الامارات تبدأ الانفراد بالنفوذ في سقطرى والسعودية ترد بتقمص المنقذ (تفاصيل)
الاول برس – متابعة خاصة:
بدأت الامارات خطوات عملية للانفراد بالنفوذ الكامل على محافظة ارخبيل سقطرى، وازاحة حليفتها السعودية من مشهد النفوذ، ما دعا الاخيرة إلى تكثيف حضورها الميداني في الارخبيل عبر اجراءات تقدمها “منقذا ومخلصا” لأهالي الجزيرة.
وفي بوادر صراع ما زال في طور المنافسة، بين الإمارات والسعودية، بدأت الاخيرة بتتقمص دور المنقذ، من خلال اظهار اهتمام غير مألوف بالاهالي، وتوزيعها لسلال غذائية ومواد إيوائية للمتضررين من الأعاصير التي ضربت الارخبيل قبل أشهر.
تعمد قائد القوات السعودية في سقطرى، هاني عبداللطيف، اصطحاب وكيل المحافظة الموالي للشرعية، صالح علي سعيد، أثناء توزيعهما لمواد إغاثية على المتضررين بفعل الإجراءات الإماراتية الخانقة لهم، لتقديم وتسويق نفسها لأبناء الجزيرة مخلصا ومنقذا.
وفسر مراقبون، خطوات السعودية، بأنها “تحاول إيجاد حاضنة لها في ارخبيل سقطرى، توسع من خلالها نفوذها اجتماعيًا على الأرض موازاة بتوسعها العسكري، في مواجهة النفوذ الاوسع للامارات، والاقدم تغلغلا في الجزيرة منذ ما قبل بدء الحرب”.
بالتوازي، مع هذه الخطوات، استحدثت القوات السعودية معسكرا جديدا لها في الارخبيل، وأرسلت تعزيزات جديدة إليها، في مؤشر “على انقلابها على الإمارات التي تسعى مع إسرائيل إلى تشديد قبضتها على الجزيرة”، وفق موقع “انتليجنس أونلاين” الفرنسي.
ومن جانبها، استكملت القوات الاماراتية في أرخبيل سقطرى، تشكيل “خلية أمنية ومخابراتية” استقدمت عناصرها ومعداتها قبل اسابيع، وانشاء “غرفة عمليات مشتركة” مع ضباط اجانب يرجح أنهم اسرائيليون، عن طريق أتباعها في “الانتقالي الجنوبي”.
بالتزامن، شرعت الإمارات بفرض عقاب جماعي على أهالي سقطرى عبر أدواتها المتمثلة في مليشيا “الانتقالي الجنوبي”، ومنعت مدير مطار الجزيرة إياد يحيى مبارك، من مزاولة عمله، ما تسبب في توقف الرحلات الجوية من وإلى سقطرى”.
يأتي ذلك بالتزامن مع قيام مليشيا “الانتقالي” المدعومة إماراتيًا، بمنع سفن صيادين وتجار من ارساء سفنهم بموانئ الجزيرة لشراء الأسماك، وطلبت منهم مغادرة الجزيرة بعد منحهم مهلة وحذرتهم من عواقب العودة مجددا إليها، في استبداد فج بالسلطة.
وحسب مصادر محلية في سقطرى، فقد “أجبرت مليشيا الانتقالي أيضًا الصيادين السقطريين على بيع محصولهم اليومي لمصنع تعليب الأسماك التابع لمؤسسة خليفة الذي يديره قائد القوات الاماراتية المشاركة في التحالف بالمحافظة، خلفان المزروعي”.
المصادر أوضحت أن “هذه الخطوات الإماراتية ستؤدي إلى تضييق الخناق على أهالي الجزيرة الذين يعتمدون على هذا صيد الاسماك في تسيير حياتهم المعيشية، خاصة بعد إغلاق السوق المركزي وسط مدينة حديبو”. منوهة بأن “الضغط يولد الانفجار”.
ولفتت إلى استمرار سعي الإمارات الحثيث إلى إحداث تغيير ديموغرافي في ارخبيل سقطرى، من خلال تهجير أبنائها إلى حضرموت وعرض توفير السكن، واستقدام اخرين من خارج الارخبيل، والمصاهرات الممولة مع اماراتيين وغير اماراتيين، وغير ذلك”.
وتشير تحركات السعودية الاماراتية في الارخبيل، إلى بوادر صراع قد يظهر قريبا على السطح، خاصة مع محاولات السعودية لإعادة سلطات حكومة الشرعية إلى الجزيرة، ضمن تنفيذ “اتفاق الرياض”، رغم معارضة الامارات التطرق للوضع في سقطرى.