امن عدن يكسر توجيهات الرئيس هادي ويغلق ملف اغتيال مدير الامن السياسي في الحديدة
الاول برس – متابعة خاصة:
أغلقت اجهزة الامن في العاصمة المؤقتة عدن ملف قضية اغتيال مدير جهاز الامن السياسي بمحافظة الحديدة، العقيد ابراهيم علي حرد، بتقييدها ضد مجهول وتشييع جثمانه بعد قرابة اسبوعين على اغتياله في عدن.
وشُيع جثمان مدير فرع جهاز الأمن السياسي بمحافظة الحديدة العميد إبراهيم علي حرد، اليوم الجمعة، في مدينة عدن، بحضور محافظ الحديدة الحسن طاهر وعدد من قيادات السلطة المحلية للمحافظة وذوي الفقيد واقاربه وزملائه.
حسب وكالة “سبأ” الرسمية، فقد “اعتبر محافظ الحديدة أن مقتل العميد حرد خسارة كبيرة للمحافظة والوطن”. مشيراً إلى أن “الشهيد كان واحداً من القيادات الأمنية الشرفاء الذين ناضلوا في سبيل حماية الوطن واستعادة أمنه واستقراره”.
ونوه محافظ الحديدة الحسن طاهر، بـ “توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي بتتبع وضبط أيادي الغدر والإرهاب التي تحاول زعزعة أمن واستقرار الوطن لينالوا جزاءهم الرادع والعادل”. الامر الذي لم تلتزم به اجهزة الامن في عدن.
وكشف مصدر أمني في عدن، وشهود عيان، نهاية يناير الماضي عن تفاصيل صادمة لجريمة اختطاف وتعذيب وتصفية مدير جهاز الامن السياسي في محافظة الحديدة، بمدينة البريقة في العاصمة المؤقتة عدن، وخيوط هامة تقود للجهة الضالعة في تصفيته.
المصدر الأمني قال في تصريح صحافي لوسائل الاعلام: إن العميد إبراهيم علي إبراهيم حرد (56 عاما) مدير الأمن السياسي في الحديدة والذي يتواجد في عدن، تعرض للاختطاف من مسلحين ثم التعذيب داخل منزل قبل اطلاق الرصاص على رأسه”.
مضيفا: “عُثر على العميد الحرد الاربعاء، مقتولا، في مدينة الشعب داخل مخطط اراضي مازن العقربي بمديرية البريقة غربي عدن، وكان مكبلا بالحبال وعلى جسده اثار تعذيب عنيف، وتعرض لطلقات نارية عدة في رأسه يرجح أنها السبب الرئيس بمقتله”.
وتابع المصدر الامني في تصريحه، قائلا: “العميد الحرد، تعرض للاختطاف بالقوة بين مدينتي انماء والتقنية ليل الثلاثاء، حسب افادة شهود عيان، من قبل مسلحين على متن سيارة بيك اب (هايلوكس) نوع نيسان، يجري البحث عنهم وجمع التحريات اللازمة”.
إلى ذلك، أدلى القاسم ابراهيم، نجل مدير جهاز الامن السياسي في محافظة الحديدة العميد إبراهيم علي الحرد، بأول افادة عن ملابسات اختفاء والده قبل العثور على جثته في عدن، صباح الاربعاء.
وقال القاسم في تصريح صحافي، نقلته وكالة “شينخوا” الصينية، أن والده “خرج يوم أمس الثلاثاء على الساعة السابعة صباحا من منزله بعدن في مهمة عمل إلى الإدارة العامة للجوازات في المدينة”.
مضيفا: “تأخر والدي حتى المساء ولم يرد على اتصالاتنا، وعند الساعة الثامنة مساء أمس، أبلغنا بأنه مشغول وأنه لن يتمكن من العودة، لكنه تأخر طوال الليل ولم يرد على اتصالاتنا على غير العادة”.
وتابع: “وعند ظهر اليوم قمنا بإبلاغ اجهزة الامن في عدن، وعقبها أبلغنا الأمن بالعثور على جثمان مجهول وذهبنا للتعرف عليه في مستشفى الجمهورية في عدن، فتأكدت أنه والدي”.
نجل مدير جهاز الامن السياسي في محافظة الحديدة، اوضح أن “والده لم يكن على خلافات شخصية مع أحد، ولم تعرف بعد دوافع وأسباب مقتله”. وسط اتهامات للامارات بتصفيته.
من جانبهم، أصدر ضباط في جهازي الأمن السياسي والامن القومي، تحذيرا عاجلا لجميع منتسبي الجهازين في المحافظات والمناطق المحررة، من خطر التصفية، التي اكدوا أنها “ممنهجة وتدار من وكيل جهاز الامن القومي سابقا، عمار عفاش، لصالح الامارات واجندتها في اليمن”.
