسيؤون للقيادات اليمنية المقيمة في أراضيها.

إن من المعيب والمخزي دبلوماسيا وأخلاقيا توجيه تلك الاساءة للأحمر، والسكوت عنها نكاية به سيشجع على الإساءة لشخصيات أخرى، ومهمها كانت درجة الخلاف مع كثير من قيادات الحكومة الشرعية المقيمة في الرياض لكن لا نرضى إطلاقا بهذا التناول المسيء والمشين الذي يستهدفها من وقت لآخر من الإعلام السعودي.

 

لذلك مكتب الأحمر والحكومة برمتها مطالبون باتخاذ موقف سريع ورادع لمثل هذا الشخص، فالإساءة للأحمر الذي يشغل منصبا حكوميا رفيعا هي أيضا إساءة للحكومة اليمنية التي يعمل معها، وينتمي لها، ويمثلها، والصمت تجاه مثل هكذا قضايا فلن يؤدي سوى لمزيد من التطاول والشتائم والإهانات، وتلك ضريبة البقاء في الرياض.

اليوم بات جليا أن الإخفاق السعودي المتكرر في إدارة الأزمات التي وقعت بها الرياض مؤخرا خاصة علاقتها بدول في المنطقة دفعها للتخبط أكثر، وباتت في حالة فقدان للثقة بنفسها، وتعيش حالة توجس رهيبة، وألقى هذا بظلاله على تعاملها مع من حولها دون تفرقة كخصوم إفتراضيين تزج بهم في كل معاركها، وجعلت من ذلك الإخفاق شماعة وتهمة تلقيها في وجوه البعض دون تمييز كلما أصابها التعثر، أو أرادت توجيه الرسائل.

وختاما لو كان هذا الشخص صحفيا كما يزعم فكان حريا به أن لايظهر بهذا الشكل المغفل في الطرح، والسطحية المفرطة، والتناقض الفاضح، الناتج عن قلة المعرفة بطبيعة المشكلة اليمنية وأطرافها وتداخلاتها، ومادام سعودي الجنسية، فليعلم أن دولته كانت هي الأرض الأولى التي أنجبت زعماء تنظيم القاعدة، أما ما يجب أن يدركه هذا الشخص فهي حقيقة دولته التي قتلت صحفيا بمنشار لمجرد الإدلاء برأيه، وهل هناك أعظم إرهاب من هذا.

زر الذهاب إلى الأعلى