انتفاضة عدن الشعبية ترفض “تخدير” مجلس التعاون الخليجي و”الرباعية” وهذا ما طلبته منهما (تفاصيل)
الاول برس – خاص:
رد ناشطون مشاركون في انتفاضة عدن الشعبية المتواصلة لليوم السادس، على بيان سفراء السعودية والامارات والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا (الرباعية) وبيان مجلس تعاون دول الخليج بشأن تطورات الاحداث في اليمن والاوضاع الاقتصادية، واعتبرتهما “بيانات تخدير مرفوضة وتأتي لانقاذ الانتقالي ومليشياته”.
ودعا أمين مجلس التعاون الخليجي الدكتور نايف الحجرف، دول المجلس في اجتماع وزراء خارجياتها بالرياض، إلى الوقوف مع اليمن في هذه المرحلة الحرجة وتلبية احتياجاته على مختلف المستويات، الاقتصادية والتنموية والإنسانية، للمساهمة في تخفيف المعاناة الإنسانية ومواجهة التحديات الاقتصادية”.
كما أصدرت اللجنة الرباعية الخاصة باليمن والتي تضم كلا من السعودية والامارات والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا، بيانا عن اجتماع لها الجمعة وقف على تطورات الأحداث (الاحتجاجات)، وجددت التزامها بـ “دعم الحكومة اليمنية لتحسين الاوضاع الاقتصادية وتنفيذ اتفاق الرياض وعودة الحكومة إلى عدن”.
وأكد ناشطون في انتفاضة عدن “ضرورة استمرار الانتفاضة والاحتجاجات الشعبية حتى تحقيق جميع اهدافها المعلنة وأبرزها: انهاء المليشيات والانفلات الامني، وعودة الحكومة لتأدية واجباتها، وتوفير الخدمات العامة تتصدرها الكهرباء والمياه، ووقف انهيار العملة وغلاء الاسعار، ومحاسبة المتورطين بجرائم قتل وانتهاكات”.
معتبرين أن “ما يسمى بالرباعية الدولية هي المتسبب الاول في تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وانهيار الاقتصاد والانفلات الامني في عدن والمحافظات المحررة اجمالا، بدعمها مليشيات المجلس الانتقالي انقلابية ونهبها مؤسسات الدولة وايراداتها ومنع الحكومة من مزاولة مهامها في عدن، وتجفيف الموارد الاقتصادية للدولة”.
وأوضحوا أن “الشعب يعرف المتسبب في معاناته ويدرك ان الاطراف الداخلية لا حول لها ولا قوة، ولهذا نطالب من الرباعية أن لا تحول بينه وبين دول التحالف وأن لا يتحول الانتقالي او الشرعية الى شرطي لدول التحالف يقمع المظاهرات ويصطدم بابناء جلدته ويسفك دماءهم ويزهق ارواحهم، لمنعهم من انهاء اسباب معاناتهم المريرة”.
في الاثناء، تتواصل انتفاضة شعبية غاضبة، في العاصمة المؤقتة عدن منذ ساعات الليل الأولى ليوم الإثنين، احتجاجا على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وغلاء المعيشة والانفلات الامني و”سياسة التجويع والاذلال” للتحالف بسيطرته على الموانئ ومنشآت النفط والغاز.
امتدت رقعة الاحتجاجات في عدن من مديرية كريتر، إلى مديريات صيرة والمنصورة والمعلا والتواهي والشيخ عثمان، والممدارة وجولة كالتكس والعريش، وتشهد الاحتجاجات احراق الاطارات واغلاق الشوارع داخل كل مديرية، وقطع الطرقات بين الشيخ عثمان ودار سعد.
ويردد المحتجون هتافات تناهض “المجلس الانتقالي” وزيف وعود تحالف دعم الشرعية، وتحمل الاخير مسؤولية تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية والامنية في المحافظات المحررة بدعمه المليشيات والعصابات المسلحة وتجفيف الموارد الاقتصادية للدولة.
مطالبين بتوفير مقومات العيش الكريم والخدمات الاساسية وعلى رأسها الكهرباء والمياه، ووقف انهيار العملة وغلاء اسعار السلع والخدمات والوقود، وانهاء حالة الانفلات الامني وانتشار المليشيات والعصابات، وعودة الحكومة إلى عدن واداء واجباتها وتحمل مسؤولياتها.
كما علت في لافتات وهتافات المواطنين المحتجين عبارات “لا تحالف ولا مليشيات.. نشتي حكومة وخدمات”. منادية برحيل مليشيات “المجلس الانتقالي” ومغادرة التحالف العربي، الذي عمد المحتجون لانزال ريات اعلام دوله وصور حكام قيادته ممثلة بالسعودية والامارات.
في المقابل، تجاهل رئيس ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للامارات،المطالب الشعبية، واصدر اتهاما وحكما، بحق مئات الآلاف من المحتجين على فشله وفساده وتدهور الاوضاع وتردي الخدمات، معلنا عقوبة صارمة بحقهم بدأت تنفيذها مليشياته.
وقال عيدروس الزُبيدي، الاربعاء، في خطاب متلفز القاه مرتديا الزي العسكري والدشداشة الاماراتية، بثته قناة “عدن” التابعة للمجلس واصفا ما يحدث: “أمام ما يواجهه شعبنا الجنوبي وعاصمتنا التاريخية عدن على وجه الخصوص من تآمر لا يقل خطورة عن العدوان الحوثي”.
