المرشح الديمقراطي بادين يراهن على بطاقات البريد ويطلق وعدا بشأن اليمن فور إعلان فوزه
الاول برس – متابعة خاصة:
أطلق المرشح الديمقراطي للرئاسة الامريكية جو بادين، تصريحا مفاجئا للعالم، بدا فيه واثقا من الفوز في الانتخابات الرئاسية التي اغلقت ابواب الاقتراع الاربعاء، وتواصل فرز بطاقات التصويت، مراهنا على نتائج فرز بطاقات التصويت عبر البريد، وقاطعا وعدا بشأن اليمن.
وينتظر العالم بأسره نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد أن وصلت إلى لحظة حرجة مع تقارب الفارق بين دونالد ترامب ومنافسه جو بايدن في ولايات متأرجحة حاسمة، ويترقب العالم ما إذا كان ترامب الجمهوري سيفوز بعهدة ثانية، أم سيكون الفوز حليف الديمقراطي جو بايدن.
المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن، تعهد بأن تعيد ادارته في حال فوزه بالانتخابات تقييم العلاقات الأمريكية مع السعودية، وتنهي دعم واشنطن للحرب في اليمن، ما قد يعني إن حدث بداية لإنهاء حربٍ استمرت لنحو 6 أعوام وانتجت اسوأ كارثة انسانية في العالم.
وقال بايدن في بيان على صفحته الانتخابية حول برنامجه، الخميس: “سنعيد تقييم علاقتنا بالمملكة (السعودية)، وننهي الدعم الأمريكي لحرب السعودية في اليمن، ونتأكد من أن أمريكا لا تتنكر لقيمها من أجل بيع الأسلحة أو شراء النفط”، ما يلقى تأييدا واسعا بين الامريكيين.
تصريحات بايدن تتفق مع الكونغرس الأمريكي، الذي يؤيد بشكل عام وقف الدعم العسكري للتحالف في اليمن وبيع الأسلحة، في ظل عدم الرغبة لدى أعضاء المجلس في انخراط أمريكي أكبر في الحرب باليمن، واستمرار الدعم للسعودية والإمارات في هذا السياق.
ويواجه الدعم الامريكي للتحالف السعودي الاماراتي ضغوطا كبيرة وانتقادات قوية ومستمرة من منظمات حقوق إنسان أمريكية ودولية لدور واشنطن وخروق حقوق الإنسان ومقتل المدنيين بشكل متواصل في غارات جوية لطيران التحالف، المدعوم لوجستيا من امريكا.
لكن من غير الواضح إلى أي مدى سيطبق بايدن هذه الوعود، خصوصاً أن الدعم الأمريكي لهذه الحرب لم يبدأ مع ترامب، بل تحت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما الذي كان بايدن نائبه، وينتمي إلى الحزب الديمقراطي، المنادي بالحفاظ على قيم امريكا من الانهيار.
واتخذ الرئيس السابق أوباما، قبل فترة وجيزة من انتهاء فترته الرئاسية قرارا بوقف بيع القنابل الذكية للمملكة بهدف تقليل معدلات الوفيات في صفوف المدنيين، قبل أن يستأنف خلفه الجمهوري دونالد ترامب بيع الاسلحة والقنابل الذكية لتحالف الحرب السعودي الاماراتي في اليمن.
تمسك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه الرئاسة في 2016، بمواصلة جيش بلاده تقديم مختلف أنواع الدعم للتحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن، رافعا شعار “المال مقابل الحماية” وخلق فرص عمل اضافية لمصانع السلاح في الولايات المتحدة الامريكية.
ويتمتع ترامب بعلاقة وطيدة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بلغت ذروتها في الدفاع عنه بجريمة قتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي وتوقيع اتفاق لبيع أسلحة أمريكية للرياض بقيمة 110 مليارات دولار ستصل إلى 350 مليار حتى عام 2027.
عُرف ترامب دائماً بالحديث عن أموال السعودية، وأن هذه الأموال يمكن أن تنعش اقتصاد بلاده، معتبراً أن هذا الربح يكفي للتغاضي عن جرائم حكومة الرياض، والاتهامات الموجهة لها من منظمات الامم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية باقتراف جرائم حرب في اليمن.
وتقود السعودية، منذ مارس 2015م، تحالفا عسكريا، يرفع شعار “دعم وتثبيت شرعية الرئيس هادي في اليمن وانهاء الانقلاب الحوثي”، لكن الحرب وبعد نحو 6 أعوام لم تحقق هدفها المعلن، ودعم التحالف مليشيا انقلابية على الشرعية، في جنوب اليمن.
عدا ذلك، فقد تسببت الحرب في “أسوأ كارثة إنسانية عالمية”، وفقاً للأمم المتحدة، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات اغاثية للبقاء احياء، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة، كما شرد ما يزيد عن اربعة ملايين يمني ويمنية نازحون داخليا.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن 16 مليون شخص في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي، و3 ملايين يعانون من سوء تغذية حاد. كما تشير منظمة “موقع النزاع المسلح وبيانات الأحداث ACLED” إلى أن أكثر من 100 ألف شخص قتلوا منذ بدء الحرب في اليمن.