شاهد .. ولي العهد السعودي يستدعي محمد بن زايد إلى العاصمة الرياض لوضع هذه “النقاط” على الحروف
الاول برس – متابعة خاصة:
استدعى ولي العهد السعودي وزير الدفاع، الامير محمد بن سلمان، ولي عهد ابوظبي، محمد بن زايد، إلى العاصمة السعودية الرياض، في زيارة غير مرتب لها مسبقا، وعقب تصاعد التوتر بين البلدين.
وأعلنت وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) “وصول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، إلى العاصمة الرياض”.
مضيفة: إنه “كان في استقباله لدى وصوله مطار الملك خالد الدولي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع”. دون ان تذكر اي تفاصيل.
ولم تشر الوكالة إلى طبيعة الزيارة المفاجئة لولي عهد ابوظبي إلى الرياض، وما دار فيها من مباحثات. ما عزز بنظر مراقبين، ان الزيارة جاءت باستدعاء سعودي لحسم قضايا خلافية بين البلدين.
مشيرين إلى أن تعميق العلاقات بين سلطنة عمان والسعودية عبر مشاريع اقتصادية وقبل ذلك المصالحة مع قطر؛ أثارت حفيظة الامارات ودفعت باتجاه تصاعد خلافات بينها والسعودية، مؤخرا.
واعترضت الامارات على اتفاق سعودي روسي بشأن معدلات الانتاج النفطي للسعودية حتى نهاية 2022م، ما انعكس في اصدار السعودية قرارا بمنع السفر من وإلى الامارات، واستثناء واردات السلع الاماراتية من الاعفاءات الجمركية.
كما وجهت رسائل تهديد صريحة عبر سياسيين واعلاميين سعوديين بارزين للامارات ومليشياتها بأن “صبر المملكة لن يطول”، وأنها ستجعل كل من يخونها “يعض اصابع الندم قريبا” في اشارة لمليشيات الامارات وانتكاسات البيضاء.
يتزامن هذا، مع سعي السعودية، منذ اسابيع لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض وآليته المزمنة بما فيها ملحقيه الامني والعسكري، باجراءات حازمة، عقب تعليق “المجلس الانتقالي الجنوبي” مشاركته في مفاوضات ترتيبات ذلك بالرياض.
وتجلى ذلك باتخاذ السعودية اجراءات حازمة مؤخرا، لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض الذي رعت توقيعه بين الحكومة الشرعية و”المجلس الانتقالي” عقب انقلاب مليشيات الاخير على الشرعية وسيطرتها على عدن في اغسطس 2019م.
تمثلت هذه الاجراءات السعودية في الدفع باتجاه إصدار رئيس “المجلس الانتقالي” عيدروس الزبيدي قرارا بدمج قواته ضمن وزراتي الداخلية والدفاع، رغم تضمن القرار تعيين الزُبيدي قيادات جديدة لتشكيلات “الانتقالي” العسكرية.
وعملت القوات السعودية في تحالف دعم الشرعية عدن، على مغادرة عدد من قيادات مليشيا ما يسمى “الحزام الامني” و”الدعم والاسناد” التابعة للانتقالي، عدن إلى خارج اليمن، وابرزهم العميد محسن الوالي والعميد نبيل المشوشي.
كما أصدرت وزارة الخارجية السعودية مطلع يوليو الجاري، بيانا يدين لأول مرة تصعيد “الانتقالي” في عدن، ويطالبه بالتزام اتفاق الرياض، ووقف التصعيد والتحريض السياسي والاعلامي، وقرارات التعيينات والاجراءات الاستفزازية.
وحشدت الرياض، ادانات مماثلة اعلنتها كل من امريكا وبريطانيا وفرنسا، اعتبرت تصعيد “المجلس الانتقالي” بأنه “يقوض امن اليمن واستقراره ووحدته”، وحذرته لأول مرة من “رد دولي حاسم على تجاوزاته لاتفاق الرياض وآليته”.
يأتي الحزم السعودي ضد “المجلس الانتقالي”، الذراع السياسي والعسكري للامارات في جنوب اليمن، بالتوازي مع تأزم العلاقات السعودية الاماراتية مؤخرا، جراء خلافات البلدين بشأن حصص الانتاج النفطي ضمن منظمة “اوبك”.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد السعودي أقلق قيادات الامارات، ودفع بمحمد بن زايد، لمحاولة امتصاص الغضب السعودي وكبح التصعيد، عبر اعلان وزارة الدفاع الاماراتية استمرار عملياتها العسكرية في اليمن ضمن التحالف بقيادة السعودية.