متهما جميع المواطنين والمواطنات المشاركين في الاحتجاجات الشعبية في عدن لليوم الثالث -حتى الاربعاء- بأنهم متآمرون على الجنوب، باعتبارهم يشاركون في ما سماه “التآمر على شعبنا الجنوبي وعاصمته عدن”. ما يجعلهم ليسوا من اهالي المحافظات الجنوبية بل مندسين.
ووصف رئيس “المجلس الانتقالي” في خطابه المتلفز عشرات الآلاف من المواطنين المحتجين في مديريات عدن، بأنهم “عناصر مندسة”. محذرا مما سماه “تجيير الاحتجاجات لأهداف غير وطنية وحسابات سياسية أو افتعال الفوضى والتخريب”. التهمتان الجاهزتان للقمع.
الزُبيدي، في الوقت نفسه، اصدر حكما عاما على جميع المشاركين في الاحتجاجات، تضمنه توجيهه الصريح والمباشر لمليشيات المجلس قمعهم، بقوله: “نهيب بقواتنا الأمنية للضرب بيدٍ من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار، وإثارة البلبلة والقلاقل”.
ومن جانبها، سارعت مليشيا “الانتقالي الجنوبي” لتنفيذ الحكم والعقاب، بتصعيدها قمع المحتجين وتكثيف اطلاق الرصاص الحي الذي استخدمته منذ اليوم الاول في مواجهتهم، لتوقع 3 قتلى وعشرات الجرحى في محصلة اولية، حسب ما أفاد محتجون وأكدته مصادر طبية.
مصادر طبية أكدت مقتل شابين مساء الاربعاء عقب خطاب الزُبيدي، هما “خلدون العبدلي” و “زياد زاهر” فيما جرح آخرون، برصاص مليشيات “المجلس الانتقالي”، وجرى نقلهم إلى “مستشفى بابل”، ومساء الثلاثاء، قتل شاب في مديرية الشيخ عثمان برصاص المليشيا.
كما لحقت مليشيا “الانتقالي” المحتجين الجرحى إلى المستشفيات، واعتقلت مساء الثلاثاء 7 جرحى من المستشفى الذي أسعفوا إليه، يضافون إلى 5 مواطنين محتجين اعتقلتهم المليشيا من شارع أروى بمديرية كريتر، ولا يعرف حتى اللحظة ما مصيرهم أو مكان اعتقالهم.
وأكد محتجون أن فصائل مليشيا “الانتقالي” تواصل الانتشار الواسع في جميع حارات واحياء مديريات العاصمة المؤقتة عدن، واعتقال من تشتبه في مشاركته أو نيته المشاركة في الاحتجاجات، وتعرضهم لضرب عنيف تسميه “تأديبا”، فيما لا تتورع عن اطلاق النار عليهم.
وفقا لمصادر محلية وشهود عيان، فإن “شوارع عدن، شهدت فجر الجمعة حرب شوارع دامية واشتباكات بالأسلحة بين قوات المجلس الانتقالي والمقاومة العدنية الشعبية التي اعلنت دعمها الاحتجاجات وخرج افرادها لحماية المتظاهرين من الاعتداءات التي تطالهم من مليشيا الانتقالي”.
موضحة أن “مليشيا الانتقالي كثفت حملات ملاحقة المحتجين واطلاق الرصاص عليهم، عقب خطاب رئيس الانتقالي وتوجيهه لها بضرب كل من قال انهم يستهدفون اثارة الفوضى واتهمهم بالمشاركة في التآمر على الجنوب، وبدأت حملات مداهمات واقتحمات لمنازل المواطنين”.
وأعلنت المقاومة العدنية الشعبية دعمها الاحتجاجات الشعبية (انتفاضة عدن) واستمرارها حتى تحقيق مطالبها “وتحرير العاصمة المؤقتة عدن من الاحتلال الاماراتي ومليشيات مرتزقته” متعهدة بإطلاق جميع المعتقلين لدى مليشيا “الانتقالي”، وفقا لما ورد في بيان مسجل، الاربعاء.
قيادة المقاومة العدنية قالت: “نعلن لكم خاصة وللعالم عامة اننا لن نسكت عما يحدث داخل عدن وبقية المحافظات الجنوبية من قبل أرخص مرتزقة في العالم، ولنا حق الرد إذا ما استخدمت قوات الارتزاق في هذه المحافظات قوة السلاح او القوة الجسدية لمنعكم من المطالبة بحقوقكم”.
مضيفة في بيانها المسجل: “لذا نناشد كل أمرئ حي مساندتنا والوقوف الى جانبنا حتى نحرر عدن مرة اخرة كما حررناها سابقا من الاحتلال الحوثي، وسوف نعيد الكرة مرة أخرى لتحريرها من الاحتلال الاماراتي ومرتزقته ونحرر كل مسجون سُجن ظلما وافتراء ولفقت له تهمة من قبل المرتزقة كذبا”.
ودعت المقاومة العدنية الشعبية في ختام بيانها جميع أبناء عدن وبقية المحافظات الجنوبية إلى “مساندة المقاومة الشعبية حتى تحرير عدن من سيطرة الامارات ومرتزقتها، والوقوف معا في وجه الظلم الواقع على أبناء عدن خاصة والجنوب عامة”. حسب ما ورد في البيان.
يشار إلى أن العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، الخاضعة لسيطرة مليشيا “الانتقالي”، تعاني من انهيار عام للخدمات والأوضاع المعيشية، والعملة الوطنية، وانفلات امني تصاعدت معه الاعتداءات ونهب الممتلكات والاغتيالات والتفجيرات، من دون ضبط الجناة.