وقالت مصادر امنية في جهاز الامن السياسي في الساحل الغربي، إن “تصفية ضباط الامن السياسي التهاميين ليس من صالح احد من التهاميين وقادتهم، فالتصفية هي من صالح عمار عفاش رجل الامارات الاول في اليمن والذي يدير ملف الامن القومي لصالح الامارات”.
مضيفة: “بقاء ضباط الامن السياسي التهاميين او الجنوبيين او في الشرعية، يهدد أجندة الامارات في اليمن وخصوصا في تهامة والساحل الغربي بأكمله لأن وجود ضباط لا يدينون بالولاء والطاعة لطارق وعمار عفاش، واجندة الامارات، بات بمثابة حكم اعدام متخذ سلفا”.
وتابعت المصادر: إن “جريمة تعذيب واغتيال مدير جهاز الامن السياسي في الحديدة، العميد ابراهيم علي الحرد، تؤكد الاستهداف الممنهج لضباط الامن السياسي والامن القومي غير المواليين للامارات، وتدق ناقوس الخطر، وتستدعي اتخاذ جميع التدابير والاحترازات اللازمة”.
مشيرة إلى أن “تصفية العميد ابراهيم الحرد هو رسالة لكل ضباط الامن السياسي اذا لم يخضعوا لعمار صالح ضابط الامارات سوف يكون مصيرهم كمصير العميد ابراهيم الحرد مديرهم وقائدهم، فوجود ضباط الامن السياسي التهاميين يعرقل تحركات عمار عفاش في الساحل، ويمنعه من تفيذ مخططات الامارات الخبيثة”.
وأكدت أن “عمار عفاش، يتولى نشاط المخابرات في اليمن لصالح الامارات واجندتها، بما في ذلك الاختطافات والاغتيالات لكل المناوئين للامارات أو من يشكلون خطرا على اجندتها، ليس في الساحل الغربي فقط بل في جميع المحافظات وبصورة اكبر المحافظات المحررة”.
إلى ذلك، كشف رفقاء لمدير جهاز الامن السياسي في محافظة الحديدة، العميد ابراهيم علي الحرد، تفاصيل صادمة عن خلفيات تعرضه للاختطاف والتعذيب والقتل في مديرية البريقة في العاصمة المؤقتة عدن، وأنه غادر الساحل الغربي إلى عدن في سياق ترتيبات السفر إلى السعودية.
وأكدت المصادر المقربة من العميد الحرد أنه “كان من اكفأ وابرز القيادات الامنية التهامية، وارفعها منصبا، وعرف بتبنيه مطالب وتطلعات ابناء تهامة المشروعة والعادلة في تمكين التهاميين من ادارة انفسهم وانهاء اقصائهم”.
وقالت: “كان العميد ابراهيم الحرد، لا يروق لطارق عفاش ولا لأخيه عمار، وكيل جهاز الامن القومي سابقا، والذي يتولى نشاط المخابرات في اليمن والساحل الغربي خصوصا، لصالح الامارات والقوات الاماراتية في اليمن”.
مضيفة: “يخشى عمار عفاش من منتسبي الامن القومي والسياسي الذين لا يدينون له بالولاء المطلق. وعرف العميد الحرد، بانتمائه المطلق لقسمه الامني ومهام عمله واهتمامه بمعاناة التهاميين من التهميش والاقصاء والانتهاكات”.
وتابعت: “تضع الامارات خطا احمرا على كل من لا يظهر ولاءه المطلق لها واجندتها وبالطبع وكيليها في الساحل الغربي لليمن طارق وعمار، اللذين يعمدان لاختطاف وتعذيب وتصفية كل من يتبنى تحرير تهامة من الوصاية”.
المصادر الامنية المقربة من مدير جهاز الامن السياسي في الحديدة، العميد ابراهيم الحرد، أكدت أن “الامارات هي المستفيد الاول من اغتيال العميد الحرد، ثم طارق وعمار، فوجود ضابط تهامي في هذا المنصب ظل تهديدا لهم”.
وقالت: “توصل العميد الحرد بحكم عمله إلى كشف خيوط عشرات من جرائم الاختطافات والاغتيالات التي طالت قيادات تهامية عسكرية وامنية وسياسية ومجتمعية، واصطدم مباشرة مع طارق وعمار، ومن ورائهما الامارات”.
مضيفة: “كان العميد الحرد ينوي بذهابه إلى عدن، الاختلاء مع نفسه قليلا قبل اتخاذ قرار هام ومصيري، حسبما اخبرنا، وبدأ التحضير للسفر إلى السعودية، لتبادل معلومات هامة مع التحالف عن اجندة الامارات في الساحل الغربي”.
يشار إلى أن سلسلة اغتيالات طالت قيادات عسكرية وامنية وسياسية من ابناء تهامة خلال العامين الماضيين على نحو لافت، يعكس استهدافا ممنهجا لقيادات تهامة، المعارضة لتواجد الامارات واجندتها في الساحل الغربي.